حينما يتحول التنافس الى صراع

[محروم.كوم]

فى المقال الذى كتبه الاخ ( عجوز نت ) التيار الشيرازي وخطاب التهويل والمبالغة/ مرشد الثورة نموذجا

--------------------------------------------------------------------------------

كنت مترددا كثيرا قبل طرح هذا الموضوع، وخصوصا أنني أدعو في الكثير من كتاباتي إلى تجنب الصدام البيني بين فصائل المعارضة، وقد كنت أرصد الكثير من الممارسات الحزبية الخاطئة وغير الحكيمة للتيار الشيرازي كما كنت أرصد الممارسات الخاطئة للتيارات الأخرى وحتى للائتلاف الذي أعتبره مرجعية قهرية في هذا الوقت للشعب البحراني، لكني كنت أغض النظر عن هذه الممارسات كما يعض الكثيرون من أبناء شعبي على الجراح والممارسات الخاطئة حتى لا تتفجر الثورة من الداخل!!
وربما يكون من أصعب الأمور للشخص المراقب الذي يريد أن يتموضع بشكل صحيح داخل الساحة بأحداثها المعقدة، هو أن يصر على السلوك والتفكير المركب الذي يسعى لتفكيك الأمور وصولا إلى الحقيقة بعيدا عن ثنائية الألوان والحقائق (أسود/ أبيض) (حق/ باطل) في ظل وجود الكثير من العقول التبسيطية التي تخضع للثنائيات الجامدة، ليتمرر عليها الكثير من المغالطات والالتباسات التي تثبها التيارات الحزبية والفئوية والشخصيات ذات الميول المحددة!!
وبخصوص السلوك السياسي للتيار الشيرازي، والتكتيك الذي يمارسه للوصول إلى أهدافه السياسية، فإنني أجزم أنني أحفظ هذا السلوك السياسي وأساليبه التكتيكية عن ظهر قلب تماما كما أحفظ سلوك الوفاق السياسي عن ظهر قلب، وكذلك التيار الممانع الذي انضوى تحت مسمى "التحالف من أجل الجمهورية".
وبالنسبة للتيار الرسالي: فإن هناك جذرا تاريخيا نفسانيا لهذا السلوك الحالي ولتكتيكاته المكشوفة لكل متابع حصيف للساحة السياسية، وهذا الجذر هو عبارة عن تقوَّت التيار الرسالي على أمجاد الثمانينيات حين كان حضورهم الشعبي طاغيا في فترة إعدادهم للإطاحة عسكريا بالنظام، فهو مصدر الإلهام لكل شعورهم الحالي بصدارة المشهد السياسي، وإيهامهم للناس بذلك، وهو سبب لأسلوب المعاكسة السياسية لتوجهات الوفاق تحديدا، وضرب كل خياراتها السياسية، مع أني لا أبرأ الوفاق من الأخطاء السياسية القاتلة، ولكن لا أعتبر النقد الموجه لها من التيار الرسالي هو النموذج الذي يجب أن يحتذى في كشف هذه الأخطاء، وذلك لوجود الغرض الواضح في هذا النقد، وهو موهوم الصدارة والتسيد للساحة الشيعية التي تقف الوفاق ومرجعيتها حائلا أمام تحقيقه، فضلا عن التيار الممانع، الذي هو من صلب تيار الأغلبية وجذره التاريخي والسياسي!!
أقول هذا: وأنا أتألم كثيرا لحجم التضحيات التي قدمها التيار الرسالي في هذه الثورة والمباركة، ومصدر ألمي هو الرغبة في الاستثمار عند بقية القيادات على هذه التضحيات للوصول إلى الموهوم المنشود، ألا وهو صدارة الساحة وتسيدها، وما القفز على الوعي الجماهيري المرتبط بالحدث وصناعه وقياداته الفعلية بإطلاق لقب "مرشد الثورة" على السيد المدرسي، إلا نموذجا واضحا لهذا الموهوم الذي يكاد يكون مرضا لا فكاك للتيار الشيرازي منه، حيث يتسبب هذا الموهوم باختلاط الصالح بالطالح وبتضييع تضحيات هذا التيار، وبعزله عن التيارات الأكثر شعبية منه نتيجة الاستهداف الصريح لها!!
وأنا أقول بوضوح: كما يسمح التيار الرسالي لنفسه بانتقاد الوفاق وقياداتها، فليسمح لنا هذه المرة بانتقاده وليتقبل ذلك بصدر رحب. وفي هذا السياق سنناقش فكرة مرشد الثورة وبعض السلوكيات الغالبة على أتباع وقيادات التيار الرسالي.
أولا - فكرة مرشد الثورة:
إذا جئنا لمحاولة فهم هذه الجملة، فلنا أن نسأل الأخوة في التيار الشيرازي هذه الأسئلة!!

1. هل لقب مرشد الثورة الذي أطلقه أنصار التيار الشيرازي على السيد المدرسي لقب مجازي من باب التكريم له لنصرته لشعب البحرين مشكورا، أم لقب حقيقي يجعل منه صاحب الامتياز الحصري في إرشاد الثورة وقيادتها؟! فإن كان لقبا مجازيا، فهو مرشد من ضمن مرشدين كثر لهذه الثورة، وتجاوزا: يمكن بلع هذا اللقب والقبول به، حتى مع كونه مجازا لا ينطبق عليه لوحده.
أما إذا كان يقصد به أنه لقب حقيقي، فهذا معناه أنه مرشد مثلا للتيار الممانع المتمثل في حركة حق وتيار الوفاء وحركة أحرار البحرين، ولم نر أيا من رموز هذه التيارات يعتبره مرشدا ولا مرجعا للثورة، كما أنه يقينا ليس مرشدا لتيار جمعية الوفاق ومرجعيتها المتمثلة في الشيخ عيسى قاسم، وهذين الفصيلين يمثلان الأغلبية الوارثة لتيار الانتفاضة في الساحة الشيعية، فمن بقي من الفصائل المشتركة في الثورة يمكن أن يكون مرشدا لها، بقي التيار الشيرازي الذي يمثل السيد المدرسي مرجعية له، وبالتالي، فالأصح أن نقول: أنه مرشد الثوار من التيار الشيرازي، فهذا أدعى للأمانة وعدم الجور والتجاوز على بقية الخطوط!!
2. إذا تجاوزنا عدم اعتبار الرموز بما يمثلونه من تيارات للسيد المدرسي بأنه مرشد لهم، فهل هناك من عامة الناس من أطلق على السيد المدرسي لقب مرشد الثورة غير أتباع الخط الرسالي في البحرين، فنحن ومن خلال متابعاتنا للملتقى، نجد أن هذا اللقب يأتي حصريا على لسان الأخ المحترم رومايو في نقله لكلام السيد المدرسي، في أسلوب تسويقي واضح للخط الرسالي لا يمكن أن يخفى على أحد، كما يسوق للكثير من المقولات النقدية الجارحة للأخ المحترم كريم المحروس!!

فإذا كان عامة الناس لم يطلقوا هذا اللقب على السيد المدرسي، هل يصح لقب مرشد الثورة كأمر حقيقي عليه؟!! أم هو جزء من الواقع الدعائي الذي لا يخدم السيد المدرسي في شيء، بل يسيء له أيما إساءة!!

أما إذا جئنا إلى أرض الواقع، فإن لهذه الثورة جذر تاريخي تسلسلي فيه قيادات واضحة أسهمت في توجيهها وتحديد مطالبها وسقفها، وكانت الحدث نفسه بما تعرضت له من سجن وتضييق ومحاصرة لها في حرية التعبير والتجمع قبل الثورة، بما جعلها وقودا فعليا قبل الثورة ومحركا لها بعد أن انطلقت، وهؤلاء هم الفاعلون لا غير في الساحة البحرانية وهم المحركون لهذا الشعب بتوجيهاتهم، ويبقى غيرهم من الرموز من خارج البحرين متضامنون مع الثورة لا قيادات لها، أيا تكن درجة تضامنهم معها، وهذا السياق التاريخي التسلسلي مرصود وموثق ولا يمكن تجاوزه أو القفز عليه، وبالتالي: فتنصيب أشخاص آخرين غير هؤلاء قيادات فعلية للثورة ومرشدين ومحددين لمسارها أمر مستفز عند قطاعات كبيرة وأغلبية واضحة ترى في هؤلاء قياداتهم ومرشديهم!!
وفي هذا السياق، يمكن اعتبار الشيخ المحفوظ قيادة من قيادات الثورة وفق ما يمثله من حضور شعبي، سواء كان مع الثورة في بدايتها أو لحق بها، فتضحيته وجهاده يمنحانه أن يكون قيادة من قيادت الثورة، أم السيد المدرسي مع احترامنا لمكانته وتاريخه الجهادي، فهو متضامن مخلص مع الثورة، ولكنه يقينا ليس مرشدا للثورة ولا محركا لها وليس أبا من آبائها!!
سأعود في مداخلة قادمة لقراءة مسلكيات التيار الشيرازي التي أعتبرها خاطئة ومضرة لمسار الثورة

__________________________________________________ ______________________________________________

لو يسمح لى الاخوة اعضاء مجلس ادارة ملتقى البحرين بهذه المداخلة البسيطة :

بسم الله الرحمن الرحيم

( والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم ) سورة الحشر الآية 10



دخل محمد بن علي بن مسلم بن شهاب الزهري على عليّ بن الحسين زين العابدين (ع) وهو كئيب حزين ، فقال له زين العابدين (ع) : ما بالك مهموماً مغموماً ؟.. قال : يا بن رسول الله !.. همومٌ وغمومٌ تتوالى عليَّ لما امتُحنْتُ به من جهة حسّاد نعمتي ، والطامعين فيَّ ، ومّمن أرجوه ومّمن أحسنت إليه فيخلف ظنّي ، فقال له عليّ بن الحسين زين العابدين (ع) : احفظ لسانك تملك به إخوانك ، قال الزهري :
يا بن رسول الله !.. إني أُحْسن إليهم بما يبدر من كلامي ، قال علي بن الحسين (ع): هيهات هيهات !..إياك وأن تُعجب من نفسك بذلك ، وإيّاك أن تتكلم بما يسبق إلى القلوب إنكاره وإن كان عندك اعتذاره ، فليس كلّ من تُسمعه نكراً يمكنك لأن توسعه عذراً ، ثم قال :

يا زهري !.. مَنْ لم يكن عقله أكمل ما فيه ، كان هلاكه من أيسر ما فيه ، ثم قال :
يا زهري !.. وما عليك أن تجعل المسلمين منك بمنزلة أهل بيتك فتجعل كبيرهم بمنزلة والدك ، وتجعل صغيرهم بمنزلة ولدك ، وتجعل تِربك منهم بمنزلة أخيك ، فأي هؤلاء تحبّ أن تظلم ؟.. وأيّ هؤلاء تحبّ أن تدعو عليه ؟.. وأي هؤلاء تحب أن تهتك ستره ؟..
وإن عرض لك إبليس لعنه الله بأنّ لك فضلاً على أحد من أهل القبلة ، فانظر إن كان أكبر منك ، فقل :
قد سبقني بالإيمان والعمل الصالح ، فهو خيرّ مني ، وإن كان أصغر منك ، فقل :
فقد سبقته بالمعاصي والذنوب ، فهو خير مني ، وإن كان تِربك ، فقل :
أنا على يقينٍ من ذنبي وفي شكٍّ من أمره ، فما لي أدع يقيني بشكّي ، وإن رأيت المسلمين يعظّمونك ويوقّرونك ويبجّلونك فقل:
هذا فضل أخذوا به ، وإن رأيت منهم جفاءً وانقباضاً عنك ، فقل:
هذا لذنب أحدثته ، فإنّك إن فعلت ذلك سهّل الله عليك عيشك ، وكثُر أصدقاؤك ، وقلّ أعداؤك ، وفرحت بما يكون من برّهم ، ولم تأسف على ما يكون من جفائهم.

نستوحي من الآيات القرآنية و حديث الامام زين العابدين عليه الصلاة و السلام السالفين الذكر أن قضية التفاضل بين الناس و القياسات المادية ’ أنما هى من همزات و وسوسة الشيطان ، لذلك يجب على المؤمن قبل أن يفكر فى كتابة موضوع و ينشره فى الملتقى الالكتروني ان يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم سبعين مرة على الاقل ...

ما ذكره الاخ ( عجوز نت ) فيه استخفاف بعقول الناس و بخس لجهاد الآخرين ...
و قد يجاهد الانسان طويلا و يقدم التضحيات و لكن اعماله تذهب هباء منثورا نتيجة لشركه بالله و تعديه و ظلمه للآخرين و خاصة أولئك الذين يختلف معهم فى التوجهات ....

ارجوا من الاخ عجوز نت التفكر و التامل و التدبر فى الآية القرآنية و الحديث الشريف المروى عن الامام السجاد عليه السلام و يترك عنه هذه الفلسفات و التوهمات ....

ثانيا : فى كلمة قديمة لسماحة آية الله السيد هادي المدرسي قال فيها : ( أنا لا أجاهد لكي ترفع صورتي هنا و هناك و أنما انا أجاهد عملا بالواجب و تحملا للمسؤولية )

و سماحة آية الله السيد هادي المدرسي كان من ضمن خمسة قيادات ممن اسسوا حرس الثورة الاسلامية ( سباه باسدران )
فقد اشترك مع اخيه السيد المرجع محمد تقى المدرسي و مع الشهيد الشيخ محمد منتظرى و مهدى هاشمى و عباس زمانى ( ابو الشريف ) فى تأسيس حرس الثورة الايراني ..
ثانيا : عرض الامام الخمينى ( قدس ) على السيد هادي المدرسي منصب وزير الخارجية فرفض ذلك المنصب ..
ثالثا : السيد هادى المدرسي أسس اذاعة طهران ( القسم العربي ) سنة 1979 م
رابعا : السيد الشيرازى و المدرسي هما من طرح الامام الخمينى قائدا للعالم الاسلامي من خلال مجلة الشهيد و اذاعة طهران ...

و للحديث بقية ...

__DEFINE_LIKE_SHARE__