|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
من منا لم يسمع عن البرامكة و عن مكانتهم لدى الخليفه العباسي هارون الرشيد و المكانة التي وصلوا إليها، و كيف انتهى بهم الحال.. ذلك الدرس مفيد لكل من يقرأ التاريخ، بأن يعلم بان هناك دائما خطوط حمراء لا يجوز تجاوزها مهما كان قربك من الخليفه و الخليفه. لكن المغررين لا يرون بعينهم ما هو واضح للجميع، فهم يظنون بأن إظهارهم لولائهم للخليفه بتلك الطرق المبتذله، و تدثرهم بداثر الملكيه حتى اصبحوا ملكيين اكثر من الملك ذاته، لن تفيدهم كثيرا عندما يشعر الملك او الخليفه بتجاوزهم لهذه الخطوط الحمراء. نعود لبرامكة ذلك العصر، و نتفحص التاريخ لنرى ما الاسباب التي ادت الى نهايتهم تلك النهايه الفضيعه و الغير متوقعه. تعود أصول البرامكه الى بلاد فارس، فجدهم الاكبر كان احد خزنة بيت النار التي دأب على عبادتها الفرس عندما كانوا يعتنقون المجوسيه، و بعد انتشار الاسلام، دخل آل برمك في دين الاسلام كما دخلت بلاد فارس جميعها.. و على مدى سنوات ازداد قربهم من الخليفه هارون الرشيد حتى اصبح وزير الدوله الأول من آل برمك يحيي البرمكي، ثم انتقلت من بعده لأبنه الفضل بن يحيي البرمكي، وفي عهد الفضل بن يحيي ازداد نفوذ البرامكة و سلطتهم و من الصعب ان يتخذ الخليفه هارون الرشيد العباسي اي قرار سواء كان كبيرا او صغيرا، إلا بمشاورته للفضل بن يحيي و الرجوع إليه. إذا ما سبب غضب الخليفه هارون الرشيد العباسي على البرامكة؟! تنقل مصادر التاريخ أكثر من سبب لنكبة البرامكة، فبعض هذه المصادر يقول، بأن ازدياد نفوذ البرامكة و تغلغلهم في دائرة صناعة القرار، ولد شعورا لدى الخليفة هارون الرشيد العباسي بالخوف من تسلطهم و احتمالية انقلابهم عليه، لذلك قرر ان يعاجلهم و ينكل بهم، قبل ان يزداد نفوذهم و ينقلبوا عليه. اما المصادر الاخرى فتشير الى دور بارز لعبته السيدة زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد العباسي، في الوشاية بالبرامكة، خصوصا و ان ميولهم و ولائهم لا يصب في مصلحة ولاية ابنها - الامين - للعهد، بل هم داعمين اساسيين و ظاهرين لولاية المأمون للعهد، بسبب انتمائهم و انتماء ام المأمون لأصول فارسيه. والقليل من المصادر تؤكد على حسن سيرة البرامكة مع الرعية، و تعلق الرعية بهم، مما أخاف الخليفة العباسي هارون الرشيد من ثورة الرعية ضدهم و تنصيبهم للبرامكة مكانه خلفاء للمسلمين. و البعض الاخر يؤكد بأن نكبة البرامكة ما كانت لتكون لولا وجود " العباسه " أخت هارون الرشيد في تلك الحقبة من التاريخ، فالبعض يقول بأن نفوذ البرامكة و قوتهم اجبر الخليفة العباسي هارون الرشيد مكرها على الموافقه بإتمام زواج العباسه - اخت الخليفه - من جعفر بن يحيي البرمكي، و هو ما جعله ناقما عليهم و يتحين الفرصه للقضاء عليهم. إما الاخرين فلم يشيروا الى وجود علاقة زوجيه ما بين العباسة و بين جعفر بن يحيي البرمكي، بل وصفوا العلاقة التي بينهما، بانها علاقة جنسية خارج اطر الزواج الشرعي، و لم يكن انكشاف هذه العلاقه هو سبب غضب الخليفة العباسي هارون الرشيد، بل انتشار اخبار هذه العلاقة لجميع اهل بغداد، و تحولها الى اشعار و اغاني يرددها الكبير و الصغير في طرقات بغداد، هي ما اشعل نار غضب الخليفه للقضاء على البرامكة و ازالتهم. نخلص من هذا الى ان انتقام الخليفه و تنكيله بالبرامكة، ليس مرتبطا بحق سلب منه، اذا انه كان على علم مسبق بعلاقة أخته العباسة بجعفر بن يحيي البرمكي، لكن انتقامه كان لإخراس الألسن التي تغنت بفضيحة العباسة و جعفر بن يحيي البرمكي و ببيت الخلافة العباسية كلها. تلك هي الخطوط الحمراء التي يضعها الخليفة لنفسه، افعل ما ترد ان تفعل تحت عيني و بصري، لكن لا تقم ابدا بما تظن بأنك فيه اذكى مني و انا الخليفه. البرامكة و غيرهم من برامكة التاريخ و بن رجب حاليا، جميعهم وقعوا في ذات الخطأ الذي لا يمكن غفرانه او التساهل فيه، تجاوز الخطوط الحمراء التي رسمها الخليفة حول نفسه. فهل قضية غسيل الأموال هي بداية نكبة بن رجب " البراجبة " أم هناك مدلولات اخرى تحملها في طياتها؟ أمل السيد
__DEFINE_LIKE_SHARE__
23 مارس 2010 |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |