استمرّت الفتوحات الإسلاميّة والدّعوة إلى الإسلام حتّى بعد وفاة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، فبعد فترةٍ ليست بالطويلة من وفاته بحوالي العشرين سنةٍ، دخل الإسلامُ إلى الصّين عن طريق الصّحابي سعدٍ بن أبي وقّاص والّذي كان ذاهباً في بعثةٍ نظّمها الخليفة الثّالث عثمان بن عفّان عام 651م؛ حيث كانت تجمع العرب والصّينيّين علاقاتٌ تجاريّةٌ من قبل الإسلام.
ترجِع علاقة الصين والعرب إلى فترة طويلة قبل الإسلام، فقد كان العرب يسافرون إلى بلاد السند والهند الصين حالياً طلباً للتّجارة وجلب التَّوابل المختلفة والعطور والأقمشة الفاخرة، وقد دخل الإسلام إلى الصين عن طريق مِحورين رئيسين؛ وهما المِحور البرِي من الغرب، وتمثَّل ذلك في فتح تركستان الشرقيَّة في عصر الدولة الأُموية، حيث وصلت الغزوات إلى كاشغر، أي الحدود الغربيَّة للصين، وكان لِطريق التِّجارة والقوافِل بين الصين وغرب آسيا دور كبير في انتشار الإسلام، أمّا المحور الثاني فهو المحور البحريّ، وكان ذلك في نهاية عهد الخلفاء الرّاشدين، حيث وصل الإسلام إلى شرقي الصين، وقد وصل أول مبعوث مُسلِم إلى الصين سنة 21هـ، ثم توالت البعثات الإسلاميّة والدبلوماسيّة والتِجارية إليها، وانتشر الإسلام داخلها عن طريق المراكز السَّاحلية.
عدد المسلمون في الصين
يبلغ عدد المسلمين المنتشرين في مختلف المدن الصينية ما يقارب 120 مليون مسلم، والذين تمكنوا من الاندماج في المجتمع الصيني خلال فترة الحكم المغولي في الصين وحتى الآن، وعلى الرغم من اندماج العرب المسلمين في الصين مع كافة فئات وشرائح والديانات المختلفة المنتشرة في المجتمع الصيني إلا أنهم تمكنوا من المحافظة على العادات والتقاليد الإسلاميّة والتمسك بشرائع الدين الإسلامي، الأمر الذي ساعدهم في تولي مناصب عالية ومهمة في عهد الدولة المغوليّة، بالإضافة إلى الظهور والانتشار السريع للفن الإسلاميّ في الصين، وحرص المسلمين على تثبيت أنفسهم في مختلف مناطق الصين من خلال المصاهرة من الأسر المسلمة في الصين من الصينيين والعرب وغيرهم من الأجانب.
__DEFINE_LIKE_SHARE__