منذُ دخول منطقة الشرق الأوسط ربيع الثورات العربية ومشايخ الخليج العربي ترتعد فرائصها خوفا من انتقال شرارة الثورات إلى بلدانهم إلا أن شرارة الثورة انطلقت في البحرين يوم 14 من فبراير 2011 مطالبة بإصلاح النظام لتتحول فيما بعد إلى مطلب إسقاط النظام بعد سقوط اول شهيد بسبب تعامل النظام الخليفي مع الاحتجاجات بأساليب قمعية مخالفة للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان فأخذوا يتخبطون بشكل يدعوا إلى السخرية، وتمت دعوة المغرب والأردن للانضمام إلى هذا الاتحاد ولم يتوقفوا عند هذا الحد بل اتجهوا إلى مصر ليدعوها أيضا وفي وقت لاحق فاجأ الملك عبد الله حاكم السعودية حكام الخليج في اجتماع السابق لدول مجلس التعاون الخليجي يعلن رغبته بتشكيل اتحاد جديد يضم دول الست إلى الاتحاد كونفدرالي الذي تم الإعداد له بحجة إن هذا الاتحاد سوف يحمي عروشهم من التهاوي فهل يا ترى سوف نرى هذا الاتحاد على أرض الواقع؟ ولا سيما أن هذه الدول الصغيرة سوف تفقد نصف ملكها إلى الدولة الكبرى وهي السعودية وبحسب المعطيات أن حاكم البحرين أرسل نائب رئيس الوزراء إلى السعودية محملاً إياه موافقة حاكم البحرين باتحاد كونفدرالي مع السعودية وزيارة خليفة بن سلمان سراً إلى الرياض وطلبه من نايف بتسريع إجراءات الاتحاد بين البحرين والسعودية مخافة أن يطير رأسه في أي تسوية قادمة كما أن الاتحاد المزعوم من قبل أسرتي آل خليفة وآل سعود سوف يكون بمثابة نواة لبقية دول مجلس التعاون الخليجي وإذا ما صحت هذه المعطيات فإنها ستكون أشارة إلى أن آل خليفة سيفقدون نصف ملكهم لصالح آل سعود والسؤال المطروح هنا هل سوف يستفتى الشعبين على الاتحاد؟ اعتقد أن هذا الحق الشعبي المشروع ليس في قاموس هؤلاء أن أي اتحاد كونفدرالي يحدث بالقريب العاجل دون استعداد لن يكون اتحاداً بأي مفهوم ، بل ان ارتداداته قد تعصف بالاقتصاد البحريني بشكل خاص و قد يودي بالتجارات البحرينية الصغيرة كما أن ذلك قد يتسبب بشعور الطائفة الشيعية أنها انتقلت من كونها أغلبية بجزيرة البحرين إلى كونها أقلية مما يجعل معركتها معركة حاسمة بمفهوم شكسبير " تكون أو لا تكون " كما أن الجانب السياسي لن يكون هادئا أبدا ، فامتداد القمع يقابله بالضرورة امتداد حراك فلن يعود حراك جزيرة البحرين منفرداً بل سينضوي تحته كل حراك الجزيرة العربية تنسيقياً، لأن سلطة القمع ستكون ذات وجه واحد ويد وآلة واحدة. كل ذلك بالإضافة لتكهنات بأن الإيرانيين لن يسمحوا أن تلتهم السعودية - الغريم التاريخي لإيران - البحرين وهي التي كانت محل نزاع منذ أيام الشاه هذا مع تزامن مهم وهو القضية السورية التي تعتبر البحرين ساحة حرب محتملة جدا بين طرفي الجولة. فإيران حين تقرر سد مضيق هرمز بحرياً فسوف يكون احتمال اجتياح هذه الجزيرة الصغيرة كبيرا وخصوصا في العام 1970م أجرت الأمم المتحدة استفتاء للشعب البحريني الذي صوت بأن تكون البحرين حرة عربية مستقلة عن إيران، لتعلن بريطانيا انتهاء استعمارها للبحرين في أغسطس/آب 1971م. ومن المتوقع أن تعارض إيران فكرة الاتحاد وتطالب باستفتاء للشعب البحريني من قبل الأمم المتحدة وهذا ما لن تقبله السعودية والبحرين مما قد يجر في نهاية المطاف إلى صراع إقليمي لا تحمد عقباه.