أقفوا التقديس ( قوقل) يصرخ
من الواضح ان ما تعانية المجتمعات العربية والدينية بشكل عام سواءاً مسلمة مسيحية يهودية هي مشكلة التقديس ، ففي كل هذه المجتمعات تكون فيها ظاهرة التقديس متفاوتة وأكثرها ربما الأسلامية والأسباب واقعية طبعاً ، فقبل عشرين سنة مثلاً عندما تسمع خطاب لرجل سياسي او تحليل سياسي لقضية معينة تنبهر مما تسمع من معلومات وليس في المجال السياسي فقط بل في كل المجالات ، ربما في المجال الديني على المستوى الخطابي او التبليغي كنا ننبهر عندما نسمع بنظريات او أطروحات دينية خصوصاُ المنقولة وذلك لبعد أكثر المجتمعات من المصادر وصعوبة الوصول لها .
وأما اليوم عندما تستمع الى الخطب السياسية تنتظر منها القرارت وليس التحاليل او طرح النظريات او ذكر الاخبار ، وبمعنى اخر تنتظر منها الفعل والقرار المناسب في القضية المطروحة ، وذلك بسبب توفر المصادر في متناول الجميع سواءاً المرئية والمسموعة المقروءة او عبر الشبكة العنكبوتية ، نعم لا يكون الامر مذهل عندما يتكلم خطيب الجمعة عن الأحداث التي جرت في جنوب أفريقيا مثلاً ويتباهى بهذه الخطب التي أضاع فيها وقت المصلين في قضايا حتى ( الخدم) في المنازل يعرفونها لانهم يتابعون التلفاز مع بقية العائلة !!!، فهذه الأنواع من الخطابات والتنظيرات غير مفيد في هذا الزمن زمن العولمة ، كل ما يطرحه المتكلم هو في متناول الجميع ومثل ما حضّر هو خطبة الجمعة للحديث عن جنوب أفريقيا وكان تحضيرة بضغطة زر في موقع البحث ( قوقل) يستطيع غيره التحضير والبحث وربما الحصول على معلومات اكثر وأراء أقرب للواقع خصوصاُ إذا كان هذا الخطيب يعتمد تغير الحقائق حسب توجهاته .
إذاً فالتقديس في هذا العصر مطلوب لمن يسعى لخلق النظريات وليس لمن يسرد الأحداث المستقات من قوقل وقناة الجزيرة مثلاً ، لا أدعوا لعدم التقديس ولكن أقول ليس كل متكلم يجب تقديسه ووضع قوله مع قول الأمام المعصوم فاكثر ما يُطرح من المتكلمين هو موجود في متناول الجميع ويستطيع أي شخص الجلوس امام شاشة التلفاز والبحث عن اي قناة يوجد بها برنامج سياسي ويصغي للمتحاورين ليخرج بنتيجة في تلك الفكرة وهنا أصبح المستمع ناضج فكرياً لا يقل نضوج عن من يتكلمون اما الجماهير .
لا اقصد هنا التقليل من شان المتكلمين بل اقول بان المطلوب منهم هو اصدار القرارات المناسبة وتحملهم المسئولية الأخلاقية والأجتماعية في إدارت الملفات فلو عملنا دراسة لكلام بعض الشخصيات لوجدنا ان 99,9% هو كلام نظري ماخوذ من المصادر المتاحة للجميع ، لذلك نطلب قرارات نطلب مواقف نطلب حسم لما يجري في البلد بدل مضيعة الوقت في الخطب البلاغية أو الخطب التي تتحدث عن ما يجري في جنوب أفريقيا سابقاً وكاننا نعيش في دولة من الدول الأسكندنافية ولسنا في حالة غزو وحرب إبادة
01-12-2012, 12:10 AM
العرض الشجري
المواضيع المتشابهه 
