|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
ليقضِ اللبنانيّون على المقاومة أو...Dahiazation لا ينفكّ المنطق الإسرائيلي يكرّر نفسه، بات مملاً الاستماع إلى الخطاب الداخلي لصنّاع القرار في دولة العدو، وباتت مملّة أكثر أجوبة اللبنانيين على أصدقائهم الأميركيين والإسرائيليين، الأطراف عالقون في ستاتيكو يحكمهم منذ أعوام، ويهدد الإسرائيليون باستخدام عقيدة الضاحية تجاه لبنان فداء عيتاني - 12-3-2010 «إذا ما كنّا مخطئين في تقديراتنا ووقعت الحرب، فإنها لن تستغرق أكثر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع»، هذا ما يمكنك سماعه حين يتحدث الإسرائيليون القريبو الصلة من أجهزة الأمن والقيادات العسكرية في دولتهم. إلا أن هؤلاء يضيفون أنه «ليس لدى دولة إسرائيل اهتمام بجولة جديدة مع حزب الله»، لكنهم في المقابل يقولون إن «بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات والمتقدمة قد أصبحت في سوريا حالياً، وحزب الله أنهى تدريباته عليها، ونخشى أنه إذا ما حصل تطور ما في غزة، فإن الحزب سيتصرف بطريقة معاكسة لما فعله (نهاية عام 2008)». يرغب الإسرائيليون كثيراً في عرض إنجازاتهم في لبنان، وهم يتحدّثون عن الـDahiazation، أو عقيدة الضاحية، حيث يصرّون على التأكيد للغربيين وللعرب أن عمليات ضرب الضاحية كانت دقيقة وجرى تدمير كل البنى التحتية في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، وشلّت كل مرافق قيادة حزب الله ومواقعه العلنية ومقارّ عمله السرية، وبنى مؤسساته، إلا أنه لا أحد منهم أجاب عن سؤال «إذا كانت الـDahiazation ناجحة إلى هذا الحد، فلماذا انتهى بنك الأهداف الإسرائيلي بعد ثلاثة أيام من بدء الحرب، بينما تواصلت الحرب وعمليات حزب الله ومقاومته وقدرته على القيادة والسيطرة حتى خمسة أسابيع؟». الإسرائيليون يشيدون بعقيدة الضاحية بصفتها حرب تدمير شاملة لمنطقة كاملة، وهي برأيهم تكفي لدفع حزب الله إلى التفكير مرات عدة قبل الشروع في أي عمل أمني أو عسكري ضدهم، وهم يعتقدون أن التهديد (وعيداً وتلويحاً أو صدقاً وتنبيهاً) سيدفع اللبنانيين المتعاطفين أو الأصدقاء أو الراغبين في علاقات حسن جوار مع العدو إلى الخوف والضغط على حزب الله بشتى السبل لشلّ يده، وخاصة أن الإسرائيليين يؤكدون لأصدقائهم اللبنانيين في كل حين أن لدى الحزب تجهيزات وتقنيات متطورة هذه المرة أكثر من عام 2006، وهو يعتمد تسلحاً مختلفاً كثيراً عما اعتمده في الماضي. وفي إطار ضخّ المعلومات بهدف إيجاد آليات مدنية معارضة، يقول الإسرائيليون إن حزب الله قد أخلى المناطق غير المأهولة في الجنوب، وتخلّى عن عمله العسكري والأمني فيها، وخاصة في منطقة عمل قوات اليونيفيل جنوبي الليطاني لمصلحة العمل داخل القرى وبين المدنيين، وهو يخطط لاختراق الحدود إذا ما وقعت الحرب، منبّهين إلى أن ما نشر في موقع «ديبكا» الإسرائيلي في هذا المجال يفتقر إلى الصدقيّة، وأن اختراق الحدود قد يحصل في بعض النقاط لأسباب تكتيكية محدودة. عقيدة الضاحية أو Dahiazation، أو الضوحنة بالعربية تطرح على طاولات الاجتماعات الدولية بصفتها خياراً حربياً إسرائيلياً، وكذلك رد فعل الجيش الإسرائيلي على أعمال المقاومة وأسرها لجنود العدو أو تهديدها للأمن القومي الإسرائيلي. ويقول الخبراء والمختصّون الإسرائيليون لنظرائهم في العالم إن الضوحنة هو الخيار الذي سيعتمد في الجولة المقبلة مع حزب الله، لكنه سيشمل كل البنى التحتية في لبنان. لخدعة الأكبر في هذا الكلام أو التضليل النظري هي أن ما جرى في الضاحية الجنوبية في حرب تموز عام 2006 هو عملية تدمير تقنية لبعض مراكز قيادة المقاومة ومؤسسات تابعة لحزب الله والجسور والبنى التحتية في أغلب المناطق اللبنانية، لكن فقط في الأيام الثلاثة الأولى، وما أكسب الجيش الإسرائيلي فكرة الضوحنة هو ما أعقب الأيام الثلاثة الأولى للحرب حيث بدأ الطيران الإسرائيلي بتدمير شامل لأحياء في الضاحية الجنوبية ومناطق وقرى بكاملها في الجنوب، وهو ما أطلق العنان للفكر الحربي الإسرائيلي بتغليف العجز عن تحقيق النصر الكامل عبر استخدام سلاح الطيران إلى تسمية عملية التدمير الشاملة باسم «علب الرمل» أولاً على اعتبار أن الطيران الإسرائيلي حوّل قرى في الجنوب إلى علب من الرمل والركام، ثم إطلاق تسمية عقيدة الضاحية بعدما ركز الطيران الإسرائيلي عملياته التدميرية على أحياء الضاحية الجنوبية ومحا شوارع كاملة من الوجود. وبالتالي، فإن التهديد بتطبيق الضوحنة على كل البنى التحتية في لبنان يعني عملية تدمير شاملة لكل لبنان، لا للبنى التحتية فقط، وخاصة أن ما امتنع الجيش الإسرائيلي عن تدميره من بنى تحتية في حرب عام 2006 بطلب من الحكومة الأميركية لم يتعدّ بعض المرافق الرئيسية من ماء وكهرباء وهاتف، وبعض المناطق اللبنانية المحددة، بينما ضرب قرى وجسوراً وطرقاً وشبكات خلوية ومواقع بث تلفزيونية وشبكات الرادار ومواقع إرسال لاسلكية والمنائر ومواقع عسكرية تابعة للجيش وغيرها. كل الرهان الإسرائيلي كان وربما لا يزال إلى اللحظة على سياسة طويلة النفس تجاه سوريا تنفذها الولايات المتحدة لفتح أقنية حوارية متعددة مع دمشق، وجذبها نحو الوسط، بعدما التصقت سوريا طيلة 30 سنة في علاقة عميقة مع إيران، وأصبحت دمشق دون طهران مجرد عاصمة عربية، بينما هي بالتحالف مع طهران عاصمة إقليمية رئيسية وقوية في مواجهة (العرب) الآخرين. هذا الرهان الإسرائيلي يعتمد على التقارب السعودي السوري من جهة، والتقارب التركي السوري من جهة أخرى، ما يمكن أن يعطي العاصمة السورية فرصة إيجاد دور لها في المنطقة بمعزل عن طهران، ويفتح أمامها أبواب التجارة والأعمال ويعوض ما ستخسره نتيجة برود محتمل في موقفها تجاه عاصمة الثورة الإسلامية. ولا شك في أن أصحاب هذه النظريات يصابون بالإحباط حين يشاهدون بشار الأسد، الذي يرتدي ربطة العنق ويتحدث الإنكليزية بطلاقة، يتوسط الرئيس الإيراني أحمدي نجاد والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. إلا أن الطموحات الإسرائيلية والأميركية بفتح أقنية حوارية مع دمشق لن تتوقف بعد عشاء يجمع القادة الثلاثة، بل قد تكون خطة عمل لمرحلة تمتد حتى نهاية العام الجاري على الأقل. لا يتوقع الإسرائيليون الحرب، إلا أن أكثر مستشاريهم تطرفاً وعنفاً قد يقولون إن «الحرب هذه المرة مع العرب مختلفة عن السابق، فهي المرة الأولى التي يمتلك فيها عدونا قدرة على ضربنا بالصواريخ بكميات، كبيرة مهما كانت إسرائيل لامعة في المواجهات». ولتغيير قواعد اللعبة، فإن «على دولتنا أن تقول إنها لن تسمح بإرهاب المدنيّين عندنا، وستقوم بأي شيء لمنعكم، وسيكون الهدف هو كل سوريا ولبنان، وليس فقط الجيش السوري وحزب الله». هكذا يتحدث المستشارون المتطرفون، ويضيفون بأسى، راغبين في أن يسمعهم أصدقاؤهم اللبنانيون بشدة «إن دولتنا تعتقد بأن زمن استقلالية لبنان قد انتهى، والفرصة التي مثّلتها قوى 14 آذار لم تعد على الطاولة، وهيمن حزب الله وسوريا على لبنان، وهذا يعني أن ما كان يمكن أن يمنع إسرائيل من تدمير لبنان قد انتهى، والأمل الذي مثّله (رئيس الحكومة السابق فؤاد) السنيورة قد انتهى». ويختم هذا المستشار المتطرف حديثه بالقول إن «سوريا وإيران تشنّان الحرب على إسرائيل عبر لبنان، وسيكون من المفاجئ لي ألا تُدخل إسرائيل سوريا، إضافة إلى حزب الله، ضمن الحرب المقبلة». ويبخس القريبون من أجهزة الأمن الإسرائيلية والقيادات العسكرية قدرات حزب الله، ويبدون اقتناعهم بأن في دمشق من لا يزال يقول للأسد «لا تلعب بالنار ولا تقاتل إسرائيل»، رغم أن هناك من كان يعتقد بأنه كان على سوريا المشاركة في حرب عام 2006، ويضيفون أن «حزب الله منذ عام 2006 لم يسجل أي إنجازات، وهذا من قدرات الردع الإسرائيلية التي فرضت نفسها، ونحن اليوم قادرون على الضرب عبر السير على الأرض لا فقط من السماء، وحزب الله لم يتمكن من الرد على مقتل قائده العسكري عماد مغنية، وهو حاول، وإن كنت أوافق على أنه لم يحاول بجدية، لكنه لم يتمكن وعلى دفعات عدة من الحصول على الثأر، والبديل الذي عيّنه حزب الله في قيادة القوات العسكرية لا يبدو أنه لامع». إلا أن أحد الاختصاصيين الإسرائيليين يتدخّل معترضاً على موقف المقرّبين من الأمن والعسكر «نحن ضربنا غزة، لكن لم نصل إلى شيء، والأمر نفسه كان قد حصل مع حزب الله، فبماذا تعدوننا؟ نضربهم مجدداً، لكننا لن نصل إلى مكان؟»، فيسكته أحد الأكثر تطرفاً «وهل ندع أمن مجتمعنا الإسرائيلي تحت رحمة الإرهابيين؟ هذه المرة سنضرب كل الأهداف وكل لبنان». بينما يوازن أحد المستشارين المعتدلين النقاش «خلال أربعين عاماً كان كل ما طلبناه من حكومة لبنان هو السلام والهدوء ولم نحصل على شيء». اللبنانيون الذين يلتقون بالإسرائيليين والأميركيين في المحافل الدولية عادة ما يقدمون قراءات مكرّرة للوضع في البلاد، ودائماً بحسب رغبات هؤلاء في بث دعاية تؤدي في النهاية إلى التأثير في مراكز القرار الأميركية والإسرائيلية، ويبدأون دائماً من مقتل رفيق الحريري اغتيالاً، كأن هذه النقطة هي بداية التاريخ بين لبنان والولايات المتحدة، والأميركيون الذين ينظرون اليوم بعين الشك إلى هؤلاء اللبنانيين لا يقيمون كبير وزن لكل الكلام المكرر، وخاصة أنهم قدموا كل الدعم لقوى 14 آذار، وانتظروا منها حراكاً مختلفاً بعد تناول ممثليها الطعام على طاولة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس خلال حرب تموز، إلا أن الاستنتاج الأخير الذي وصل إليه الأميركيون هو أن هذه القوى ولدت شبه ميتة، ولواشنطن في المعارضة العراقية (في عهد صدام حسين) خير مثال على حلفاء من هذا النوع. المنطق اللبناني الذي يقدمه بعض من يلتقي بالإسرائيليين حول العالم هو باختصار أن البلاد نهب للصراعات الإقليمية، وحزب الله اجتاح لبنان وفرض نفسه في السياسة اللبنانية بقوة السلاح وأخذ البلد رهينة معه، ولذلك على الإسرائيليين والأميركيين أن يوقفوا الأمر عبر ضرب حزب الله وتجريد المقاومة من سلاحها ومنع سوريا من التدخل في لبنان ووقف تدفق المال الإيراني، وبالتالي فإن المطلوب هو تدخل إقليمي ودولي لوقف التدخل الإقليمي والدولي. كذلك فإن في منطق هؤلاء اللبنانيين ما يفيد صراحة بأن سلاح الفلسطينيين في لبنان ليس موضوع نقاش، لسبب بسيط، «هو سلاح السنّة في مواجهة سلاح الشيعة، ويوم تجرّدون حزب الله من سلاحه فلا مانع من تجريد الفلسطينيين أيضاً من أسلحتهم». إلا أن أشد ما يثير اعتراض هؤلاء اللبنانيين في المحافل الدولية أمام «أصدقائهم الأميركيين والإسرائيليين» هو التهديدات المتواصلة بأنه «إذا أخطأت قراءتنا ووقعت الحرب، فإن العقاب سيكون شاملاً على كل لبنان وسندمّر كل البنى التحتية على نمط Dahaization»، إذ إن اللبنانيين سرعان ما يقولون «ولكن عاقبوا حزب الله والضاحية، لماذا تصرّون على معاقبة كل لبنان؟». ولسان هؤلاء اللبنانيين في النقاش مع الإسرائيليين، برعاية أميركية، يقول «إن قوى 14 آذار ارتضت التسوية القائمة حالياً في لبنان مؤقتاً، وهي تنتظر تغيّرات في المنطقة حتى تعود إلى مواقعها الطبيعية». وبعض اللبنانيين يصلون في رهاناتهم إلى التطلع نحو العراق والانتخابات الجارية هناك، وانتظار انسحاب أميركي من العراق حتى تتمكن الولايات المتحدة من ضرب إيران بحرية أكبر، وعندها في ذهنهم أن تقوم إسرائيل بضربة استباقية للمقاومة في بلادهم. يبدي بعض الأشد تطرفاً من الإسرائيليين أسفهم لأن «المتطرفين العرب يملكون تكتيكاً لما يسمّونه مقاومة لا تستطيع إسرائيل التعامل معه، من إطلاق صواريخ وضرب المدنيين والاختباء بين المدنيين. ولهذا فإن نسبة الخطأ في إشعال حرب كبيرة جداً، وخاصة إذا ما قامت تل أبيب برد على ضربة أو بضربة استباقية»، ولهذا فإن معاقبة كل لبنان، في حال نشوب حرب، تبدو بنظر هؤلاء المتطرفين ضرورة عسكرية لأن المقاومة ـــــ بحسب هذا المنطق ـــــ موجودة بين الناس. ووفق المعنيين أنفسهم، فإن إسرائيل ستقوم سلفاً بجرائم حرب، «حين تتعرض إسرائيل لعشرات آلاف الصواريخ، فإن على إسرائيل أن تظهر للعالم العربي أن إدخال مواطنيها في الحرب هو أمر ستمنعه بأي طريقة. وبغضّ النظر عما نفعله، فإن الآخرين سيعدّون حركتنا جريمة حرب، وإذا كان هناك من يعتقد بأن تقرير غولدستون سيمنع إسرائيل من الدفاع عن نفسها بقوة شديدة، فإنه يرتكب خطأً في الحسابات الاستراتيجية. والملف الإيراني اليوم أخطر من الملف العربي، وعلينا أن نستعدّ دائماً لتنفيذ ضربة عسكرية، ليس بالضرورة أن ننفذها، لكن بالضرورة أن نكون مستعدين لتنفيذها». يختم هؤلاء المتطرفون بأنه «إذا نظرت إلى الشرق الأوسط من وجهة نظر إسرائيل، فإن عليك أن تكون دائماً مستعداً للحرب». عقيدة الضاحية هي الحلّ في رأي الإسرائيليين، أو خشبة الخلاص للبنان نفسه، «الخطيئة الأصلية هي في سماح دولة مركزية لمجموعات بالعمل من داخل أراضيها ضد دولة إسرائيل»، يقول أحد المعتدلين الإسرائيليين. «منظمة التحرير الفلسطينية كانت تعمل من داخل الأراضي اللبنانية، واضطرت إسرائيل إلى التدخل والقيام بردة فعل (أي اجتياح لبنان واحتلاله عام 1982)، ولا يمكننا أن نكون لطفاء مع الراديكاليين، بل علينا إفهامهم أن عملهم كلفته عالية جداً». ويرى أحد المعتدلين الإسرائيليين أن دولته «لا تريد من اللبنانيين القيام بالعمل القذر بدلاً منها عبر تصفية حزب الله، على الإطلاق، بل نحن نعتقد أن هذا واجب اللبنانيين، وإن لم يتمكنوا من القيام بواجبهم، فخيار Dahiazation هو أمامنا». إلا أن من يأتون من وزارة الدفاع الأميركية يتحدثون ـــــ بصلفهم المعتاد ـــــ بمنطق أبعد من نظرائهم الإسرائيليين، فهم يتحدثون عن نقاط التقاطع بين التوترات في العالم، وهذه النقاط تتلخص في كلمة واحدة «طهران». ويضيفون أنه إذا أراد الرئيس الأميركي باراك أوباما «ضرب مركز نقاط التوتر، فإن ذلك سيكون بأيدٍ أميركية فقط، ولن تتدخل إسرائيل ولا غيرها في الأمر، ونحن نعلم أن طهران كما حزب الله ليسا انتحاريين. وبالتالي، في ظل منعنا للمشاركة الإسرائيلية، سيمتنع حزب الله عن الرد على ضرب إيران. وفي النهاية، فإن اللعبة ليست بين تل أبيب وحزب الله، بل بين آيات الله والإدارة الأميركية». - __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |