لمسات أبكت روحي بدوية..!!

[رًوَحًيَ بًدَوًيهَ]

روي عن حاتم الأصم _ رحمه الله _ أن أستاذه شقيقاً البلخي سأله مرةً: منذ كم صحبتني ؟
فقال حاتم : منذ 33 سنه.
قال : فما تعلمت مني في هذه المدة.
قال : 8 مسائل.
قال شقيق له : إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب عمري معك ولم تتعلم إلا 8 مسائل ..!
قال : يا أستاذ لم أتعلم غيرها وإني لا أحب أكذب.
فقال : هات هذه ال 8 مسائل حتى أسمعها.



فقال حاتم :
1 ) نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوباً فهو مع محبوبه حتى إذا مات فارقه فجعلت الحسنات هي محبوبتي حتى إذا مت كانت معي ولم تفارقني.


2 ) نظرت في قول الله عزوجل ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ، فإن الجنة هي المأوى )
فعلمت أن قوله سبحانه وتعالى هو الحق فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استمرت على طاعة الله تعالى .



3 ) نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كلاً ممن معه شيء له قيمة ومقدار رفعه وحفظه ثم نظرت إلى قول الله عزوجل (مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) فكلما وقع معي شيء له قيمة ومقدار وجهته إلى الله ليبقى عنده محفوظاً.



4 ) نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد منهم يرجع إلى المال وإلى الحسب والشرف والنسب فنظرت فيها فإذا هي لا شيء ثم نظرت إلى قول الله تعالى * إن أكرمكم عند الله أتقاكم * فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريماً.



5 ) نظرت إلى هذا الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض ويلعن بعضهم بعضاً وأصل هذا كله الحسد ثم نظرت إلى قول الله عزوجل ( نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ )

* فتركت الحسد واجتنبت الخلق وعلمت أن القسمة من عند الله سبحانه وتعالى فتركت عداوة الخلق عني.


6 ) نظرت إلى هذا الخلق يبغي بعضهم على بعض ويقاتل بعضهم بعضاً فرجعت إلى قول الله عزوجل ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ )
فعاديته وحده واجتهدت في أخذ حذري منه لأن الله تعالى شهد عليه أنه عدو لي فتركت عداوة الخلق غيره.


7 ) نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد منهم يطلب هذه الكسرة فيدل فيها نفسه ويدخل فيما لا يحل له نم نظرت إلى قوله تعالى (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا)
فعلمت إني واحد من هذه الدواب التي على الله رزقها فاشتغلت بما لله تعالى علي وتركت مالي عنده.


8 ) نظرت إلى هذا الخلق فرأيتهم كلهم متوكلين على مخلوق هذا على ضيعته وهذا على تجارته وهذا على صناعته وهذا على صحة بدنه وكل مخلوق متوكل على مخلوق مثله فرجعت إلى قوله تعالى (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)
فتوكلت على الله عزوجل فهو حسبي.







همسة روحي بدوية::
كتبته روحي بدوية من أحد الكتب التي قرأتها ولمسات أبكتها والله ..
بالله عليكم على مااذا نلهث وعلى ماذا نركض ..
سراب الدنيا الخادع ناسين بأن صفحاتنا سوف تتطوى في يوم من الأياام..
ويالله بحسن الخاتمة.. __DEFINE_LIKE_SHARE__