تقرير مختصر - اللحظة الحاسمة - قلب الثورة بلدة بني جمرة

[محروم.كوم]

تقرير مختصر - اللحظة الحاسمة - قلب الثورة بلدة بني جمرة

كان موعد افتراش الطرق حسب ما هو متفق عليه يبدأ عند الساعة الثانية و النصف , ولكن احدى الطالبات ابت إلا ان تُسجل
اسمها من ضمن أول المفترشين للطرق في فعالية اللحظة الحاسمة , فكان افتراشها للأرض عند الساعة الواحدة و النصف تقريباً

و استغلت وقتها في المذاكرة للأمتحانت التي هي على الابواب.

ما إن بدأت الساعة الثانية ظهراً حتى تهيا الجميع لأفتراش الطرقات و بدأ اعداد البسطات لذلك , و ما إن حان وقت الإفتراش
و هو الساعة الثانية و النصف ظهراً حتى رأينا معظم اهالي البلدة إن لم يكن كلهم قدر افترشوا الأرض من أجل كرامتهم و معلنين تحديهم
للنظام الساقط , فعندما كان فريق الإعلام الثوري لبلدة بني جمرة يتجول لرصد التفاعل من قبل الأهالي و أخذ يسألهم و يستشف آرائهم
رصد بعض التعليقات من قبلهم , فأحدهم قاله له مشهدة بلدة بني جمرة يُذكرني بمشهد المبيت في المزدلفة و آخر قال له بأنه اشبه بيوم العيد.

لم تمض عشر دقائق على بدء الفعالية حتى باغت قوات المرتزقة البلدة بفرقتين راجلتين مع تحليق الطائرة العمودية , وأخذت تتجول في البلدة
طالبةً من الأهالي التفرق و الدخول إلى منازلهم فرفض الأهالي طلبهم بفض الإفتراش فقابلتهم المرتزقة بطلق الغازات الخانقة الذي لم يثنيهم عن الجلوس
على ابواب منازلهم.بعد ذلك عمدت الفرقتين بمعية المدنيين و بمساندة المروحية العمودية على ملاحقة مجموعة من الشباب استطاعت هذه المجموعة من الشباب

أن تتيه المرتزقة في عمق القرية رغم الدعم المروحي , فعادت المرتزقة إلى مراكزها خائبة خاسئة.

ما إن دقت الساعة الرابعة إلا ربع حتى صدرت الدعوة من الإئتلاف بالسير نحو الشوارع العامة , فقام الثوار بتوجيه نداء بضرورة التوجه إلى نقطة تجمع معينة
لكي تنطلق المسيرة , و بالفعل تجمع المئات من الأهالي و انطلقت مسيرة حاشدة جداً جداً تخط طريقها نحو المدخل الرئيسي بالقرب من المستشفى ولكن المرتزقة
عاجلتها بالإطلاق الكثيف للغازات السامحة لتشكل حاجز بينها و بين الثوار , فتراجعت المسيرة إلى عمق القرية بسبب الغازات الكثيفة و اتجهت نحو المدخل الآخر
و استطاعت المسيرة معانقة الشارع العام لدقائق معدودة فعاجلتها المرتزقة بالغازات السامة و الخانقة و تراجعت المسيرة لداخل القرية,
في هذه الاثناء استطاعت مجموعة من الشباب في شرق القرية أن تعانق الشارع العام فعاجلتها سيارات المرتزقة بالداهمة بقصد الدهس و اقد اسفر هجومهم عن اعتقال
أحد الثوار بعد أن حصرته بمركباتها فأوسعته بالضرب المبرح, كذلك في هذه الأثناء استطاعت مجموعة ثالثة أن تعانق الشارع العام لدقائق باقرب من محلات بو ناصر
و عاجلتها المرتزقة ايضا بالقمع العنيف .

تراجعت المسيرة الرئيسية لداخل البلدة لكي تعيد تنظيم صفوفها و لكن الغازات السامة كانت منتشرة في القرية حيث أن مسار الريح لم يكن يساعد على الخروج
من المنازل إلا أن الثوار أبوا إلا أن يُتموا المشوار , ولكن المرتزقة كانت أسرع في ترتيب صفوفها , فعاجلت الثورا من جميع الجهات و بمشاركة المروحية التي كانت تدلهم على أماكن التجمع
و استطاعت أن تمسك بخمسة اشخاص أطلق سراح ثلاثة منهم بعد أن أوسعوهم بالضرب المبرح و بقي اثنين في حوزتهم و تم إطلاق سراح أحدهم فيما بعد.

دقت الساعة عند الخامسة مساءً ليرتفع صوت الآن معلناً بدء مراسيم ذكرى استشهاد السبط المجتبى صلوات الله عليه , فتفرقت الناس لأداء الصلاة و من ثم المشاركة
في مراسم العزاء , و سارت الأمور بشكل طبيعي إلى ان انتهى موكب العزاء الموحد و بعدها بثلث ساعة تقريباً كانت الإستعدادت جارية للخروج في مسيرة حاشدة
استنكاراً لمقتل الفتى سيد هاشم من سكنة عاصمة الثورة , و لكن المرتزقة كانت تعد العدة , فباغتت الجموع من خمسة اتجاهات و بعدد ضخم جداً من المرتزقة
قدر بحوالي خمسمائة مرتزق يصاحبهم ثلاثة كلاب بوليسية مع الدعم المروحي الذي لم يفارق سماء البلدة.

بعد اكثر من ساعة من وجود المرتزقة في أزقة البلدة و بأعداد ضخمة جداً و بعد ان عمدت إلا اقتحام بعض المنازل و تكسيرات بعض السيارات , انسحبت
بعض الفرق من البلدة و اختبات بعضها في الأزقة , فأدرك الثوار أن هذه هي اللحظة الحاسمة للتفرد ببعض الفرق التي لازالت مختبئة
ففي ظل هذا الجو المرعب الذي سببتها المرتزقة في البلدة استطاع الثوار أن يهاجم احدى الفرق المختبئة ليوصل لهم رسالة مفادها أننا موجودون
و لكن نحن الذين نُحدد متى او ين تكون المواجهة لا أنتم .

بعد مروار أكثر من ثلاث ساعات من الحصار بالتحديد قرب اذان الفجر , رتب الثوار صفوفهم و شنوا هجمة حسنية حسينية جعلتهم يفرون كالجرذان من بين ايديهم
فجاء الدعم من كل حدب و صوب و استطاع الثوار بمهارتهم أن يجبروا الدعم على الفرار أيضاً كأخوانهم و بقي الثوار في الشارع العام لمدة نصف ساعة
مسيظراً على الوضع كلما جاءت كتيبة ردها من حيث اتت لتكون رسالة واضحة جداً و شديدة اللهجة بأن بلدة بني جمرة قلب الثورة خط أحمر لا تستطيع كل قواتكم أن تسكتوا صوتنا
و الأيام القادمة حبلى بالمفاجاءت و هذا عهدٌ وعدٌ قطعناه على انفسنا. __DEFINE_LIKE_SHARE__