أمطار الخير تعم الصومال بعد جمعة الرحمة‏

[محروم.كوم]

أمطار الخير تعم الصومال بعد جمعة الرحمة‏

الخميس, 27 أكتوبر 2011

صورة التقطت بعدسة كاميرا قطر الخيرية

مقديشو ( الصومال اليوم) تقرير/ عبد القادر محمد الشخ: أسرعت قطر الخيرية في الوهلة الأولى من اندلاع الجفاف في الصومال وانتشار المجاعة في الأقاليم الجنوبية منه، إلى إيصال الإغاثة العاجلة للمتضررين من هذه المجاعة، لإنقاذ مئات الآلاف من المتضررين الذين وصلوا إلى العاصمة والدول المجاورة.

تربعت قطر الخيرية مقدمة العمل الإغاثي في الصومال، مستخدمة بإمكانياتها المادية الضخمة، وإمكانياتها البشرية المتدربة، وبالتالي حصلت قبول المجتمع الصومالي، ومباركة الحكومة الصومالية، وإشادة الهئيات الأممية الإغاثية.
ومكتب قطر الخيرية في الصومال وهو يعلم اتساع هوة المجاعة للشعب المتضرر، خطط لعمليته الإغاثية لكي تصل آخر متضرر من المجاعة، وإن يكن في أقصى الجنوب الغربي، ووزع عمليته إلى مراحل، فكانت المرحلة الأولى قد نفذت داخل مقديشو، ثم إلى شبلي السفلى، ثم باي وبكول، وجلجذوذ، والآن تم تنفيذ عملية إغاثية كبيرة لمحافظة جذو احدى المحفاظات التي تضررت من الجفاف الذي ضرب البلاد.
واتسم عمل قطر الخيرية بتنوع أعماله الإغاثية، ليسد الحاجات المختلفة للشعب الصومالي المتضرر من أسوأ جفاف شهدته المنطقة منذ الزمن.
توزيع مواد غذائية جافة:
إن المجاعة الشديدة التي حلت بالشعب الصومالي، أنهت محاصيل زراعته، ومخازن طعامه وكامل ثروته الحيوانية، فبات لا يجد حليبا يعطيه لأطفاله، ولا طعاما يتغذى بها الكبار، فاضطر إلى الفرار إلى العاصمة، علّهم يجدون فيها من يساعدهم في تخفيف معاناتهم.

ولذا؛ أصبحت توزيع المواد الغذائية للمتضررين من أهم الأنشطة الإغاثية لقطر الخيرية الهادفة إلى إنقاذ حياة الآلاف من المتضررين بالمجاعة في الصومال.
تشغيل مراكز التغذية:
إن برنامج قطر الخيرية الإغاثي تنوع إلى عدة أنشطة إغاثية، من بينها فتح مراكز تغذية للفئات الضعيفة التي تحتاج إلى تغذية ذات قيمة صحية متكاملة، كالأطفال الصغار دون العشر سنوات من عمرهم، والنساء الحوامل، والأمهات المرضعات.

بدأ تنفيذ عملية التغذية في مخيم بدبادو في حي طركينلي، أكبر مخيم في العاصمة مقديشو، وفيه أكثر من 30 ألف شخص متضرر، وكانت قطر الخيرية هي التي تتولى إدارة هذا المخيم الذي حظي بزيارة المسئولين الرسميين، كفخامة سيد الرئيس، وسعادة رئيس الوزراء.
تسيير قوافل طبية:
إن عملية الإغاثة لمكتب قطر الخيرية في الصومال، لم تكن مقتصرة في توزيع المواد الجافة، وفتح مراكز التغذية، بل احتوت أيضا تسيير قوافل طبية إلى مخيمات النازحين.
إن اعتناء صحة الإنسان ضرورية كضرورية اعتناء غذائه الأساسي، ولذا كانت العمليتان تسيران جنبا إلى جنب، علماً بأن الحال السيء للمتضررين، وكثرة عددهم، سوء تغذيتهم أدت إلى انتشار أمراض كثيرة وخطيرة في أوساط المخيمات مثل حمى الملاريا، وأمراض الجلد كالحكة، ومرض التيفوس الخطير، والبلهارسيا، وأمراض الأطفال وغيرها. فأصبحت هذه الأمراض خطرا على حياتهم يوازي خطر الجوع.
تنفيذ خدمات إغاثية نموذجية تتكون من بناء مخيمات تتوافر فيها الخدمات الأساسية للحياة، مثل المسكن والأدوات المنزلية الضرورية والتعليم، والصحة..... وغيرها.
جـمـعـة الـــرحـمـة:
ومع هذا فإن قطر الخيرية لم يقتصر عملها الإغاثي بإمكانياتها المادية والبشرية، ولكنها أخذت كل الطرق لتخفيف معاناة المتضررين، وحاولت إيجاد العلاج الجذري لهذه الآزمة التي حصدت الآلاف من الشعب الصومالي، فأطلقت مبادرتها المشهورة تحت اسم "جمعة الرحمة" بتاريخ 23/09/2011م، لإقامة صلاة الاستسقاء للشعب الصومالي المتضرر، ليرفع الله عنهم مصيبتهم، وذلك تنفيذا لتعاليم ديننا الحنيف، وسنة نبينا الكريم في مثل هذه المصائب، وهي التضرع إلى الله والدعاء منه بالغيث الممطر.
صلاة الاستسقاء التي نظمتها قطر الخيرية في الصومال

أقيمت صلاة الاستسقاء في أمكان كثيرة من العالم الإسلامي تضامنا مع الشعب الصومالي، وتنفيذا بمبادرة جمعة الرحمة، وجاء الوفد القطري إلى الصومال، وأقاموا فيها صلاة الاستسقاء، في جمعة الرحمة، وتراكمت السحب، والمصلين ما زالوا في صلاة الاستسقاء في ساحة التربونكا.
ومن ذلك اليوم بدأ المطر من مقديشوا، واتسع حتى شمل الأقاليم الجنوبية، ولم تمر أيام إلى أن شمل المطر جميع الأقاليم الصومالية، من الشمال إلى الجنوب، واستجاب الله دعاء المسلمين في جميع أنحاء العالم، لأن الله هو المجيبب المضطر إذا دعاه، وفارج الكربات من مخلوقاته إذا لجأوا إليه.
وخلال ثلاثة أسابيع من جمعة الرحمة، عم المطر جميع الأقاليم الجنوبية في الصومال، وهي الأقاليم الأكثر تضررا من الجفاف، مثل إقليم باي وبكول، الذي استمر المطر في بعض مدنه خمسة أيام متتالية، مما ترك في قلوب النازحين منه أملا كبيرا في العودة إلى مناطقهم.
واتصل مكتب قطر الخيرية في الصومال إلى بعض أهالي مدينة دينسور في إقليم بكول، التي كانت من أكثر المناطق تضررا بالجفاف حيث انقسم أهالي هذه المنطقة من نازح إلى مخيمات اللاجئين في كينيا، ونازح إلى مخيمات النازحين في مقديشو، وبين من لم يستطع النزوح وبقي في مسكنه ينتظر الفرج من الله العلي القدير، فأخبروا المكتب بأنهم لم يجدوا مثل هذا المطر منذ عقود من الزمن، والآن بدأوا يزرعون مزارعهم فرحين مستبشرين، فذكّرنا حالهم قول الله تعالى في سورة الروم: ((اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50))).
يرجع الفضل إلى الله ثم إلى قطر الخيرية صاحبة المبادرة لجمعة الرحمة، وإلى جميع المسلمين من جميع أنحاء العالم الذين ساهموا في جمعة الرحمة بالدعاء إلى الله لإخوانهم الصوماليين المتضررين، بأن ينفرج كربتهم وينزل عليهم رحمته، ويسقيهم بالمطر الغزير، بعد سنوات الجفاف الثلاثة الماضية.
ويشكر الشعب الصومالي لقطر الخيرية بتضامنها المادي المتمثل بتوصيل الإغاثات العاجلة، وتضامنها المعنوي المتمثل بالدعاء إلى الله من أن ينفرج الكربة منهم، في مبادرته المباركة (( جمعة الرحمة)) فأصبحت مبادرة موفقة بتسميتها، ومستجابة بأعمالها من الله عز وجل.
ولا نستطيع ذكر كل الأعمال التي تقوم بها قطر الخيرية للشعب الصومالي المنكوب، ولكن هذه هي بعض من نشاطات أكبر هيئة إغاثية تعمل في الصومال في الجانب الإنساني، وهذا ما وضحته التقارير الأممية، وتصريحات المسؤولين من الدولة، ومباركات الشعب المستفيد من إغاثتها.

__DEFINE_LIKE_SHARE__