يا كثر ما ننكر قصة اعظم لحظة !!

[زايد 13]

جسدك شقة ؟ وأعظم لحظة هي أول لحظات الآخرة ...!!!

إنها لحظات لم ولن يستطيع وصفها أحد من بني البشر إلا رب البشر إنها اللحظات التي تنتقل منها من عالم المحدود والجسد إلى عالم يتغير فيه الحدود والزمن وترى الأشياء ببصر غير البصر الذي كنت ترى فيه ببصرً آخر من حديد (( فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد )) 22 ق , لا كفار ولا ملحدين ولا مشركين بل كل البشر هناك موحدين موقنين مؤمنين بالله رب العالمين ولكن لا ينفع ذلك الإيمان لمن لم يكن مؤمن قبل موته , إنها لحظة عظيمة إنها باختصار (( نهاية لبداية لا نهاية لها ؟ ))

روحك التي دخلت جسدك في شهرك الرابع تحررت من ذلك الجسد خرجت منه فأصبح الجسد بلا قيمة عندما غادرته روح الله العظيمة التي نـُفخت فيه ليؤمن كل البشر بعد خروج الروح أن ذلك الجسد لا شي مطلقاً , وما كان في حقيقته سوى مكان مستأجر لتسكنه الروح العظيمة ؟ لمدة زمنية مؤقتة ؟

والمضحك هنا أن الغرب غالوا وبالغوا في تعظيم ذلك الجسد وتزيينه ورعايته رغم أنه خـُلق للفناء والزوال وتخيلوا معي قول الرسول الكريم صلوات ربي عليه وسلامة حين قال بـُعث أنا والساعة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطاء من أصابعه الطاهرة الكريمة صلوات ربي عليه وسلامة أي أن القيامة قريبة جداً وهاهو الآن غادر عالمنا إلى عالم آخر من عوالم الله التي نجهلها ولا نعرف عنها إلا ما عرفه الله لنا , غادرنا الآن منذ 1423 عام فأين الساعة التي أخبر أنها قريبة جداً !!! فقد مضى الآن 1423 عام بعد رحيله , والإجابة تكمن بالحقيقة التي يجهلها الكثير وهي قول الله تعالى ( ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون ) 47 الحج , وبهذا نكون عشنا في حساب الله يوم ولم نبلغ حتى منتصف اليوم الثاني والذي سيكون عام 1500 هجري وبهذا نعرف أن من عاش ستين أو سبعين أو مائة عام عاش بمثابة ساعتين وأربعين دقيقة فقط بحساب أيام الله تعالى !!! تخيل 100 عام من الحياة بحلوها ومرها تبلغ ( د 2:40 س ) فقط من يوم الله المقدر بألف عام ؟

وتخيل كذلك أن هذا (( الجسد < هو > شقة ) وقمت أنا بتأجيرها لك لمدة ساعتين وأربعين دقيقة وهي بعبارة أخرى 100 عام تعيشها في الأرض ماذا سيكون أكبر همك خلا مدة تلك الساعتين والأربعين هل ستقوم بصبغ الشقة مثلاً ؟؟ أو الاهتمام بأثاث الشقة ؟؟ أو تنظيف الشقة ؟؟ أو تزيين ديكورات الشقة ؟؟ كل هذا يقال عنه ضرب من ضروب الجنون والخبل في ميزان العقل !!! لأنك تعلم أنك ستغادرها بعد ساعتين ونصف تقريباً !!! هذا إذا عشت مائة عام التي تساوي ساعتين وأربعين دقيقة فقط فما بالك بمن يعشي أقل من ذلك بثلاثين سنه يعني 70 أو أقل 40 سنه والتي لا تعادل سوى ساعة فقط ؟؟؟

هنا نعرف جيداً لماذا الدنيا زهيدة في نظر الأنبياء والرسل وأولياء الله الصالحين والشهداء إنهم عرفوا حقيقتها فلم يعطوها أكبر من حجمها فقط قاموا بعمارتها بالبناء والبيع والشراء وغير ذلك لكن همهم الأكبر هو ما وراء الدنيا وهو لا شك الغاية الكبرى إنهم جعلوا الدنيا في أيديهم لا في قلبهم وشتان ما بين من يضع الدنيا بيده أو من يضعها بقلبه ؟؟؟
فالآخرة هي حقاً تلك الدار التي يجب أن نجعلها بين أعيننا وأن تكون همنا وشغلنا وأن يكون هذا الجسد المستأجر قائماً بواجبه كامل القيام خلال هذه الدقائق من حساب أيام الله والتي يضنها البشر سنوات طويلة

الحياة هناك لن تكون سنة أو سنتين أو ألف أو ألفين إنهاء إلى ما لانهاية ومع أول لحظات الدخول إلى ذلك العالم من عوالم الله تكون أنت من قررت بنفسك أي الدارين ستكون دارك ( جنة الخلد < أم > نار جهنم )

أدعو الله الحي القيوم أن لا يحرم كل من شاهد هذه الكلمات جنة الخلد وان يجمعنا في الفردوس الأعلى مع النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا , وأذكر الجميع بأن لا ينسوا نصيبهم من الاستمتاع وتذوق الملذات " الحلال " في هذه الدنيا ولكن على أن تبقوا متيقظين لما هو أعظم من ذلك ولما خلقتم من أجله في هذا الكون الفسيح وأنكم لم تخلقوا عبثاً وأنكم في نهاية المطاف إلى الله راجعون ...

لا تحرمونا من ردودكم العسل منقول عن مقالات الكاتب

http://ar-ar.facebook.com/RGRKST1

__DEFINE_LIKE_SHARE__