مستشفى الكويت للصقور اضافة جديدة لحفظ التراث المتعلق بتربية الطيور والحيوانات

[محروم.كوم]

سلام عليكم ورحمه الله وبركاته

مدير مستشفى الكويت للصقور نايف المطيري


من منتهى الفضلي

الكويت- 8- 7 (كونا) -- يعتبر مستشفى الكويت للصقور أحد المراكز الصحية المتخصصة بمعالجة الصقور والطيور النادرة والتي تساعد على حفظ التراث المتعلق بتربية وتدجين الطيور والحيوانات بما يقدم من خدمات طبية لمعالجة الأمراض التي قد تصيبها سواء النادرة منها عموما او الصقور خاصة.
ولدى الدخول الى المستشفى الواقع في منطقة الصليبخات يستقبلك شابان يتوليان ارشاد الزائر الى خطوات العلاج التي تتطلب انتظار مراجعة الطبيب في اماكن مخصصة يمكن للزوار ان يضعوا فيها صقورهم وبالجوار هناك قاعة انتظار كبيرة مفروشة بالرمل تنتشر في انحائها عشرات الصقور وقد أخفيت عيونها ببراقع جلدية علما ان هذه الصقور ليست الا مجموعة صغيرة من مئات الصقور التي تتلقى العلاج سنويا في هذا المستشفى.
وفي جولة ميدانية لوكالة الانباء الكويتية (كونا) داخل أرجاء المستشفى تم رصد حالات مرضية متفاوتة لبعض الصقور واطلعت على كيفية استقبال المراجعين منذ فتح الملف مرورا بالكشف الصحي وإجراء التحاليل وصور الأشعة والمناظير إلى الدخول للمستشفى للحالات التي يلزمها ذلك وقد يتطور الأمر إلى عزل الطير بغرف خاصة خشية انتقال العدوى لبقية الطيور .
وقال مدير المستشفي نايف المطيري ل(كونا) ان المستشفى لا يقدم الخدمات الصحية فحسب بل يقوم بتوفير الجو النفسي الملائم لها من ناحية ومتابعة سيرة حياتها من خلال الاستفسار من أصحابها أو ما ينشر من أبحاث ودراسات عبر الانترنت باعتبار ان الطيور النادرة هي بمنزلة ثروة قومية كبيرة يجب المحافظة عليها ونحن بصدد تأسيس دورات تدريبية عن طرق العناية بها .
واضاف المطيري ان نخبة من الأطباء والفنيين البيطريين يعملون في المستشفى وهم من ذوي الكفاءة والخبرة والاختصاص في مجال تشخيص وعلاج مختلف أمراض الصقور حيث يتم توفير انواع مختلفة من الفحوصات للصقور وتساهم الأجهزة الحديثة والتقنيات المتقدمة والفريق الفني المؤهل في تقديم نتائج سريعة ودقيقة موثوق بصحتها لعلاجها الى جانب الطيور المريضة باستخدام المرافق الطبية والمختبر المجهز بأحدث المعدات والأجهزة .
وذكر أن المستشفى يساهم في زيادة مستوى الوعي بين الصقارين عن الصقور والأمراض التي تصيبها وكيفية العناية بها من خلال حملات توعية عن الأمراض الشائعة التي تصيب الصقور مثل "السامور والرداد والصرع ووديدان الرئة".
وقال ان مرض القلاع يعتبر الأكثر شيوعا وهو عبارة عن حبوب تظهر داخل فم الطائر ما يصعب عملية الهضم أما مرض "العشا " او عدم الإبصار ليلا من الأمراض الشائعة يليه مرض "الجدري" وهو عبارة عن زوائد حمراء مستديرة تعتري أجفان بعض الطيور اما "السل" وعلامته خفة الريش وارتفاع الحرارة وهزال البدن. وأهاب المطيري بالصقارين عدم إطعام صقورهم من الحمام الذي يتم اصطياده "بالشوزن" منعا من تعرضه للتسمم خصوصا ان قطع اللحم التي يتناولونها تحتوي على بقايا من الرصاص السام .
وذكر انه تم تخصيص قسم لاستقبال الصقور التي تجرى لها عمليات جراحية لإزالة الأورام والأجسام الغريبة و تمكث فترة للنقاهة والعناية فترة تمتد ما بين اسبوع إلى أسبوعين. وقال المطيري ان صيدلية المستشفى تضم أدوية خاصة يتم توفيرها من السوق المحلي او تطلب من الخارج مباشرة كما تقوم وزارة الصحة بتزويدنا بأنواع معينة من الأدوية معربا عن الامل ان توفر الهيئة العامة للزراعة بعض الأدوية للمستشفى لاسيما التي نجلبها من الخارج. وشدد على ان المسشفى يعمل على زيادة وعي الصقارين عن كيفية التعامل مع الحالات الطارئة التي قد تصيب الصقور مثل حالات التسمم والإصابات علما ان المركز يستوعب أكثر من 250 صقرا في اي وقت لتلقي العلاج كما يتم استضافة الصقور مدة من الزمن في حالة سفر أصحابها في إجازات حيث توزع داخل استراحات وغرف خاصة مكيفة مع توفير الطعام والرعاية. وقال المطيري ان المركز يتولى فحص الصقور التي يقوم ملاكها ببيعها للمواطن الذي لا يمتلك الخبرة الكافية للتعامل مع هذه الطيور فيأتي المشتري الذي يريد امتلاك طير للقنص بفحصه قبل شرائه ليتمكن من البدء معه خطوة فخطوة حيث يجري المستشفى فحصا شاملا مع شهادة صحية لخلو الطير من الأمراض أو تنبيه المشتري الى وضعه الصحي.
واضاف ان المستشفى يستقبل الصقور والجوارح المريضة من شتى بقاع العالم كما يقوم بتوفير الرعاية لأجناس أخرى من الطيور النادرة كالحمام والكناري والببغاء .
وعن تكاليف العلاج اوضح المطيري ان الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية هي التي تحدد ذلك لكن هذه التكاليف تعد "رخيصة" إذا ما قورنت بمدى الرعاية المقدمة من جهة ومن جهة أخرى بأسعار الدول المجاورة فهي لا تتجاوز الدينارين عند فتح الملف وفي حالة الدخول عن كل ليلة 4 دنانير.

وافاد بان المستشفى ليس حكوميا كما يظن البعض فالمبنى يتبع الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية ولكن الإدارة تابعة للقطاع الخاص .
وقال المطيري انه بالتعاون مع معهد الكويت للأبحاث العلمية تم تطوير جهاز خاص لمعالجة مرض الرداد "النهيتة" أو ضيق التنفس مضيفا ان ذلك يعد اختراعا كويتيا نجح في علاج المرض وأصبح معروفا على مستوى دول الخليج العربي .
واوضح ان تعاونا يجري ايضا مع الهيئة العامة للزراعة من اجل اصدار جوازات خاصة للطيور حتى يتم الحد من ظاهرة تهريبها داعيا الهيئة الى دعم المستشفى لإنشاء مربط جديد اضافة الى المربط الوحيد الموجود . وذكر ان المستشفى يتضمن مركزا للتحنيط باشراف طبيب مختص يحمل شهادة دكتوراه من الولايات المتحدة هو الدكتور نباتي ومساعده سلطان زرقاني ما يجذب عددا كبيرا من التجار والصقارين من الدول المجاورة للاستفادة من خدمات المستشفى.
من جهته قال سامي الشمري وهو مراجع جاء للكشف عن طيوره الأربعة ان " تربية الصقور تمثل جزءا من حياتنا وهواية القنص جذورها ضاربة في أعماق التاريخ ولها عرف وتقليد ورثناها أبا عن جد".
وذكر الشمري ان الهدف الأساسي "من مراجعتي هي المتابعة الدورية والاطمئنان الى الوضع الصحي للصقور ولضمان أفضل عناية صحية للطيور أولا فأولا فهي حساسة جدا وخسارتها خسارة كبيرة على المستوى النفسي والمادي خاصة أن كلفتها المادية تقدر بمئات الآلاف من النانير".
واضاف ان "والدي علمني الصيد بالصقور وان أعامل الصقر كصديق لي وانا أعتبره كأحد أبنائي علما ان تربية الصقور ليست مجرد رياضة بل هي من صميم العادات والتقاليد عند أهل البادية فالصقر طائر جميل ومهيب ولكل صقر طباع وشخصية خاصة مما يجعل العناية به تتطلب جهدا وصبرا كبيرين". من جهته قال الدكتور المختص ولسن جوزيف ل(كونا) ان الصقور " لا تظهر عليها عوارض المرض إلا حين تكون مريضة جدا وغالبا ما يكون الصقر في حال مرض دون ان يدرك صاحبه ذلك".

واوضح ان المستشفى يقوم باجراء تحاليل دورية للصقور تشمل تحليل الدم والغائط والصور الإشعاعية وتتطلب هذه الفحوص بضع ساعات ويستحسن إجراؤها مرتين إلى أربع مرات سنويا.(النهاية) م ف / ع ب د كونا081136 جمت يول 10 __DEFINE_LIKE_SHARE__