|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
من أذل نفسه خسر الدنيا و الآخرة . لا عيش في الدنيا إلا للقنوع بالسير فإنه كلما زاد الحرص على فضول زاد الهم و تشتت القلب و استعبد العبد . و أما القنوع فلا يحتاج إلى مخالطة من فوقه و لا يبالي بمن هو مثل إذ عنده ما عنده . و إن أقواما لم يقنعوا و طلبوا لذيذ العيش فأزروا بدينهم و ذلوا لغيرهم . و خصوصا أرباب العلم فإنهم ترددوا إلى الأمراء فإستعبدوهم و رأوا المنكرات فلم يقدروا على إنكارها و ربما مدحوا الظالم اتقاء لشره . فالذي نالهم من الذل وقلة الدين أضعاف ما نالوا من الدنيا . و من أقبح الناس حالا من تعرض للقضاء و الشهادة و لقد كانتا مرتبتين حسنتين . و كان عبد الحميد القاضي لا يحابي فبعث إلى المعتضد و قال له : [ قد إستأجرت وقوفا فأد أجرتها ففعل ] . و قال له المعتضد : [ قد مات فلان و لنا عليه مال فقال : أنت تذكر لما وليتني قلت لي : قد أخرجت هذا الأمر من عنقي و وضعته في عنفك و لا أقبل هذا الذي تقول إلا بشاهدين ] . و كذلك كان الشهود دخل جماعة على بعض الخلفاء فقال الخادم : [ إشهدوا على مولانا بكذا فشهدوا فتقدم المجزوعي إلى الستر فقال : يا أمير المؤمنين أشهد عليك بما في هذا الكتاب فقال : أشهد ] . قال : إنه يكتفي في ذلك لا أشهد حتى تقول نعم قال : نعم . فأما في زماننا فتغيرت تلك القواعد من الكل خصوصا من يتقرب إليه بالمال ليستشهد فتراه يسحب ليشهد على ما لا يرى . قال لي أبو المعالي بن شافع : [ كنت أحمل إلى بعض أهل السواد و هو محبوس و أشهد عليه و أنا أستغفر الله من ذلك ] . و ليس للشهود جراية فيحملون ذلك لجلها و إنما الذي يحصل جر الطيلسان و طرق الباب و قول المعرف : حرس الله نعمتك شهادة . و لما قيل لإبراهيم النخعي : [ تكون قاضيا ليس قميصا أحمر و جلس في السوق فقالوا كان هذا لا يصلح ] . و دخل بعض الكبار على الرشيد ـ و قد أحضره ليوليه القضاء ـ فسلم و قال له : [ كيف أنت و كيف الصبيان ؟ ] . فقيل : هذا مجنون فيا لله جنون هو العقل . و ما أظن الإيمان بالآخرة إلا متزلزلا في أكثر القلوب . نسأله الله سبحانه و سلامة الدين فإنه قادر الامام ابن الجوزي __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |