بين المجاميع الصغيرة والتظاهرات التقليدية .. أين يقع النموذج الثوري

[محروم.كوم]

هذا الموضوع يعتمد على مفهوم حرب العصابات، ويحاول أن يوظف أدواتها في مواجهة المرتزقة وتحقيق أكبر قدر من الإصابات فيهم، بما يردعهم فعلا عن الاعتداء والانتهاك اليومي، وفيه مجموعة إضاءات يمكن أن تسهل من توضيح المراد، وسأبدأ بطرح عناصر المواجهة داخل القرى وآليات عملها وفق لسيرة الاحتجاجات في القرى بدءأ من دخول الجيش السعودي حتى الآن:
العنصر الأول - قوات المرتزقة:
- قوات المرتزقة تمارس الأسلوب التقليدي في مواجهة احتجاجات القرى، ولكنه أسلوب مبرمج وله قيادة وخطط مركزية مصدرها العقل المدبر الذي يدير الأجهزة الأمنية.
- يعتمد أسلوب قوات المرتزقة على الآتي:
1. التمركز على مداخل القرى من جيبين إلى خمسة أجياب في أوقات انعدام التظاهرات، ومع وجود التظاهرات، فإنه يتعامل مع المظاهرات بالتدريج، مبتدأ بالقمع بما لديهم من عناصر شغب وسيارات شرطة، ثم يبدأ بطلب الإمداد مع اشتداد التظاهرات وإصرار الشباب على البقاء في ساحة المواجهة.

2. تقوم دوريات الشرطة بعمل جولات استطلاعية على كل أحياء القرى بهدف مراقبة الاحتجاجات أولا، وبهدف التخطيط للمعركة مع الثوار من خلال تكتيكات أمست معروفة، وتكون طريقة الاستطلاع عبر تسيير دوريات منتظمة في خط سير واحد من أجل إرهاب المجاميع الصغيرة التي تتظاهر وبث الرعب فيها ما أمكن!!
3. تعتمد الدوريات الأمنية في الكثير من الأحيان أسلوب الانسحاب التكتيكي لتشعر الثورة بانتصارهم وهزيمتهم كمرتزقة لكنها سرعان ما تباغتهم من منفذ آخر بهدف قمعهم أو اعتقالهم!!
- أهم الثغرات التي يمكن أن يستفيد منها الثوار في هذا الأسلوب الذي يعتمده المرتزقة، هي الآتي:
1. أن المرتزقة يمكن أن يكونوا صيدا سهلا للثوار فيما لو تم رصد حركة سيرهم بشكل يومي، وخصوصا وهم يعتمدون خط سيرة أفقي، وكأنهم قافلة سفر وليسوا دورية أمنية .. وذلك باعتماد عنصر المباغتة .. واختيار المواقع البعيدة عن الأحياء داخل القرى لتنفيذ هجوم مباغت عليهم!!
2. أن يعمد الثوار لخلق مجاميع استفزازية استدراجية للدوريات الثابتة على مداخل القرى، بحيث يجرون إلى المواقع التي يتم تحضير الاستهداف فيها!!

العنصر الثاني - طريقة عمل الثوار:
- يعتمد الثوار في احتجاجات القرى على شكل الاحتجاج التقليدي، أي مجموعة شبابية تتظاهر من نقطة انطلاق معروفة باتجاه عناصر المرتزقة بعد سد الطرقات ليمنعوا استهداف المرتزقة لهم، ومن ثم تبدأ المناوشات، فيتفرقوا، ويعودوا من جديد لنفس العملية.
- يفتقر الثوار في الكثير من أدائهم لعنصري الرصد والمراقبة لحركة سير الدوريات الأمنية داخل القرى وعلى منافذها الرئيسية، ما يجعل المرتزقة في الكثير من الأحيان قادرين على التمويه عبر الانسحاب، والولوج للمواجهة مع الثوار من منفذ آخر، في حين يبقى الثوار في نفس الساحة التي يتركها المرتزقة شعورا منهم بانهزام المرتزقة وتحقيق نصر عليهم!!

- من مساوئ هذا النموذج التقليدي في المواجهة:
- أنه يسهل عملية القمع لأنه يرتبط بأسلوب التظاهر التقليدي وبالمجموعة الشبابية التي تتظاهر ذاتها ومن نقاط انطلاق معروقة!!
- أنه يفتقد لعنصر الرصد والمتابعة بدليل تعود المرتزقة على التمويه بالانسحاب من ساحة المعركة ليعاودوا مباغتة الثوار من دون إيجاد حل جذري لهذا التمويه المتكرر من المرتزقة!!
- وعليه، فإن النموذج المطلوب من قبل الثوار ليكون فعلهم الثوري مؤثرا ومؤلما للمرتزقة تغيير هذا القالب التقليدي إلى القالب الذي سأكشف عن أهم ملامحه، وهي الآتي:
1. ترك العمل بالنموذج التقليدي الذي يعتمد أسلوب التظاهر الجماعي ومن نقطة انطلاق واضحة إلى أسلوب المجاميع الثورية التي تقوم بمهام الرصد والمتابعة لحركة دوريات المرتزقة واستهداف في التوقيت والمكان المناسب!!
2. يجب التعود على الرصد الدقيق لحركة سير الدوريات الأمنية للمرتزقة ليس لساعات، وإنما لأيام، ليكون عنصر الرصد دقيقا، فيجعل من الاستهداف دقيقا ومؤثرا، بحيث يشمل الرصد الليل والنهار على مدار 24 ساعة!!
3. لابد أن تكون الجهات التي تنفذ أي مهمة ردعية بحق المرتزقة لا تتجاوز 3 إلى 5 أشخاص، لتكون قدرتها على المباغتة وتنفيذ عمليتها كبيرة، وتكون قدرتها على الفرار كبيرة أيضا، حيث يكون جزء من مهمات الرصد وضع سيناريوهات الانسحاب بعد إتمام العملية!!
4. بلحاظ وجود دوريات أمنية تقوم بالرصد والمتابعة اليومية وفي خط سير واحد حين تتكون كل دورية من أربع إلى ست سيارات شرطة شغب، يمكن للثوار بعد رصد هذه الدوريات أن يعمل طوق سيارات عليهم في المكان والتوقيت المناسب، بحيث يكون طوق السيارات من ثلاثين إلى أربعين سيارات لتعويض مسألة وجود السلاح بإيديهم وبما يمكنهم من استهدافهم، ولتكن الأماكن الفضاء داخل القرى نقاط استهداف لهم .. أو الأماكن التي تفتقد إلى المنافذ الكثيرة

ملاحظة مهمة: هذا النوع من العمل الثوري يحتاج أن تجمع عليه كل القرى، ويفضل اختيار أرض خارج حدود القرى بمسافات، ليصعب على النظام الاستفراد بقرية ما ومعاقبتها على أي عمل نوعي تقوم به، وكلما استطاع الثوار تنظيم خياراتهم بسرعة، وأعطوا للائتلاف الإعلان عن بداية هذه المرحلة، كلما نجحوا بشكل كبير في تحقيق مبتغاهم من هذا التكتيك

سأعود لذكر نقاط أخرى، وبانتظار الإثراء من الأعضاء __DEFINE_LIKE_SHARE__