كيف ننتصر ؟ رؤية قرآنية

[محروم.كوم]

قال تعالى (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) محمد 7 .
النصر هو ما يطلبه وينشده كل مظلوم ومستضعف يرزح تحت وطأة الظالمين ، وللنصر مقدمات ومقومات ما لم نأخذ بها فلن نحصل عليه .
هذه الآية الكريمة _على رغم قصرها _ ترسم لنا خارطة الطريق للنصر ، من ألفه إلى يائه ، وهي عبارة عن جملة شرطية ، شرطها : أن ننصر الله ، وجوابها : ينصرنا الله سبحانه وتعالى .
وثمة آية أخرى تؤدي نفس مؤداها ، قوله تعالى : وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. الحج 40 .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام لابنه محمّد: واعلم أنّ النصر من عند الله سبحانه . اه
ولكن السؤال : كيف ننصر الله ؟
وكيف ينصرنا الله عزوجل ؟
في هذه الحلقة سنحاول الإجابة على السؤال الأول .

كيف ننصر الله ؟

لنبحث عن الجواب في القرآن الكريم ، فهو يفسر بعضه بعضا _ كما ورد عنهم عليهم السلام ، ولننظر بشكل خاص في آيات النصر ، حتى نحصل من خلال الربط بينها على الإجابة الوافية الشافية ، وسنذكر بعض روايات أهل البيت عليهم السلام تأييدا للرؤية القرآنية .
1_ أن نؤمن بأن النصر من عند الله وحده .
من خلال النظرة الواعية والمتتبعة لآيات النصر في القرآن الكريم ، نتوصل إلى الحقيقة أعلاه ، أن النصر لا يكون إلا من عند الله عز وجل . انظر _ هداك الله _ إلى هذه الآيات الكريمة ، قال تعالى :
وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب . الصف 13
ألا إن نصر الله قريب . البقرة 214
ومالكم من دون الله من ولي ولا نصير . البقرة 107
ولئن جاء نصر من ربك .العنكبوت 10
وكان حقا علينا نصر المؤمنين . الروم 47
إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده. آل عمران 160
نصر الله ينصر من يشاء . الروم 5
وهذه الحقيقة نراها واضحة وحصرية في هذه الآية : وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم . آل عمران 126
فالإيمان بهذا الثابت ؛ يعد أول مقدمة من مقدمات النصر ، ولعلها من أهمها ، وهذا يعني أن لا ننظر إلى الأسباب الأخرى : كثرة العدو ، عدته وسلاحه ، تكالب الأعداء علينا ، الوضع الإقليمي ، وما شابه ذلك
لأنه بكل بساطة إذا قلنا وتعذرنا بهذه الأعذار فنحن لا نؤمن بأن النصر من الله وحده ، بل نحن نؤمن بأن النصر يأتي من هذه الحسابات المادية .
ونحن لا ننكر أن لهذه الأمور دورا مهما لا بأس به في الموازين المنطقية والواقعية ، لكنها ليست الأساس ، وثمة أمر أهم منها .

فالكثرة والعدة والعدد والأوضاع الاقليمية هذه عوامل مساعدة في نظر المؤمن بالله عزوجل وبنصره ، وأسباب ثانوية للنصر ، على خلاف الإنسان غير المؤمن ، والذي ربما يتهم المؤمن بالمثالية وبعدم الواقعية وعدم الإتزان ، وضعف العقل على نظرته هذه .
بينما في الحقيقة أن هذا الإنسان الذي يعول على هذه الأمور الخارجية فقط ، إما مشتبه ، وإما ضعيف إيمان بالله سبحانه وتعالى .
قال تعالى : يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وعن الآخرة هم غافلون . الروم 7
بل إن الله سبحانه وتعالى وبخ بعض المسلمين الذين شكوا في نصر الله لنبيه صلى الله عليه وآله ومن ثم يخسرون علاقتهم باليهود ، قال تعالى : مَن كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ . الحج 16
روى بعض المفسرين أنها نزلت في نفر من أسد وغطفان قالوا : نخاف أن الله لا ينصر محمدا ، فينقطع الذي بيننا وبين حلفائنا من اليهود فلا يميروننا ، فحذرتهم هذه الآية ووبّختهم بشدة . الأمثل ج10ص186
فحتى ننتصر لا بد أولا : أن نؤمن بأن النصر يأتي من الله وحده ، وعلامة ذلك أن نرجوه منه ولا نعول على أي جهة أو قوة أخرى غيره تعالى .
وكلما كنا مؤمنين بالله سبحانه وتعالى وبنصره ، كلما سهل علينا النصر ، واقتربنا منه أكثر .
_ يتبع __DEFINE_LIKE_SHARE__