مخطئ من يتصور أن العمل السياسي في البحرين ولد مع ولادة حركة حق أو الوفاء أو الوفاق أو حتى حركة أحرار البحرين، فالحركة المطلبية قديمة بقدم وجود سلطة سياسية تحكم البلد وتتصرف في أموره، ولأن الحركة المطلبية والعمل هذا قديم فيجب أن لا يكون مغيبا عن الجيل الطالع ممن ينظرون للعمل المطلبي ويجيزون لأنفسهم الافتاء السياسي بشكل أو بآخر، والحالة المثالية تقتضي استحضار الذاكرة السياسية لمفاصل التجربة بهدف الاعتبار والاستفادة القصوى من مخزونها القيم.
غير أننا وللأسف الشديد نجهل تاريخ التجربة ومكوناتها وعوامل التأثير فيها بل حتى نتائجها ليست واضحة عندنا. الأمر الذي يجعلنا نتخبط في العمل وتنقصنا الخبرات اللآزمة في اتخاذ الموقف السليم من سياسات السلطة السياسية، لذلك نتمنى على المتصدين للعمل والمحيطين بسيرة التجربة اثراء الساحة بدراسات ونقود جادة ومثمرة تكون كفيلة بإحداث طفرة نوعية في خطاب مدمني قضايا السياسة، بحيث تتسع دائرة حرية الرأي والرأي الآخر لتعالج أو بالأصح تقلص ظاهرة الإساءة والإستفزاز والإقصاء والتخوين.
ننتظر من الشيخ عيسى والاستاذ عبد الوهاب والشخ علي سلمان والاستاذ حسن ووعد وحركة الاحرار والمنبر الديمقراطي وكل موقع سياسي أن يبادر إلى جعل التجربة في متناول الذاكرة من أجل استنتاجات ومواقف صائبة.