مأسأأأأأأأأأأة>> أنا أب وبنتي بتروح مني....إلى كافة المسئولين حياة مرح أمانة في أعناق

[محروم.كوم]

لأول مرة أجد نفسي عاجزا عن الكتابة ،فكلماتي المنمقة هربت دون رجعة،وكل ما تعلمته في مدرسة الصحافة انتسى في لحظة... فكل الكلمات تقف عاجزة عندما يتعلق الأمر بحياة ومصير إنسان،ولانى تعاطفت مع مرح وشعرت أن حياتها أمانة في عنق قلمى وكلماتى ،وقفت عاجزا خائفا وخاصة أن المسئولين في بلدنا الذي يئن سكانه من الاحتلال والحصار والانقسام ،نادرا ما يستجيبون لنداء وصرخات مواطنيهم.

مرح عامان ونصف تعاني من استسقاء دماغي ، حيث أن حجم الرأس يكبر باستمرار بسبب تخزين المياه في الرأس دون تصريف،مما تسبب في تلف بعض خلايا المخ المسئولة عن النمو ،ورغم أن فرح خضعت لثلاث عمليات في قطاع غزة منذ ولادتها ، وتم زراعة خرطوم في رأسها لتصريف المياه المتراكمة إلى المعدة ،والا أن العمليات لم تنجح ،بالشكل المطلوب ،والآن مرح تعانى من تزايد المياه على الرأس بشكل خطير ، والذي من شأنه أن يتسبب في تلف متزايد في كثير من خلايا المخ ،ناهيك عن الآلام المستمرة ،وصرخاتها التي لاتتوقف ، حيث باتت حياة فرح مسألة وقت إذا استمر الحال على ما هو عليه .

أنا أب يا ناس وبنتي بتروح منى....

أبو هاني قديح والد مرح في منتصف الثلاثينات من سكان مخيم النصيرات وسط القطاع ،ملامح وجه الحزينة وعيناه الخائفتان وجسمه النحيل ،تحكى لوحدها مشاعر أب طرق كل الأبواب لإنقاذ فلذة كبده مرح ، دون جدوى ،فالأذان صمت والقلوب تحجرت ،والمسئولين مشغولين في مناكفاتهم ،تحدث لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" "عطية شعت" بصوت يئن وبقلب ينزف قائلا توقفت حياتي كلها وأصبحت رسالتي وهدفي إنقاذ ابنتي مرح ،فالوقت ليس بصالحها كما قال لي الأطباء ،فكل يوم يمر يعنى تلف لخلايا جديدة من المخ ،وهذا الأمر يؤرقني ،فأنا خائف أن افقد ابنتي ،ويضيف قديح بصوت مقهور أجريت لابنتي ثلاث عمليات في القطاع ، أول عملية بعد ولادتها بأشهر حيث تم توصيل خرطوم لسحب المياه من الرأس للمعدة ،إلا أن العملية لم تنجح وتسببت الوصلة في مشاكل والتهاب حولها ،وأجريت لها عملية ثانية بعد سبع شهور فقط من العملية الأولى ،والذي فشلت تماما ،بعد أن اكتشف الطبيب أن الخرطوم الذي وضعه مسدود ،فتقر ر إجراء عملية ثالثة مباشرة ، بعد عشرة أيام فقط من العملية الثالثة ،ورغم أن الأطباء قالوا أن العملية نجحت إلا أن تضخم الرأس يزداد والمياه تصريفها يقل ،مما تسبب في انسداد في مجرى العين ".

ابوهانى يسترسل قائلا "بعد أن تنهد تنهيدة طويلة ابنتي قاربت على ثلاث سنوات وهى لا تتكلم ولاتمشى ولا تقوى على الحركة نهائيا ،وكلما نظرت نحوى اشعر أنها تقول لي أن حياتي أمانة في رقبتك ،فأدور كالمجنون ،في الشوارع ،وعلى صفحات الانترنت لمراسلة أطباء في الخارج ،وطرقت أبواب المسئولين ،وعندما أغلقت الأبواب لجأت إليكم لأناشد كل المسئولين ابتدءا من الرئيس من خلالكم".

ويضيف أبو هاني "هناك حالات مثل مرح تعالجت في مصر عن طريق ابر لتنشيف المياه في الرأس،وذهبت وقابلتها وهى في حالة ممتازة تتحرك بشكل طبيعي دون اى مشاكل ".

وناشد أبو هاني الرئيس ووزير الصحة وكل المسئولين باعطاءه تحويله لعلاج ابنته في الخارج، وبأقصى سرعة قبل فوات الأوان.

ام هاني والدة مرح تحدثت لنا بدموع الأم وقالت " ابنتي بتروح منى قدام عيني ، وأنا مش قادرة اعمل حاجة ،طول الليل والنهار وهى تتألم ،وأضافت والدموع تملأ عيناها أنا حياتي كلها خصصتها لمرح وللسهر على علاجها وراحتها ،فأنا أتألم مثلها وأكثر ولا أنام من كثرة التفكير فيها".


وناشدت الأم الرئيس والمسئولين بإعطائها تحويله لعلاج ابنتها بالخارج وبأقصى سرعة .


المصدر: http://www.khuzaa.ps/portal/news.php?action=view&id=141 __DEFINE_LIKE_SHARE__