انتبه قبل أن تدوسك حوافر القطيع

[محروم.كوم]

لو قدر لك أن ترى احدى قطعان الحيوانات في البراري وهي تجري منطلقة في طريقها بعضها يتبع بعضا بدون فهم ولا تفكير فستعلم أن هذا القطيع لن يرى ولن يحسب حسابا لمن يقع في طريقة فبكل تأكيد سوف يداس ويسحق تحت الحوافر المنطلقة وراء بعضها البعض دون تفكير او تخطيط لا يدفعها سوى الغريزة والتبعية فقط.

وعندما يعترض طريقها نهر يستوجب الأمر عبوره واجتيازه تراها واقفة لا تبدي حراكا حتى يقوم من يقودها بالقفز في هذا النهر بقصد اجتيازه لتجد بقية القطيع يتسابقون ويتزاحمون على القفز مثلة دون ان تحسب حسابا للإصابات الجسدية أو الغرق أو لتلك التماسيح التي فتحت أفواهها لافتراس من تستطيع افتراسه بكل وحشية وقسوة ومع ذلك فالقطيع لا يبالي الا بملاحقة بعضة بعضا كالسلسلة عندما تنفرط حباتها.

فللقطيع سطوة وسلطة على عقول تلك الحيوانات التي تتوقف عن التفكير وتكتفي بالتقليد محاكيه بعضها البعض في صياحها وركضها دون ان تعلم الى أين ولماذا.

وإن كان ذلك طبيعيا ومقبولا في عالم تلك الحيوانات العجماء التي تحتاج لمثل هذا المنهج لتبقى وتعيش فإنه في عالم بني البشر تخلفا وغباء .

ولكن ومع الأسف يفضل كثيرا من البشر أن ينحو منحى القطعان في تبني المواقف واتخاذ القرارات وأن يعيشوا مثل القردة والببغاوات التي تقلد بدون فهم ولا تفكير.

لقد تجلت سطوة القطيع عندما حدثت واقعة حمزة كشغري وقبلها الرسام الدانماركي , ولا يعني ذلك قبولا مني لما قاما به من افعال تطال ما هو مقدس عند الأخرين , ولكن ردة الفعل والهيجان المبالغ فيه يؤكد ما ذهبت اليه في بداية الموضوع وهو تفكير القطيع الذي لا يقيم وزنا لأي اعمال او تشغيل لما هو بداخل الجمجمة .

هناك الكثير من الذين هم اكثرا خطرا من حمزة اوالرسام الدانماركي ممن حاربوا الاديان وقتلوا اتباعها وكادوا أن يجتثوها كما انه يوجد ولا زال الالاف من الناس الذين يقولون ما هو اقسى وأشد مما قالة حمزة وصرح به والذي أعلن توبته ورجوعه عما كتبه وصرح به ولكن القطعان لا زالت غاضبة وهائجة تريد رأسه ورأس من يقف معه.

__DEFINE_LIKE_SHARE__