|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم اليناالتراث والحضارة ألي ماله ماضي ماله حاضر |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
الانجليز كانوا يتعمدون إغراق البلاد بغير العرب . يتساءل الكثيرون عن أسباب قلة الدراسات التي كتبت باللغة العربية عن الامارات قبل النفط، سواء كانت مخطوطات أو كتب رحالة عرب أو مذكرات مقيمين عرب، أقاموا في تلك الفترة، ومن المعروف ان الوجود العربي كان قليلاً فترة ما قبل الاتحاد بسبب القيود البريطانية على دخول العرب، ويمكننا ان نعتبر أن بدء التعليم النظامي في الشارقة منذ عام ،1953 كان بداية التواجد العربي من خلال توافد المدرسين العرب بدءاً من ذلك العام، وفيما عدا الكتاب الذي اصدره المدرس الفلسطيني أحمد قاسم البوريني وتم عرضه قبل فترة على حلقات، لم يقم مدرس آخر طوال فترة الخمسينات بكتابة مذكراته أو مشاهداته في الامارات في تلك الفترة، ووقع في يدي كتاب الفه عبدالقادر زلوم بعنوان “عمان والامارات السبع” صادر عن مكتبة دار الحياة في بيروت عام ،1963 يتحدث عن انطباعات ومشاهدات المؤلف في الامارات وعمان خلال فترة أواخر الخمسينات وبداية الستينات، وليس واضحاً ان كان زلوم مدرساً أم تاجراً، ولكن يبدو أنه كان يقيم في الامارات منذ فترة طويلة، واستغرق إعداده 3 سنوات كما يقول المؤلف في مقدمته المؤرخة في 12/8/،1963 ويخلط زلوم مثله مثل كثير من الكتاب الذين كتبوا مقالات في بعض الصحف والمجلات العربية خلال الستينات بين سلطنة عمان والامارات، وأحياناً يذكر المدن كما لو كانت ضمن بلد واحد، وما يهمنا من كتاب زلوم هو مشاهداته وانطباعاته الشخصية ووصفه للحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للامارات في تلك الفترة، ووصفه للمدن التي زارها واعتمد في كتابته على ما رآه شخصياً، وتبدو مشاهدات زلوم ووصفه لمختلف جوانب الحياة دقيقة وممتعة، وتدل بوضوح على سؤاله عن كل ما رآه وحرصه على كتابة الاسماء والأوصاف بدقة، وسنرى معاً وصف زلوم للامارات في أواخر الخمسينات وبداية الستينات من خلال ما عرضه في كتابه الذي لم يطبع مرة أخرى على ما يبدو. التركيبة السكانية للإمارات في بداية الستينات إن اكثر ما شد انتباهي في كتاب زلوم وصفه للتركيبة السكانية للامارات في تلك الفترة، ووفود اعداد كبيرة من الآسيويين والايرانيين للامارات رغم الفقر الشديد والجو والطبيعة والحياة الصعبة حيث لا توجد أي مظاهر للرفاهية، وكانت الامارات في تلك الفترة تحت الحماية البريطانية، ويؤكد زلوم في كتابه ان الانجليز كانوا يتعمدون اغراق الامارات بالوافدين غير العرب رغم قلة الموارد وعدم وجود ما يشجع على الهجرة، بل إن الامارات في تلك الفترة كانت تشهد هجرة معاكسة قام بها أبناؤها منذ نهاية الاربعينات وطوال مدة الخمسينات والستينات الى السعودية والكويت وقطر والبحرين للعمل في مصافي النفط والدوائر الحكومية الناشئة في تلك البلدان، ورغم اكتشاف النفط في أبوظبي عام 1958 وبدء تصديره منذ عام ،1962 لم تشجع الشركات البريطانية ابناء الامارات على العمل في حقول النفط المكتشفة، وغضت النظر عن هجرتهم المتزايدة الى دول الخليج الأخرى، في الوقت نفسه سمحت للأجانب وبصفة خاصة الآسيويين بالقدوم والعمل في مختلف المجالات سواء حقول النفط أو غيرها، وتبدو انطباعات زلوم مهمة لمعرفة بدايات الاستيطان الآسيوي في الامارات وتشجيع السلطة البريطانية وبرمجتها لهذا الاستيطان، وكانت تلك المرحلة هي بداية مشكلة الاستيطان والتوافد الآسيوي الكثيف الذي نرى نتائجه الآن ونعاني منه في شتى المجالات، يقول زلوم “من الغريب أننا نحن المسلمين اهملنا الناحية العلمية، وجرينا وراء ثقافة الغرب مفتونين، والاستعمار يزين لنا هذا، فهو يجهز على الأمة، ويبقى جاثماً على صدرها، وإذا رأى جزءاً من البلاد لاتزال فيه بقايا آثار الاسلام عمل جهده على اضعافه بشتى الوسائل من ترغيب أو ترهيب، أو مناصرة عنصر على عنصر كما يفعل في ساحل عمان من فتح ابوابه أمام الطارئين، وتقديمهم على أهل البلاد في الوظائف والأعمال وتعمل السلطة القائمة ذلك لسببين: 1- أنها تثق في اولئك الذين تجلبهم من الهند وغيرها، وتأتمنهم على أعمالها، وتراهم آلة طيعة في يدها، ينفذون أوامرها من دون معارضة. 2- هو الوجه الآخر للأمر الأول، فهي ترى في أهل البلاد الأصليين شكيمة حادة، وعدم انقياد لأوامرها، واعتداداً بالنفس، فهي تريد من هذه الناحية قتل هذه الروح الأبية، والنيل من شخصيتهم القوية واضعافها، ويتابع زلوم، “في السواحل كدبي والشارقة وسهل الباطنة في عمان هناك جاليات كبيرة من الفرس والبلوش والهنود استوطنتها ومنهم من استعرب في لغته وعاداته، ومنهم من لايزال على اعجميته، كما أن منهم من حمل جنسية الامارات أو السلطنة خصوصاً من حاز عقاراً فيها أو تولد فوق أرضها، وإذا سرت في الشوارع لا تسمع إلا رطانة اعجمية من هندية وأوردية وفارسية وغيرها، ويصك سمعك صوت المذياع في كل مكان بأغان والحان اجنبية من جنوبي آسيا ووسطها، أما إذا أردت ان تعرف كيف يأتي هذا السيل من المهاجرين والذين بلغوا في دبي اضعاف اضعاف سكانها فهو على النحو التالي: يتجمع العاطلون من العمال والفقراء في بعض المواني الفرعية في الهند وباكستان وايران، وأكثرهم يصل هذه الموانئ سيراً على الاقدام بعد ان يكون قطع مئات الأميال من الصحارى والجبال محتفظاً ببعض الروبيات لاتمام رحلته الشاقة، حيث إن قسماً من هذه الرحلة لا بد له من دراهم معدودة، وهناك يركبون السفن العربية “اللنجات” لقاء أجر زهيد إذا قورن بأجر البواخر فتحملهم الى موانئ ساحل عمان، وينزلون الى البر لقاء ضريبة زهيدة ايضاً قدرها “تومانان” أي روبية ونصف الروبية تقريباً، وهو ما يعادل ليرة لبنانية على الشخص الواحد، ولا يسأل عن جواز سفر أو سمة دخول، فالمهم ان تحصل السلطات المحلية على هذه الضريبة، بل إنه لا يسأل الشخص عن اسمه أو هويته، وانما يصعد ممثل الحكومة المحلية، فيعد الرؤوس في السفينة ضارباً هذا العدد في اثنين مستوفياً المبلغ من “النوخذة” أي قبطان السفينة، فإذا تم التسليم والتسلم، اذن لهذا القطيع البشري بالنزول الى البر، ومن هناك تحملهم سيارات “اللوري” بأجر زهيد ايضاً، ورغم ضآلة هذه الرسوم المستوفاة، فإن السلطات المحلية ترى في هذا سداً لبعض ثغراتها الاقتصادية، بل تراه أحياناً مغنماً كبيراً، ومن أهم موانئ تهريب البشر مدينة خورفكان على خليج عمان، والسلطة الانجليزية لا تجهل هذا الأمر، وانما تغض الطرف عنه، لأنه يتماشى مع سياستها في هذا الجزء من البلاد العربية كما مر، إن هذه الآلاف تدخل كل شهر البلاد من دون أية معارضة أو إقامة صعوبات أمام تدفقها، بينما يرد العربي من اردني أو فلسطيني أو مصري وغيره إذا دخل البلاد من دون جواز سفر وبسمة مرور “ويكمل زلوم” ومن الطبيعي ان تجلب هذه الأجناس العديدة والفئات المتباينة كثيراً من العادات الغريبة، وان ينحط المستوى الخلقي بينها، ولذلك فلا غرابة أن ترى أموراً لا ترتاح لها النفس، فعلى سبيل المثال، نرى هذه الاخلاط البشرية متركزة بالسكن في ديرة بدبي أكثر من بر دبي ولذا ترى ديرة مكتظة حافلة بكثير من اصناف الأمم، وتبعاً لذلك تكثر حوادث الاجرام في ديرة عن بر دبي”. العادات الاجتماعية استطاع زلوم بقلمه الرشيق أن يعطي صورة واضحة ودقيقة للعادات والتقاليد الاماراتية، ويبدو ان المؤلف عاش فترة طويلة نسبياً واختلط بأهل المنطقة، وتدل روايته ومشاهداته عن تجربة شخصية ومعايشة مباشرة مع المواطنين وليس نقلاً لثوابت معروفة تسجل في كتب التراث ويتناقلها الكتاب، وبغض النظر عن مدى صحة كل ما رواه، إلا أن الانطباعات الشخصية تكتسب دوماً أهمية خاصة تعطي لكاتبها خصوصية من خلال نقله لما رآه، وتبين مدى درجة اندماج هذا الشخص في المجتمع الذي عاش فيه، والى أي مدى استطاع ان يعرف دقائق العادات والتقاليد التي لا يستطيع أي شخص ان يرسمها بدقة لاختلاف الناس في مدى اندماجهم في مجتمعات تختلف عن مجتماتهم، وتزداد صعوبة هذا التقييم عندما يعيش أي شخص في مجتمعات مغلقة كمجتمعات الخليج، ويستطيع القارئ أن يرسم صورة واضحة لامكانات المؤلف التعبيرية من خلال ما ذكره عن العادات التي رآها، يقول زلوم “مجتمع الرجال مفصول عن مجتمع النساء، وان شذ عن ذلك جماعة جلهم من الجاليات الاجنبية، كما أن عادة الحجاب المأخوذة عن الفرس لاتزال موجودة، وتتبرقع النساء ببرقع خاص بهذه البلاد اسمه “بتوله” كما يضعن الغدفة أو الوقاية وهي طرحة كبيرة وتسمى أحياناً “لحاف”، وتلبس المرأة سروالاً كبيراً الى الكعبين لا فرق بين الغنيات أو الفقيرات، ويغلب على المرأة ان تلبس لباساً شفافاً خارجياً ذا الوان صارخة من أحمر وأصفر وأزرق، وأما العباءة فلا تلبسها الا نساء علية القوم، وأما الرجال فيلبسون الوزار “الازار” يلفونه على القسم الأسفل من اجسامهم، فالفقراء يكتفون به ويبقى الجزء الاعلى من أجسادهم عارياً، ومنهم من يضيف اليه قميصاً أو فانلة ويسمونها “زنكفرة”، والموسرون يلبسون فوق الازار “الدشداشة” الجلباب، فإذا كان من علية القوم، وضع فوقها “البشت” العباءة، وهي عادة من صوف ناعم شبه شفافة، ولباس الرأس هو الكوفية والعقال أو العمامة العمانية وهي عمامة كبيرة من صوف مزركش أو “القحفية” وتسمى بهذا الاسم نسبة الى القحف وهو غطاء الجمجمة وتسمى ايضاً الطاقية، ويلبسها بشكل خاص ذوو الأصول الفارسية إذ يفضلون نوعاً خاصاً من القحفيات التي تجلب من بلاد فارس يزيد ثمنها على ثمن الطربوش، وأهم طعام القوم هو العيش “الارز” والسمك والتمر، والعيش يقوم مقام الخبز في كثير من الأحيان، حتى ان قرى بكاملها لا تصنع الخبز البتة وانما تعتمد في طعامها على الارز المسلوق مضافاً اليه السمك مشوياً أو مطبوخاً ب”صالونة” أي شوربة وعليه “البزار” أي البهار. الحالة الثقافية تطرق زلوم في بداية حديثه عن التعليم الى التعليم الديني “المطاوعة” الذي كان موجوداً في أوائل الستينات وان كان بشكل محدود، ثم امدنا ببعض المعلومات عن المدارس والبعثات التعليمية العربية التي وفدت للإمارات منذ بداية الخمسينات، وهي معلومات قيمة من شاهد عيان، يقول زلوم “كان المطاوعة يقومون بتدريس بعض علوم الشريعة البسيطة في التوحيد والفقه كما يحفظون الغلمان والصبية بعض أجزاء وسور القرآن الكريم، والى جانب هؤلاء تقوم بعض المطوعات بتلقين الدروس نفسها للفتيات، وان كان يغلب الحفظ على الجميع دون الفهم الصحيح، ولكن سوق هؤلاء المطاوعة والمطوعات آخذ في الكساد بعد ان توافدت الى الامارات البعثات التعليمية التي ارسلتها بعض الدول العربية، وكانت السباقة في ذلك الكويت ثم تلتها قطر، فمصر، وأخيراً البحرين، وهذه البعثات تعمل في 6 امارات، إذ اعتذرت ابوظبي عن قبول هذه البعثات، واستجلبت بنفسها معلمين من الاردن كان عددهم عام 1960 خمسة فقط، وقد زادوا في السنتين التاليتين حتى بلغوا عشرة، وفي السنة المقبلة سينشأ أول جهاز بسيط للمعارف في أبوظبي ليشرف على سير التعليم في الامارة، واستحضار المدرسين، ولا توجد في ابوظبي مدرسة للبنات، اما الامارات الست الباقية وهي دبي، الشارقة، وعجمان، وأم القيوين، ورأس الخيمة، الفجيرة، فقد بلغ عدد المدرسين والمدرسات العرب التابعين للبعثات التعليمية فيها في العام الدراسي المنصرم 1962 1963 كما يلي “بعثة الجمهورية العربية المتحدة 62 مدرساً ومدرسة، بعثة الكويت ،48 بعثة قطر ،32 بعثة البحرين 10 مدرسين، ولاكتمال النصاب للهيئات التدريسية في بعض المدارس، يزداد على هذا العدد حوالي العشرين ممن تعينهم الحكومات المحلية من المطاوعة أو غيرهم من ابناء مصر أو الشام، الخ، ممن تساعدهم بعض الظروف على الحضور لتلك البلاد براتب لا يزيد على 500 روبية. أما توزيع المدارس في هذه الامارات، فهو كالآتي خلال عام 1962 1963: دبي 4 مدارس بنين و2 للبنات بعدد طلاب يبلغ 2000 وإحدى هذه المدارس في الجميرة، الشارقة 4 مدارس بنين و2 للبنات، بعدد طلاب يبلغ 1350 وتشمل المنطقة الشرقية وفصل في منطقة الحمرية، رأس الخيمة: 4 مدارس للبنين و3 للبنات بعدد طلاب بلغ 1100 تشمل الرمس والجزيرة الحمراء والمعيريض، أم القيوين: مدرسة للبنين ولا توجد مدارس للبنات وعدد الطلاب ،300 أما عجمان فيوجد بها مدرسة للبنين فقط وعدد طلابها ،350 ونفس الوضع بالنسبة للفجيرة، حيث توجد بها مدرسة للبنين افتتحت عام 1961 وتحوي 100 طالب. ويتابع زلوم يبلغ عدد التلاميد في امارات الساحل الآن خمسة آلاف طالب وطالبة تقريباً، وتبلغ نسبة الطالبات الى المجموع بما يقارب 30%، وتشرف على هذه المدارس فنياً معارف الكويت نظراً لاسبقيتها في ارسال أول بعثة تعليمية الى امارات الساحل، ثم لأنها تقوم بتقديم الكتب والأدوات المدرسية وترسل المفتشين للاطلاع على سير التعليم هناك، وتسهم بانشاء بعض ابنية المدارس، وتشاركها في ارسال المفتشين وانشاء الأبنية، حكومة قطر، ولكل بعثة من هذه البعثات الاربع مشرف يقوم برعاية شؤونها الادارية والاجتماعية، ويكون همرة وصل بين الحكومة المعنية وأعضاء البعثة، ومراكز هؤلاء المشرفين في إحدى الإماراتين: دبي أو الشارقة، كما أن بكل امارة مشرفاً خاصاً للتعليم تعينه معارف الكويت، وهو عادة ناظر المدرسة في الامارة أو ناظر اكبر مدرسة في الامارة اذا تعددت المدارس فيها، وهناك مدارس أخرى في دبي والشارقة هي: في دبي: أ - المدرسة الايرانية التي تشرف عليها وزارة المعارف الايرانية وتضم بعض ابناء الجالية الايرانية في دبي من بنين وبنات، إذ التعليم فيها مشترك، وتلقى الدروس باللغة الايرانية ومبنى المدرسة بنته الحكومة الايرانية على أرض منحها لهم حاكم الامارة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وتقدم المدرسة وجبة غداء لطلابها وطالباتها الذين يبلغون الخمسمائة وتعنى بهم من الناحيتين الصحية والثقافية من وجهة نظر ايران. ب - المعهد الديني: وقد افتتح في مطلع السنة الدراسية 62 1963 في بناءين غير مناسبين للجو العلمي، وكان انشاؤه على عجل لحاجة البلد الملحة للتفقه في الدين، حيث اخذت الحالة الدينية في التردي بعد فتح المدارس النظامية واستمرارها سنوات عدة، فقامت عند الاهالي دعوة للمحافظة على علوم الدين كان هذا المعهد ثمرتها، ولكن هذا المعهد الذي ضم طلاباً من المدارس النظامية الموجودة في البلد آثر اهلوهم علوم الدين على العلوم النظرية الحديثة، لم يستطع ان يفعل جديداً، أو ان ينقذ الموقف المتردي نظراً لإنشائه على عجل من جهة، ولعدم وجود منهاج مدروس يسير بموجبه، وقلة الاساتذة الاكفاء من جهة أخرى وقد حضر مبعوثا الازهر الشريف لتقديم نصائحهما بشأن ضمان سير المعهد ووضع نظام يسير بموجبه، ولكن يظهر ان المشرفين على التعليم النظامي لا يريدون لهذا المعهد التقدم. ج - المدرسة الصناعية: هناك مشروع مدرسة صناعية بسيطة على حساب دار الاعتماد، وبالفعل فإن ابنيتها قائمة قرب الجسر الجديد، “يقصد جسر آل مكتوم” ولكن لا يوجد فيها طلاب ومعلمون”. نقاط مهمة أوردها المؤلف يمكننا تلمس أهمية المعلومات التي كتبها زلوم اعتماداً على المعايشة الشخصية، وإذا كان البوريني قدم لنا بعض المعلومات عن الامارات في بداية الخمسينات، فزلوم قدم معلومات جديدة عن فترة بداية الستينات، ونستطيع ان نحدد بعض النقاط المهمة التي اوردها زلوم في الفقرات التي تم ذكرها، هذه النقاط هي: 1- يبدو واضحاً أن اندماج الجاليات العربية في مجتمع الامارات خلال فترة ما قبل النفط اقوى، حيث إن التفاصيل التي ذكرها زلوم تعني المعايشة والمخالطة المباشرة بأبناء المجتمع بعكس ما يحدث في وقتنا الحالي حيث تعيش كل جالية سواء عربية أو غيرها مغلقة على نفسها، وأحياناً يعيش افراد من هذه الجاليات سنوات طويلة في الامارات من دون ان يعرفوا شيئاً عن عادات وتقاليد وطبيعة المجتمع الذي يعيشون فيه، ولا شك أن البساطة والتلقائية وقلة عدد السكان والحياة الاجتماعية المتواضعة في ذلك الوقت عوامل ساعدت في تقبل الطرفين لبعضهما بعضا. 2- على الرغم من توفر معلومات عن نمو التعليم النظامي خلال فترة الخمسينات، إلا أن اشراف دولة الكويت على التعليم وتأسيس المدارس منذ عام 1963 لم يغطى بالشكل المطلوب، واستطاع زلوم ان يمدنا ببعض المعلومات عن اعداد الطلاب واعداد المدارس في كل امارة وطريقة اشراف البعثات التعليمية العربية على مدرسيها، إضافة الى اعطائنا نبذة عن المدرسة الايرانية بدبي والمدرسة الصناعية بدبي، والمدرسة الصناعية بالشارقة، على أن أهم ما ذكره زلوم عن أسباب انشاء المدارس الصناعية هو رغبة الانجليز في توفير عمال مهنيين للعمل في القاعدة الجوية بالشارقة، ويبدو هذا سبباً منطقياً في الاهتمام بتأسيس المدارس الصناعية في بلد فقير لا توجد به صناعة، وعدم اعطاء نفس الأهمية لتأسيس مدارس نظامية سوى المبنى الصغير الذي يحوي بعض الفصول الذي بنته السلطة البريطانية لمدرسة القاسمية بالشارقة في منتصف الخمسينات ولم تنشئ بعد ذلك شيئاً آخر. 3- هناك ملاحظة مهمة تخص التعليم الديني، واستمرار وجود المطاوعة والكتاتيب رغم انتشار التعليم النظامي كما هو واضح من الاحصاءات التي ذكرها، فعلى ما يبدو ان كثيراً من العائلات رفضت دخول ابنائها للتعليم بالمدارس النظامية بسبب قلة حصص الدين والفقه، والاهتمام بالمواد الأخرى بشكل أكبر، وهذا ربما يكون السبب في انشاء المعهد الديني حتى يلبي طلبات هذا القطاع من الناس، سنواصل في الحلقة القادمة الاطلاع على فصول أخرى من كتاب زلوم. __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للحياة, الستينات, يوميات |
| |
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خكارية أيام الستينات | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 06-11-2010 03:30 AM |
[o.0{ اختر شعارك للحياة }o.0] | Дјறàl Диsǎήһ | الإستراحه العامة | 10 | 12-15-2009 09:44 PM |
لا طعم للحياة بدون مشكلات !!@@ | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 10-11-2009 12:10 AM |
ابتسم للحياة | wadha | المواضيع المكرره | 2 | 03-24-2008 11:18 PM |
!!.. يوميات طفل ..!! | |[ شيخة البنات ]| | الإستراحه العامة | 8 | 01-14-2008 08:09 PM |