الحياة الزوجية ليست قضاء الرغبات الجنسية فقط

[الحياة الزوجية+18]

قبل عقد من الزمن و ذات يوم افتتح معرض للكتاب الإسلامي فذهبت أتجول في أروقته بحثا عن كتاب جديد لعله يفيدني ، وشدني كتاب لمحت عنوانه من بعيد مكتوب عليه ( تحفة العروس ) طبعا ونحن في عنفوان شبابنا كانت مثل هذه العناوين تجذبنا كالمغناطيس ، فتقربت منه باعا ثم ذراعا ثم شبرا إلى أن التهمته بيدي فأخذت أقلب صفحاته بعجالة أقرأ العناوين فقط ....أعجبني الكتاب ...وإشتريته .


رجعت إلى البيت مسرعا ...بدأت بقرائته من أول صفحة ...والله يمكن حتى المقدمة بعد قريتها ....قرأت الكتاب مرة ثم مرة أخرى ثم ثالثه ......حفظنا بعض المصطلحات الشرعية والجنسية لكلا الجنسين (وطبعا النظري شيء والعملي شيء آخر ) ... والحمد لله أن الكتاب لم يتطرق إلى قضية اللحس والمص .....التي كثر الحديث عنها مؤخرا في المنتديات ...وللأمانة الكتاب جامع مانع للمعلومات القيمة .....


الثقافة الجنسية وسيلة لتحقيق حياة زوجية مستقرة ...والحياة الزوجية المستقرة وسيلة لتحقيق بناء الأسرة الكاملة المتكاملة..وهذه هي الغاية التي ينشدها كل فرد من الجنسين .


لكن أن نجعل الثقافة الجنسية هي الغاية مباشرة ...ونسهب في شرح كل شاردة وواردة ....ونتحدث في اللحس والمص ...ويختلف إثنان في أي الأصابع أحق لها أن تفرك البظر ...واحد يقول اصبع السبابة والثاني يقول ...لا ...لا ...اصبع الشهادة .... والثالث يقول ...كلكم غلط في غلط ....الصبع اللي في الوسط (الوسطى )....ويختلفون ....وثقافتهم العربية ضحلة ...وما يعرفون إن اصبع السبابة أو الشهادة هي واحدة.... ومسكين واحد مطوع الله يجزيه خير يدخل بمداخلة شرعية ويقولهم ...بس إنتبهوا ما تكون اليد يمنى لأنه لا يجوز ذلك شرعا (وفعلا كثير منهم يجهلون ذلك ).......

فهنا نقول ...كفاية أن تكون ثقافتنا الجنسية تعلو ثقا فتنا الإسلامية ....
ونقول ...كفاية أن تكون ثقافتنا الجنسية تعلو ثقافتنا اللغوية ....
ونقول ....كفاية صادر ووارد في بعض الأوضاع والأوصاف .....


إن روح الشريعة الإسلامية تأبي أن يكون الغرض من الحياة الزوجية قضاء الرغبات الجنسية فقط فقول الله عزوجل ((فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم ))قال العلماء أن المراد توجيه الهمة إلى أن يكون الغرض من المباشرة هو طلب ما كتب الله من النسل لا ابتغاء اللذة فقط .....


ولقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ((يارسول الله فلانة جميلة وهي لا تلد أفأتزوجها ؟ قال عليه السلام (لا) ثم عاد الثانية يكرر الطلب فقال (لا ) وكرر الطلب ثلاثا فقال صلى الله عليه وسلم (لا ....تزوجوا الولود الودود فإني مباه بكم الأمم )...ولسنا نعلم أن الرجل كانا أعزبا أومتزوجا ..لكنه وجد إمرأة جميلة وأرادها للإستمتاع فقط ...ووجه النبي عليه الصلاة السلام إلى أمر يجمع بين اللذة والنسل ....


__DEFINE_LIKE_SHARE__