شهر الرحمة تحوله السياسة إلى نقمة ... العيد مثالاً

[محروم.كوم]

حجة الاجتهاد والتعددية الفقية لا علاقة له بما يحدث منذ سنوات في بلدنا لا من قريب ولا من بعيد، فما يحدث هو مهزلة بكل المقاييس والأكثر أسى أننا نحاول أن نغطي على هذه المهزلة بمحاولة جر القرص لنار الاجتهاد البابالكبير عند الطائفة وهذا لعمري خطأ كبير وكبير جداً.

أنا منطقياً وعقلياً لا اعتقد أن هذا الشهر العظيم كتب له أن يكون شهر الخلاف وشهر التناحر وشهر القتال بين أبناء البيت البيت الواحد فضلاً عن القرية الواحدة، هذا الشهر أصبح من أكثر الشهور فوضى في حياتنا، وسيبقى السؤال لماذا عجز الشيعة والسنة عن إيجاد آلية موحدة لظاهرة كونية (حركة القمر) على الرغم أن حساباتها الفلكية لا تخطأ أبداً زإنما يبدأ الخلاف حين يتدخل علماء الأمة كل يدلي برايه في فهم تحديد بداية الشهر ، هل الدين بهذا التعقيد؟؟ هل تعجز أمة المليار مسلم عن تحديد آلية تكون لاولنا ولآخرنا خيراً ، دعاء العيد يحثنا على ذلك " الذي جعلته للمسلمين عيداً " ولم يقل الذي جعلته لي عيداً مما يدل أن العيد يجب أن يكون عيداً واحد

إن الأمة التي تعجز أن توحد قياداتها بمختلف مشاربهم جماهيرها عن تحديد يوم في السنة هي امة أعجز من أن تكون قادرة على قيادة جماهيرها لمشاريع أكبر

لماذا لا يعمل العلماء كل العلماء على فتح باب حوار صادق ومخلص لتخليصنا من هذا النكد وهذه الفرقة

عقلاً بالتأكيد أن الهلال لا يخرج من المحاق ألف مرة وبالتاكيد أن يوم العيد كيوم كوني هو يوم واحد وأن أحد الاطراف لا بد وان يكون مخطئً لا يمكن أن يكون اليوم هو اليوم الأول من الشهر وغداً هو اليوم الأول وكلاهما صحيح فلماذا كل هذا الإصرار على أن تجعلوا من باب الأجتهاد والتعددية عنواناً للفشل الذريع الذي نعيشه

حرام والله وحرام هذا الوضع إنها السياسة التي قادتنا إلى ان نتلاعب بكل القيم في سبيل إثبات الذات الفانية المتهالكة


باب الأجتهاد والتعددية باب عظيم ودليل حيوية لكن نحن نوظفه في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ وللهدف الخطأ

باب الاجتهاد باب يحترم العقل لا يحتقره وما يحدث في العيد هو احتقار للعقل الذي أجله الله وقال له بك أثيب وبك أعاقب

وإن محاولة تحسبن صورة هذا الخلاف البشع من خلال الزج به تحت عنوان اختلاف أمتي رحمة فإنها محاولة يائسة بائسة لا تنم إلا عن جهلنا بابسط مبادئ فهم معنى الاختلاف المعني في الحديث


وأنا اقول بصراحة إذا كان الاجتهاد معناه التشرذم الخلاف والفرقة كما هو حاصل في البيت الواحد اليوم فلا خير فيه وأنا مؤمن ومتيقن أن ديننا وعقيدتنا ومذهبنا أعز واجل من أن يفتح باباً فيه هلاك أمته وأتباعه


نقسم عليك بالله أن لا تحولوا خلافاتكم السياسية إلى فتنة دينية واحفظوا ماء وجوهنا مع إطلالة كل شهر رمضان أو شوال فقد عجزنا وتعبنا هذا النكد السياسي النتغلف بغلاف الدين


__DEFINE_LIKE_SHARE__