|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين وصحابته المنتجبين. خطبة الشيخ عبدالجليل المقداد حفظه الله قد اشتمل على مقطع مهم جداًّ، ونحن نراه واقعاً معاشاً في زماننا الحاضر، ألا وهو تقوية بعض المتسلقين والمتزلفين لصف الظالم. فقد بيَّن سماحته أن الظالمين لا يمكنهم أن يأسسوا كياناً بهم ولا المحافظة عليه إلا بوجود هؤلاء الأعوان في مر الأزمنة، وقد تطرَّق سماحته إلى الدولة الأموية وغيرها من دول الظلم والاضطهاد التي لولا وجود أعوان لها لما تأسست ودامت. وفي زماننا لا نزال نرى مثل هؤلاء الأعوان الذين يقوُّون صفوف الظالمين سواء بالمواقف وحتى بالكلمة، وشريح القاضي قديماً الذي أفتى بجواز قتل الإمام الحسين عليه السلام مدَّعياً خروجه عليه السلام ضد النظام القائم في وقته، نرى منه الكثيرين في زماننا. شريح القاضي بالأمس والسعيدي والعريفي والقرضاوي وغيرهم اليوم، يعطون المبررات للظالمين لدوام ظلمهم للناس. فمثل هؤلاء يضفون الشرعية لأعمال الظالم ويشجِّعون مستخدمين مقولة "عدم جواز الخروج على ولي الأمر" الناس على عدم انتقاد الظالم وعدم الخروج عليه. وتجدر الإشارة هنا بأن "ولي الأمر" حسب تفسيرهم يختلف عن "ولي الأمر" حسب تفسير أئمة أهل البيت عليهم السلام. في معرض انتقاد السعيدي لخطبة الشيخ عيسى قاسم حفظه الله بتاريخ 30/04/2010م، قال: "بأنها مراوغة سياسية هدفها تجبير الكسر الذي لحق بشعبية الوفاق بعد سعي الوفاقيين وراء تقاعد النواب متحديا قاسم بقرار المقاطعة لإثبات صدقه". ولنا تعليق على هذا الكلام. ربما جاءت خطبة الشيخ حفظه الله متأخِّرةً بعض الشيء، ولكن كما يقول المثل "كل تأخيرة وفيها خيرة"، فالقارئ المنصف لخطبة الشيخ يقرأ ما في السطور وما بين السطور. كيف؟ خطبة الشيخ حفظه الله تطرَّقت إلى الكثير من الأمور منذ انطلاق ما يسمى بالمشروع الإصلاحي الذي بدأ في عام 2001م. وسرد الكثير من التجاوزات الخطيرة على شعبنا في العشر سنوات الماضية، التي لو طُرحت في دول ديمقراطية لأعلنت استقالتها. ولكننا مقتنعين بحكمة الشيخ حفظه الله وتوقيته، فالقارئ لما بين السطور يُدرك تماماً أن الشعب البحريني في العام 2001م هو غير الشعب البحريني في العام 2010م. ففي ذلك الوقت جاء طرح ملك البحرين بالكثير من الآمال لهذا الشعب المسكين المغلوب على أمره، والمثل يقول "إلحق الكذاب إلى باب بيته"، فكان لزاماً لذوي العقول النيِّرة أن تعطي تلك الوعود مساحةً من الوقت لتبيان صدقها من كذبها. ومثل ذلك كمثل صلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية رغم علمه بما تنطوي عليه سريرة الأخير من المكر والخداع، ولكن الناس حينها ملَّت الحرب وأرادوا إعطاء فرصة لاختبار نوايا معاوية، فعقولهم قاصرة عن الاستيعاب ونظرتهم آنية وليست مستقبلية، لذلك آثر الإمام عليه السلام الصلح والموادعة ليس لاقتناعه بصدق معاوية، ولكن ليثبت للناس كذبه مع مرور الوقت. فأهل البحرين حينها وبعد مرور 38 عاماً من الظلم والاستبداد، ومرور ست سنوات من المواجهات مع الحكومة، أرادوا اختبار صدقية هذه الشعارات من عدمها، فارتأت القيادات المعارضة إعطاء الفرص للسلام ولإثبات نجاعة هذه الشعارات من عدمها. ولكن مع قدوم يزيد بن معاوية، وإعلانه للفسق والمجون ومحوه لمظاهر الدين، عرف الناس بعد ذلك حقيقة آل أمية وتهيَّأت الأرضية المناسبة لقيام ثورة الإمام الحسين عليه السلام لمواجهة يزيد ومشروعه التخريبي. وهذا بالضبط ما يُفهم من خطبة الشيخ حفظه الله، لأن الأرضية الآن أكثر تقبلاً لفكرة مواجهة هذه الحكومة الفاسدة، وما نداءات الأمين العام للوفاق حفظه الله لتغيير الحكومة وجعل رئاستها انتخاباً حراًّ إلاَّ ترجمة فعلية لما يحدث على الأرض. ولهذا كان توقيت هذه الخطبة لسماحة الشيخ حفظه الله. أما كلام السعيدي عن تحدِّيه للشيخ بالمقاطعة هي لب الموضوع، وهي مُنيته التي تمناها منذ أمدٍ بعيد. لا أحد يختلف بأن البرلمان الحالي عقيم ومخصي، حتى نواب الحكومة أنفسهم صرَّحوا بذلك مراراً وتكراراً. ولكن وجود الوفاق فيها وإن اختلف معنا الكثيرين صمام الأمان لشعبنا، فكلٌّ له دوره، المعارضة في قبة البرلمان لها دورها، والمعارضة خارج البرلمان لها دورها، والمعارضة خارج البحرين أيضاً لها دورها، فكلٌّ يكمِّل بعضه بما يستطيع، قال الله تعالى: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) صدق الله العلي العظيم. ولكن الخطورة - من وجهة نظر السعيدي وأمثاله - كون المعارضة متواجدة في البرلمان، فقد أسهمت بطرق كثيرة لإظهار الفساد المستشري داخل النظام، وأكسبها التعاطف الدولي لظلامة هذا الشعب المظلوم، لأنهم من وجهة نظر الحكومات الخارجية، الممثلين الرسميين للمعارضة في البحرين. وهذا أكسبهم تذكرة التحدث في البرلمانات العالمية، التي رأينا كيف ضاق صدر الحكومة بها، فمطلب السعيدي هو خروج هذه المعارضة من البرلمان حتى يخلو له ومن يمثلهم الجو لتسميم أفكار الحكومات الخارجية وترويج صدقية شعار ما يسمى بالمشروع الإصلاحي. لذلك نقول بأن هذه الخطبة لا علاقة لها بتراجع شعبية الوفاق كما يزعم السعيدي. أما قوله: "بعد سعي النواب الوفاقيين وراء تقاعد النواب ودفاعهم المستميت على استلام هذه الأموال الطائلة نظير عمل أربعة سنوات تحت ذريعة تقاعد النواب بينما يعمل المواطن الكادح خمسة وثلاثون سنة ليخرج بتقاعد لا يتجاوز الخمسمائة دينار"، فهذا هو الضحك على الذقون، حيث أمضى هو نفسه قرابة العشر سنوات، فهل اقترح طول فترة نيابته شيئاً حول تقاعد المواطن الكادح؟ هل طول فترته في البرلمان ساهم في رفع ظلامة هذا المواطن الكادح؟ ألم يعمل طول وقته في البرلمان على محاربة فئة كبيرة من شعب مفترض عليه أن يمثلهم؟ أما قول السعيدي: "إن المعارضة اليوم وبعد خطبة قاسم في الدراز وثناء المقداد عليه في البلاد القديم وتأييد مشيمع لهما في القفول تكاد تكون في أقرب حالات التوافق فجميع الخطابات تفيد بمعنى واحد وتوحي للمتلقي بأن المعارضة قد اختارت خيار التصعيد السياسي والتأزيم"، من الذي اختار التصعيد السياسي والتأزيم؟ هل كل من يكشف الظلامات الموجودة واقعاً على الأرض يُأزِّم؟ هل التجنيس السياسي وسرقة الأراضي ووو إلخ دليل على المصلحة الوطنية؟ هل الشجارات الدموية بين المجنسين وأهل السنة دليل على الموادعة؟ أليس الفكر المغبر لهذا النائب الذي أعلن حرباً على طائفة كريمة وكبيرة في هذا الوطن تأزيم؟ هل يجرأ هذا النائب على النطق في مسألة بيع الخمور والدعارة في البلد، وهل كل من يتكلم في الأمر يعتبره مُأزِّماً؟ أما آخر ما نعق به هذا المفتن: "خصوصا مع المتغيرات والأحداث التي تشهدها المنطقة والتي تكشف بوضوح الأطماع الخارجية في دول المنطقة خصوصا بعد اكتشاف خلية الحرس الثوري الإيراني في دولة الكويت الشقيقة وهي خلية من آلاف الخلايا التي تنتشر كالسرطان في دول الخليج ، وبالتالي فإنه بات من الضروري على هذه القوى المعارضة البحرينية أن توضح ارتباطها وعلاقتها بولاية الفقيه أهي سياسية أم دينية فقط فكم هم الذي أكلوا وشربوا من خيرات هذا الوطن ونادوا بالوطنية وغيرها من الشعارات الرنانة إلا أنهم في نهاية الأمر ما هم إلا أبواق وطباله وعملاء لنظام مجوسي مجرم يهدد أمن المنطقة ويتربص بها وهو أخطر على دولنا من دولة الكيان الصهيوني"، حيث أضحكنا من حماقته وقلة نظره. ولنا رد على كلامه الأخير: أولاً: ما هي أطماع دولة عظمى كالجمهورية الإسلامية في بلد صغير مثل الكويت؟ في التاريخ الحديث وجدنا بأن الولايات المتحدة قد وضعت جهاز استخباراتها في كل دولة شيوعية لمواجهة الخطر الأعظم - في وجهة نظرها حينها - الإتحاد السوفييتي، ونجد شرعية لذلك، بسبب أن السوفييت كانت دولة نووية عظمى تستحق فعلاً أن تراقبها للحفاظ على نفسها منهم. الآن لو جمعنا كل دول الخليج مقابل إيران، فما هو سبب أن تضع إيران خلايا استخباراتية فيها؟ هل دول الخليج قوة عسكرية عظمى؟ لا. هل دول الخليج قوة نووية؟ لا. هل دول الخليج منتجة؟ على العكس فهي كلها من أكبر الدول الإستهلاكية في العالم. فأين الخطر على إيران من دول الخليج مجتمعة؟ لا يوجد. إذن لو افترضنا وجود خلايا استخباراتية إيرانية في دول الخليج، فهي موجَّهة إلى من؟ دول الخليج نفسها؟ قطعاً لا. القارئ المنصف للأحداث السياسية سيكتشف بأنَّ فرضية وجود مثل هذه الخلايا هي لمراقبة القواعد الأميركية المعادية لها في الخليج، وأكبرها في الكويت وقطر، وأسطولها البحري في البحرين. فهل هذا يشرع لها وضع مثل هذه الخلايا؟ طبعا بالتأكيد. وسؤالنا: هل تنشط الإستخبارات الأميركية في دول الخليج؟ طبعاً بالتأكيد، وبمباركة حكومات الخليج، فهل يجرئ السعيدي أن يتطرق إلى ذلك؟ أشك في ذلك. ثانياً: عقيدة السعيدي والسلف عموماً دائماً ينظرون بأن الشيعة أكبر خطر عليهم من دولة الكيان الصهيوني، وهذا ما يفسر سكوتهم الدائم لأعمال الصهاينة في فلسطين ولبنان، وما فتواهم الأخير في عدم جواز الدعاء لحزب الله بالنصر ضد إسرائيل دليل على عمق العلاقات الأخوية التي تربطهم بالصهيونية العالمية، فهل يستطيع السعيدي إنكار ذلك؟ لا أعتقد. قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "الحمد لله الذي جعل أعدائنا من الحمقى"، فكل ما يقوله السعيدي وأمثاله يجعلنا نعتقد أكثر وأكثر بأننا على الحق وهو وزمرته على الباطل، فسلام الله على أمير المؤمنين عليه السلام. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. منقول من الصرح الوطني
__DEFINE_LIKE_SHARE__
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |