إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-30-2010, 08:11 AM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,670
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2140

حلم أميركا الذي يهدد العالم

سمير كرم - الجمعة 30-4-2010

ما كان يمكن ان يدور بخاطر احد ممن يشتغلون بمتابعة الشؤون الدولية وأحوال العالم الذي نعيش فيه ان القرن الحادي والعشرين، الذي بدأناه قبل عشرسنوات، سيكون قرناً تهزه وتهز اركان الحياة فيه حروب، وتهديدات بحروب، على النحو الذي يبدو الآن.

وأياً كان نوع المشكلات التي تعيشها شعوب العالم مع بدايات الألفية الثالثة، وعلى الرغم من هجمة الأزمة الرأسمالية العالمية، فإن من المؤكد أن المشكلات الأكثر ضغطاً بينها جميعاً هي مشكلات الحرب. ونمتنع عامدين عن استخدام تعبير مشكلات الحرب والسلام، كما يرددها كثيرون، لأن المشكلات تكمن في الحرب والتهديد بها ولا تكمن أبداً في السلام.

لعل التاريخ الانساني لم يعرف في السابق حقبة بدا فيها ـ كما يبدو في الحقبة الراهنة ـ ان الخوف من الحرب كان عاملاً اساسياً في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لشعوب كثيرة كما هي الحال الآن. وصحيح ان هذه السمة واضحة في منطقة الشرق الاوسط اكثر من غيرها، انما يبدو ان احتمالات الحرب تدق أبواب الشرق الأقصى الآسيوي، وتدق ابواب نصف الكرة الغربي في جنوبه، كما تدق أبواب القارة الافريقية. ولا يبدو ان بالإمكان استثناء القارة الاوروبية، فهي قريبة للغاية من مشكلات الازمة المالية العالمية ومن مشكلات القواعد والصواريخ والتخزين العسكري النووي والتقليدي.

أينما وُجد السلاح بكميات هائلة ونوعيات متطورة وجدت احتمالات الحرب بصورة اكثر جدية وخطورة.
ولقد اعتاد المشتغلون بالعلوم السياسية ان يعتبروا غياب الحرب العالمية عن الساحة الدولية سمة دالة على سيادة السلام، ولكنهم في أغلبيتهم سريعاً ما يصححون انفسهم بالاعتراف بأن العالم لم يسبق ان عرف في حقبة يسودها السلام كما هي الحال الآن، قدراً من التوتر العسكري وكثافة المخاوف من نشوب حروب لأسباب مختلفة. والسبب هو وجود حالة استثنائية من سباق التسلح، الاستراتيجي منه وغير الاستراتيجي، في كثير من بقاع العالم، والسبب هو أيضاً سيطرة عملية «عسكرة» لاقتصادات وسياسات دول كثيرة تملك إمكانات هائلة في هذا المجال.

وإذا ذكرت عملية «عسكرة» مجتمعات بأكملها ـ أي إضفاء طابع عسكري على اقتصادها وقدراتها التكنولوجية والاشكال المختلفة لتقدمها العلمي ـ فإن الولايات المتحدة تأتي في المقدمة، حتى ان كثيرين يلاحظون تراجع الصناعات الاميركية التي كانت في وقت تملأ الأسواق والآن حلت محلها صناعات اخرى يابانية وصينية وكورية... فيما عدا المجال العسكري. وفي الوقت نفسه تتصاعد الى مستويات قياسية حدة التنافس على تصدير الاسلحة من الدول المنتجة لها للدول المستوردة. والامر الذي لا شك فيه ان إضفاء الطابع العسكري على الحياة العلمية والتكنولوجية لدولة بحجم الولايات المتحدة امر بالغ الخطورة ولا يعـطي شعوراً بالأمان، حتى لأصدقائها.

وربما كانت هذه السياسة مبررة في وجود كتلة منافسة لأميركا بنظامها الاقتصادي وحياتها الاجتماعية وثقافتها... اما بعد تفكك هذه الكتلة المنافسة فإنه لم يعد هناك من تفسير مقنع ـ او حتى مقبول ـ للسياسات الخارجية الاميركية إلا سعي الولايات المتحدة للهيمنة على العالم. وهو الاتهام نفسه الذي كانت توجهه الولايات المتحدة الى الاتحاد السوفياتي في وجوده وخاصة في فترة تصاعد قوته.

وقد عاش العالم فترة سادها التوتر عندما سادتها المنافسة الصراعية او الصراع التنافسي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. ولكن من المؤكد في الوقت نفسه أن توازن الرعب النووي بينهما ساعد على قدر من الهدوء العالمي. وواضح الآن أن هذه الفترة لم تعقبها فترة هدوء حقيقي ـ كما يمكن ان نتصور ـ بعد تفكك النظام السوفياتي والمنظومة الاشتراكية. فقد انطلقت الولايات المتحدة ـ بلا حواجز او قيود ـ في خطط لتوسيع حلف الأطلسي (الناتو) وتطوير قدراتها العسكرية، بل والزج بنفسها في حروب فعلية متوالية، مرتين في العراق ومرة في أفغانستان... وتمارس الآن تهديداتها بشن حرب على إيران.
اصبح واضحاً ـ من تجارب عشرين عاماً من السياسات الخارجية الاميركية ـ ان الولايات المتحدة تملك خطة عالمية شاملة للسيطرة على العالم بأكمله من أدناه الى أقصاه، من شماله الى جنوبه.

ويجيء الإعلان الأخير (في نيويورك تايمز في يوم 23 نيسان الحالي) عن العمل في اميركا على تطوير منظومة جديدة بديلة لاستخدام السلاح النووي يطلق عليها ـ حسب معلومات وزارة الدفاع الأميركية ـ اسم «صواريخ الضربة العالمية الموجهة». ووصفت بأنها «يمكن ان تستخدم لضرب اي هدف على الكرة الأرضية خلال أقل من ساعة واحدة وبدقة مذهلة». ويمكن للسلاح الجديد ـ المكون من صواريخ تزيد سرعتها على ثلاثة أضعاف سرعة الصوت وتحمل رؤوساً تقليدية، لكنها تضاهي القوة التدميرية للسلاح النووي.

وقالت «نيويورك تايمز» إن السلاح الذي يعمل «البنتاغون» على تطويره منذ سنوات يثير قلق المسؤولين الروس الذين يؤكدون ان تطوير مثل هذه الأسلحة يزيد من خطر نشوب حرب نووية، وسيؤثر سلباً على كل الجهود الرامية الى تخليص العالم من أسلحة الدمار الشامل. ذلك ان روسيا لن يمكنها تحديد ما إذا كانت هذه الصواريخ ستحمل رأساً نووياً أو تقليدياً.

ويزيد من جرعة الإثارة في هذه الأنباء عن المنظومة الصاروخية الجديدة، ما ذكرته الصحيفة الاميركية من ان نشرها لن يستكمل قبل عام 2015 (أي بعد خمس سنوات فقط) كحد ادنى، الا ان ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما تضع الكثير من الاموال لإتمام المشروع في اقرب وقت ممكن. وقد طلبت الادارة من الكونغرس 240 مليون دولار لتمويل المشروع في العام القادم بزيادة بنسبة 45 في المئة عن ميزانية العام الحالي. اذ يتوقع ان تصل القيمة الإجمالية للمشروع الى نحو ملياري دولار. بل ذكرت «نيويورك تايمز» ان سلاح الجو الاميركي يستعد لإجراء تجربة لإحدى وحدات هذه المنظومة في شهر ايار المقبل (...)

ويصطدم نبأ هذه المنظومة الأميركية الجديدة من السلاح الصاروخي غير النووي بعدد من السياسات التي كانت ادارة اوباما قد اعلنتها ونفذت خطوات منها، للبرهنة على رغبتها في نزع السلاح النووي عالمياً. بل إن هذا النبأ يصطدم بمؤتمر الأمن النووي الذي عقدته إدارة اوباما في واشنطن قبل ايام بحضور 43 دولة. ويمكننا ان نزعم ان المنظومة الصاروخية المسماة «الضربة العالمية الموجهة» نسفت من الأساس جهود ادارة اوباما «من اجل عالم خال من الأسلحة النووية».

ولولا اتساع نطاق هذه المنظومة الصاروخية لتشمل العالم كله في اهدافها لقلنا إنه تُبنى بشكل خاص لتهديد إيران وحدها. مع ذلك يمكن القول إن احد اهم سمات هذه المنظومة الجديدة ما يبدو من انها تشكل رداً على نظام التسلح الاستراتيجي الإيراني الذي يعتمد على الصواريخ كأساس للدفاع عن إيران ضد تهديدات إسرائيل بنوع خاص. وهو ما يشمل قدرة إيران على الرد الانتقامي في حالة ما اذا تعرضت لهجوم اميركي و/أو إسرائيلي بهدف ما تم تحقيقه من برنامجها النووي.

إن هذا التقدم النوعي في مجال عسكرة القوة الأميركية أخطر وأوسع من أن يعد رداً على إيران وحدها او استعداداً لمواجهة ايران وبرنامجها النووي... انه يقدم ادلة واضحة على ان النية الحقيقية لاستراتيجية الأمن القومي الاميركية هي تحقيق سيطرة استراتيجية عسكرية على العالم. الامر الذي يعني ان الولايات المتحدة تزود نفسها بقدرة هائلة على فرض قوتها على اي بلد له وجود على خريطة العالم، اذا بدا منه اي تحد للولايات المتحدة او رفض لسياساتها وأهداف هذه السياسات.


وبطبيعة الحال فإنه لا يمكن عزل اهداف هذه المنظومة العسكرية عن الواقع الحقيقي الراهن لانتشار القوات المســلحة الامـيركية في أنحاء العالم من اوروبا الى اوستراليا والمحيط المتجمد الجنوبي. لقد شهدت السنوات العشرون الاخيرة انتشاراً لمجموعات حاملات الطائرات الاميركية والاساطيل التي تحميها في المحيطات والبحار والخلجان جميعها. ومن بين اخطر الانتشارات العسكرية الاميركية الانتشار البحري والبري في منطقة الخليج قريباً من إيران، ومن ميادين القتال في أفغانستان والعراق وباكستان، بالإضافة الى التوسع في قدرات التخــزين للأسلحة الاميركية في اسرائيل (مع الامتناع عن الإفصاح عما اذا كان التخزين يشمل اسلحة نووية ام لا). ومن المعروف جيداً ان الولايات المتــحدة تخــزن أسلــحة نووية لاستخدامها عند الحاجة في عدد من بلدان اوروبا، بينها المانيا وبلجيكا.

واذا لم نستطع ان نرى اسرائيل كجزء من المنظومات العسكرية الاميركية الواسعة في اهدافها للسيطرة على العالم، فإننا لا نستطيع ان نفهم اسباب امتناع اداراتها واحدة بعد اخرى ـ الامر الذي شمل ادارة اوباما على الرغم من كل ما سمع منها من وعود للعرب والمسلمين ـ عن التصدي لإرادة التحدي الاسرائيلية فيما يتعلق بشروط عملية السلام.
ان اهمية اسرائيل كمنظومة مكمــلة للمنــظومات الامـيركية للسيطرة على العالم ينبــغي ان لا تغــيب عن الذهن الــعربي. كما ينبغي ان لا يغيب هدف الاقتراب الخطر، الذي تمارسه واشنطن، الى السلطة الفلسطينية.

ولعله من الضروري البحث عن صوت أميركي يعترف بهذا الهدف الذي يشمل الكرة الأرضية. فالأصوات الأميركية ـ شئنا او لم نشأ ـ لا تزال هي الأصرح والأجرأ في التعبير عن هذا النوع من الأفكار.

في شهر اذار الماضي نشرت اسبوعية «تايم» الاميركية تحقيقاً عما اعتبرته «10 افكار ستحدد شكل العقد المقبل» وذكرت فيه «ان مدى تعرض العالم للتأثير الاميركي خلال الحقبة المقبلة سيكون كبيراً للغاية ... إن العقد القادم سيكون اميركياً وسيــكون التأثير الاميركي على العالم اوضح مما كان عليه من قبل. «وعزت «تايم» ذلك الى التفوق العسكري والثقافي لأميركا».

إن اميركا تسلك الآن في العالم من موقع من يتوقع منافسات لم يكن لها وجود عندما كان الاتحاد السوفياتي هو المنافس الاوحد. وهي تستعد ـ عسكرياً ـ على النحو الذي يجعل اي طرف في العالم ـ من وجهة نظرها ـ يفكر في تحدي الهيمنة الاميركية او مناوأة اميركا على المركز الاول عالمياً، يفكر مرتين وثلاثاً قبل ان يغامر بدخول مثل هذا التحدي. وليس خافياً ان المخططين الاستراتيجيين يعملون في الوقت الحاضر على تحليل احتمالات وصول المنافسة بين اميركا والصين ـ الصاعدة حثيثاً الى المركز الاول اقتصادياً لتحل محل الولايات المتحدة ـ الى حدود الحرب الحقيقية. وهم يشيرون الى مخاوف اميركية من تصاعد قوة الصين العسكرية. بل إنهم لا يستبعدون احتمالات بين اميركا واوروبا، كما يدرسون احتمالات قيام تحالفات مناوئة لأميركا ـ مثل تحالف يجمع روسيا والصين والهند ...وربما البرازيل ـ اذا ما تخطت المنافسة الاقتصادية حدود الصادرات والواردات وقيمة العملات نحو حدود السيطرة على الأسواق ومصادر الثروات الطبيعية والبشرية.


في ضوء هذا الاندفاع الأميركي للدفاع عن نظام الرأسمالية العالمية ـ وعلى الرغم من كل ما يتردد من انه ينبغي ان لا يسمح ابداً بنشوب حرب نووية ـ فإن اميركا تبدو عازمة على السيطرة على العالم، بالسلاح النووي اذا اضطرت، وبدونه اذا استطاعت.
واذا كان حلم اميركا يزداد وضوحاً فليس معنى هذا انه يزداد اقتراباً.

جريدة السفير
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML