المجلس الإسلامي العلمائي: منهجية التأزيم

[محروم.كوم]

باسمه تعالى
منهجيّة التأزيم

المتابع لممارسات السلطة في البحرين ومواقفها تجاه المطالب الشعبيّة العادلة، ‏والحراك الشّعبيّ المطلبيّ السلميّ، يجد أنّها تتّجه نحو مزيد من التأزيم، فمن جهة ‏هناك تغافل وصدود عن الاستجابة لمطالب الشّعب العادلة، ومن جهة أخرى هناك ‏استباحة للمناطق التي ينظّم أهلها احتجاجات ضدّ النّظام، وانتهاك لحرمات البيوت، ‏وتعدّي على الناس وإرهابهم وقمعهم بكلّ وحشية، إلى حدّ ارتقائه لمستوى العقاب ‏الجماعيّ. ‏


وما هزّ الضمير الشّعبي، والوجدان الديني، ما تعرّضن له مؤخراً النساء الحرائر ‏من اعتقال واعتداء وإساءةوتحقير،بصورة تتنافى وأبسط الحقوق الإنسانيّة، ‏وأوضح القيم والأعراف الدينيّة والعربيّة، وتنتهك مشاعر الناس وكرامتهم.‏

وكذلك الأحكام الجائرة والقاسية تجاه الأطباء والممرضين الذين لا جرم لهم سوى ‏أنّهم قاموا بمسؤوليّة المهنة بكلّ إخلاص، فقدّموا خدماتهم الطبيّة لجرحى الأحداث ‏وتعاطفوا مع محنتهم وآلامهم، وتجاه عدد من الرموز السياسيّة والدينيّة الذين ‏مارسوا حقّهم الطبيعي في معارضة النظام، والمطالبة بالإصلاح الحقيقي والتغيير ‏الجدّي بالأساليب السلميّة.‏

ففي ظلّ تلك الممارسات الوحشيّة، والأحكام الجائرة القاسية، ومنهجيّة التأزيم ‏المستمرّة، والصدود والتغافل المتعمّد لمطالب الشّعب العادلة، إلى أين يا ترى يراد ‏أن يؤخذ البلد وأهله؟!. فهل هذه هي ثقافة الحوار، وسياسة الإصلاح، وقيم ‏الديمقراطيّة، ومبادئ احترام حقوق الإنسان،..؟!.‏

إنّنا إذ نستنكّر وبكلّ شدّة اعتقال النساء والإساءة لهنّ، نطالب بالإفراج الفوري ‏عنهنّ، ونؤكّد على ضرورة احترام خصوصيّة المرأة، ونستغرب الصّمت المشين ‏للمؤسسات النسوية الرسميّة التي ما فتأت تتبجّح بالدفاع عن حقوق المرأة.‏

كما نستنكر الأحكام الصادرة بحقّ الكادر الطبّي، والرموز السياسيّة والدينيّة، ‏ونرى أنّها عقاب وتصفية بمنطلقات سياسيّة. ‏

ونؤكّد على أنّ المشكلة السياسيّة لا يمكن أن تحلّ بالعنف والقمع، والتزييف ‏والتضليل وقلب الحقائق، وأنّ الشّعب مصمّم على تحقيق مطالبه، وهو على استعداد ‏تام لتقديم المزيد من التضحيات في هذا الطريق، فمصلحة الوطن والمواطن تكمن ‏في الإصغاء لمطالب الشّعب، والتحرّك الجاد نحو التغيير والإصلاح الحقيقي الذي ‏يستجيب لإرادة الشّعب، وينسجم مع تطلّعاته في حياة حرّة كريمة.‏

المجلس الإسلامي العلمائي
4 ذو القعدة 1432هـ
3 / 10 / 2011م

__DEFINE_LIKE_SHARE__