قصص ثورية بحرانية | نزف أدبي لمعاناة الشعب الجريح

[محروم.كوم]

قصص ثورية بحرانية | نزف أدبي لمعاناة الشعب الجريح


قصة رقم ( 1 )

ميدان اللؤلؤة

قبل أن أتخطى مدارج الطفولة تجرعت القهر وأحسست بطعمه بمرارة،،
... فلقد كانت العائلة كلها تتحدث عن خالي ..لدرجة أني شربت حبه ،
ورغبت مشاهدته ولو مرة واحدة..وحينما أسأل أمي عنه كانت دائما
تشير لي إلى صورة بالأسود والأبيض لشاب يبتسم معلقة على جدار
بصالة بيتنا،،ولفت نظري أن تاريخ ميلادي مكتوب على الصورة !!
سألت أمي: لماذا كتبتم تاريخ ميلادي على صورة خالي ؟
فكان جوابها صاعقاً لي : يا حبيبي هذا أيضا تاريخ اعتقال خالك !!

نظرت الى أصابع يدي لأعد سنوات عمري، نعم 13 سنة،،نظرت الى تاريخ
الصورة وكررت الحساب،،بالضبط 13 سنة .. عرفت كل شئ ..
وعرفت أيضا سر تعلقي بخالي الذي غاب بالسجون باليوم الذي
جئت فيه للدنيا ..هل هي صدفة؟!

وهكذا اتلفت حولي لأجد للظلم مدائن مشيدة في وطني البحرين..
كبرت وأنا أحمل هم وطن ،،وأسير وعلى كاهلي أثقال الاحزان ،،

ومما زاد همي وغمي أن الوجع في صدري يحمحم ولا يسمعه أحد ..
ومضت السنوات وتخرجت من الجامعة بغير التخصص الذي اخترته
لطموحي المهشم،وخرج خالي وكنت انتظره محطما ومنزويا ؛
إلا أن ما فاجأني أنه ورغم السنوات الطويلة التي قضاها في
سجون آل خليفة، فإنه دائم الابتسام وحديثه مفعم بالتفاؤل والاشراق..
ولكنه كان زادي الذي استسقي منه عزيمة وإيمان بضرورة مقارعة الظالمين ..

كان يحب أن يأخذني ببعض الليالي إلى ميدان اللؤلؤة ،أو بالقرب منه
حيث الحشيش الاخضر والطعام الطيب والاحاديث التي شكلت
حياة الحب والايمان والثورة..

وما أن اندلعت ثورة تونس حتى اجتاحني حريق لهبها الذي أشعله
البوعزيزي بأحرار العرب..وظللت متسمراً أمام أخبارها ليلا ونهارا ..
وهكذا امتد حريق ثورة العرب إلى مصر،مما شكل اندفاعا ثوريا لامثيل له ،
ليس عندي فقط ؛إنما الذي فاجأني أن مجموعات الفيسبوك واصدقائي
كلهم انتبهوا أو أزاحوا عن أعينهم الغطاء فتبين حجم خرائب الظلم في أوال ..
وهكذا دردشنا كثيرا،،وتوجعنا،،وتواعدنا،،وعزمنا،،وقررنا،، قررنا؟؟
نعم..قررنا أن نشعل ثورة بالبحرين..الله أكبر صرخت بأعماقي وخرجت الصرخة
بغرفتي واجتازت الى الصالة حين صرخت امي ماذا بك ياولدي ؟!
نزلت اليها مبتسما وقلت لها: كنت اصرخ مع نفسي،ونظرت لي نظرة
غير مفهومة ..

توالت اجتماعاتنا نحن الشباب،ليس لنا لون ولا تيار ولا فكرة تجمعنا
سوى : الثورة ..تعاهدنا أن نمضي إلى النصر إزاحة الظلم أو الاستشهاد
وكان أمامنا صور شهداء ثورتي تونس ومصر !!

التاريخ حددناه ببساطة 14 فبراير وهو اليوم الذي غدر فيه الملك بشعبه
عبر خديعة الميثاق الكبرى ..

يا خالي..إنك لا تعلم أنك من حدد مكان انطلاق الثورة وميدان تحريرنا ..
دوار اللؤلؤة..قلت للشباب ..نعم دوار اللؤلؤة!!

تأمل الشباب قليلا فوجدوه مكانا استراتيجيا ورائعا ..مشاهدة المزيد






. __DEFINE_LIKE_SHARE__