الايباد يتحول إلى تلفزيون محمول

[محروم.كوم]

السلام عليكم

مقال كتب بخط الاستاذ الفاضل عدنان عضيمة

الايباد يتحول إلى تلفزيون محمول



قنوات تلفزيونية تظهر على شاشة “الايباد” أثناء إطلاق الخدمة أمس الأول



لعلّ من أهم صفات التكنولوجيا الرقمية الحديثة أنها ضيّقت المسافة الفاصلة بين الحلم والحقيقة بشكل كبير. والاختراع الذي قد يكون مستحيل التحقيق اليوم، سيكون قيد الاستخدام غداً. وما قصّة التطوّر النوعي الكبير الذي أعلن عنه رسمياً أول أمس الأربعاء للكمبيوتر اللوحي ذائع الصيت “آي باد” عندما تحوّل بالفعل إلى تلفزيون محمول، إلا مثالاً نموذجياً لتأكيد هذه الحقيقة. إذ لم تمضِ إلا أيام قلائل على اكتشاف بعض الخبراء بأن “آي باد”، بما يتصف به من قدرة على استقبال البثّ اللاسلكي بالحزمة العريضة (البرودباند)، يمكن أن يعدّ أول جهاز تلفزيون محمول، حتى ظهر هذا التطبيق الجديد بالفعل يوم الأربعاء الماضي إلى حيز الوجود عندما نجحت شركة “فيريزون للاتصالات في الولايات المتحدة في تشغيل البرنامج التطبيقي “فيريزون إف آي أو إس تي في” Verizon FiOS TV لاستقبال بثّ العديد من القنوات التلفزيونية.

وتم الإعلان عن هذا التطوّر الكبير في مؤتمر صحفي صاخب نظم في مدينة نيويورك يوم الأربعاء وتحدث فيه شايجان كيردابير رئيس قسم المعلومات في شركة فيريزون حول التطبيق النوعي الجديد وقام بشرح الأسس التي تقوم عليها التكنولوجيا الجديدة. وقال كيردابير إن “فيريزون” أطلقت عدة خطوط للتفاوض مع نخبة من الشركات المتخصصة بتزويد “آي باد” بالمحتوى اللازم من المواد التلفزيونية مثل الأفلام والحوارات المباشرة مع نجوم السياسة والسينما والمسلسلات الشهيرة؛ ومن هذه الشركات “تايم وورنر”.

وإذا كنت لا تريد تغيير التلفزيون المنزلي الثابت ذي الشاشة الواسعة والصوت القوي والذي يقبع جامداً كالصخر في إحدى زوايا صالون بيتك، فلا بدّ أنك لا تمانع أن يتحوّل “آي باد” إلى جهاز تلفزيون إضافي تنقله معك إلى الحديقة أو الحمام أو المطبخ أو المسبح. ويقول تقرير نشرته مجلة “بزنس ويك” أمس الخميس على موقعها الإلكتروني businessweek.com إن “آي باد” أصبح بالفعل قادراً على لعب هذا الدور. وبالرغم من قيام كيردابير بهذا العرض المثير على “آي باد” إلا أنه صرّح بأن البداية الحقيقية لإطلاق الخدمة ستكون مع بداية العام المقبل.

وتأتي عناصر قوّة البرنامج التطبيقي الجديد “فيريزون إف آي أو إس تي في” من أنه جمع بين أرقى الوسائط الرقمية اللازمة لاستقبال البثّ التلفزي اللاسلكي، مع الخصائص التشغيلية المتقدمة والمتنوّعة للكمبيوتر اللوحي “آي باد”. ومن ذلك مثلاً سهولة البحث عن القنوات المطلوبة بطريقة لمس الأيقونات الظاهرة على الشاشة. كما يمكن التحكم بكافة خصائص الصوت والصورة بطريقة سهلة وعن طريق الشاشة مباشرة.

وليست “فيريزون” الشركة الوحيدة المهتمة ببثّ برامج القنوات التلفزية إلى الأجهزة المحمولة، بل هناك أيضاً شركة “كيبلفيجن سيستم” التي تنافس “فيريزون” في منطقة نيويورك؛ وهي التي نجحت في إقامة شراكات ناجحة في هذا المجال ولكنّها فضّلت إرجاء الإعلان عن موعد إطلاق خدماتها إلى أجل لم يحدد بعد.

تنطوي فكرة مشاهدة البرامج التلفزيونية عن طريق الإنترنت على فوائد وتطبيقات عظيمة. ولا شك أن هذه الفكرة تعني قبل أي شيء آخر، الاستغناء عن الاشتراك في خدمات التلفزيون التي تبثّ برامجها عبر “الكابل”. ويضاف إلى ذلك أن هذه الخدمة تجعل التقاط البرامج بواسطة الكمبيوتر المحمول “اللاب توب” أمراً ممكناً حيثما كان مستخدم الجهاز. وربما لم تكن هذه الفكرة قابلة للتطبيق على الإطلاق قبل بضع سنوات فحسب، ولكنّها أصبحت الآن ذات أهمية كبيرة بعد أن شهد البثّ اللاسلكي لإشارات الإنترنت عبر الحزمة العريضة “البرودباند” تطوراً كبيراً جعل من السهل إمرار أفلام الفيديو بكل سهولة إلى الكمبيوتر المحمول أو جهاز الهاتف المحمول.


وكانت العديد من مواقع الإنترنت المتخصصة ببثّ المسلسلات والبرامج التلفزيونية على الكمبيوتر قد افتتحت مؤخراً ومن أشهرها موقع “هولو دوت كوم” hulu.com الذي يسمح للمستخدمين بمتابعة الأفلام والمسلسلات التلفزيونية المعروضة على أشهر الأقنية العالمية بما فيها “إن بي سي” NBC و”فوكس” FOX الأميركيتين؛ وهما صاحبتا الموقع. وحقق الموقع من الشهرة ما دفع كبريات شركات البث التلفزيوني الأخرى إلى اتخاذ خطوات مشابهة ومنها شركة “إيه بي سي” ABC التي سارعت إلى عرض محتوياتها على الموقع ذاته.


ويعرض الموقع مواد تلفزيونية متنوّعة تشتمل على المسلسلات الاجتماعية وأفلام “الأكشن” والحوارات الصحفية. ومعظم هذه المواد لا يتم بثّها مباشرة، بل في اليوم التالي لبثّها على الهواء من القناة التلفزيونية ذاتها.

وحرص القيّمون على موقع “هولو دوت كوم” على إدراج المحتوى الرياضي المتنوّع لاستقطاب أعداد أكبر من المشاهدين. ويلاحظ أيضاً التنوّع الكبير في المواد التلفزيونية التي يعرضها الموقع.

وحول سبب تأجيل الخدمة الجديدة على “آي باد” حتى بداية العام المقبل، قالت مصادر شركة “فيريزون” إن ذلك يعود لكونها لا تريد أن تطلق الخدمة بعدد قليل من الأقنية التلفزيونية، وأن الوقت المتبقي يكفي لعقد الاتفاقيات مع أكبر شركات البث التلفزيوني الأميركية وربما العالمية أيضاً لإثراء المحتوى التلفزيوني المبثوث خصيصاً لخدمة الجهاز “آي باد”.

وقال مسؤولون في “فيريزون” خلال المؤتمر الصحفي الذي نظم في نيويورك إن تطبيقات (آي باد) سوف توسع نطاق الخدمة التي تتيح لمستخدمي البرنامج التطبيقي “فيريزون إف آي أو إس تي في” مشاهدة الأفلام المؤجرة والبرامج التلفزيونية حسب الطلب على أجهزتهم المحمولة ابتداء من الربع الأخير من العام الجاري.

تحياتي

__DEFINE_LIKE_SHARE__