الشيخ المقداد يرد بخطاب المتشرع الحريص على خطاب التأزيم والحزبية الضيق للشيخ الديري

[محروم.كوم]

--------------------------------------------------------------------------------

الديري: لم نضع أقفالا على المساجد... والمقداد: لا نعارض الوقوف في وجهنا إذا كنا خطرا على الدين

الدير... أولى محطات الصدام بين «الوفاق» و«التحرك الجديد»

الوسط - محرر الشئون المحلية
شهدت قرية الدير، إحدى معاقل تيار جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، أولى محطات الصدام بين تيار «الوفاق» والتيار المحسوب على «التحرك الجديد»، إذ كانت القرية خلال الأسبوع الماضي محطا للتجاذبات السياسية بين أتباع التيارين، على خلفية منع أحد قيادي التحرك الجديد الشيخ عبدالجليل المقداد من الخطابة في الدير.

القضية بدأت حين عمد عدد من المحسوبين على «التحرك الجديد» إلى التقدم بطلب إلى مكتب أئمة الجماعة في الدير الأسبوع الماضي للسماح للشيخ المقداد بإلقاء خطبة بعد الصلاة، وقد جاء الرد على هذه الخطوة سريعا من قبل عضو كتلة الوفاق النائب الشيخ حمزة الديري الذي ردّ بالرفض، وقال في خطبته الأسبوع الماضي: «نحن في مكتب أئمة الجماعة ومن منطلق المسئولية الشرعية لا نملك الحق في اختيار إمام للصلاة بالناس من يحمل فكرا منحرفا عن الإسلام كأهل البدع أو أهل الملل والنحل الأخرى، ولا من لا نتيقن عدالته، وكذلك من يعمل على فصل الأمة عن مراجعها وقياداتها الدينية، سواء بقصد أو غير قصد ولا من يؤدي اختياره إلى حدوث فتنة في المجتمع وخلاف وشقاق».

وأضاف «من ينال من رموزنا وقياداتنا وأعني الشيخ عيسى قاسم والسيد عبدالله الغريفي بالتوهين والتشكيك ويعتبرهما قادة خط المسايرة وهو نعت يحمل الكثير من التخوين لا يسمح لنا التزامنا الديني بتقديمه للصلاة».
ومنذ يوم الجمعة الماضي، دأبت المنتديات الإلكترونية على تناقل ما حدث، كما لم يخل المشهد من تدخل شخصيات محسوبة على «التحرك الجديد» وإصدارها بيانات ساخنة تنتقد ما جاء في خطبة الديري، وفي خضم ذلك، عمد الديري في خطبته أمس (الجمعة) إلى احتواء الأمور تحسبا لتصعيدها.

الى ذلك قال الديري في تصريح لـ «الوسط»: «أشرت في خطبة الجمعة يوم أمس إلى أن الموضوع انتهى، ولا أريد الدخول في مهاترات، ولم أقصد الإساءة إلى أي طرف، ما عبرت عنه نابع من تكليفي الشرعي».

وأضاف الديري «لم نضع أقفالا على المساجد، لا نستطيع أن نمنع أي شخص من أن يؤدي تكليفه، ولكن لقاء الناس وإلقاء المحاضرات لم ينحصر في المساجد؛ فهناك الحسينيات والمجالس والساحات».

المقداد الذي التزم الصمت الأسبوع الماضي، قال في تصريح لـ«الوسط» أمس: «لم أشغل نفسي بهذا الأمر، ولا نريد لهذا الموضوع أن يضخم بأكثر من حجمه. علاقتي بالشيخ حمزة الديري إلى وقت قريب كانت علاقة جيدة، وأنا من الأشخاص الذين كنت متأسف على ابتعاد الشيخ الديري عن الساحة، لأني أرى فيه الثبات والصدق والغيرة والحمية على الدين».
وأضاف «لابد من إعطاء الآخرين مساحة هو أعطاها لنفسه، الديري في وقت من الأوقات أعطى لنفسه مساحة للنقد والتألم على الوضع، وأتمنى منه أن يعطي هذه المساحة للآخرين».وعما إذا سيتمسك «التحرك الجديد» بعقد لقاء مع أهالي الدير، قال المقداد: «لسنا مصرّين على الذهاب إلى الناس وكسب ودهم، لسنا خطّابا نود أن نكسب من نذهب إليهم، ولكنها مسئولية، وأية منطقة لا ترغب في استضافتنا فنحن نعتبره أمرا طبيعيا، نحن لسنا في مقام لكسب ود الآخرين، من قبلنا بقبول الحق كان بها، ومن لا يرغب فهو أمر راجع له».

وأضاف «إذا كان الشيخ الديري قد اتخذ هذا الموقف من منطلق تكليف شرعي، وأن التحرك الجديد يمثل خطرا على الدين لا بأس أن يقف في وجهنا».
وعما إذا سيؤدي ما حدث في الدير إلى قطيعة مع الديري، علق المقداد بالقول «إذا كان بيننا طلاق فهو رجعي (أي يمكن التراجع عن الطلاق)، ونأمل أن تعود المياه إلى مجاريها».يذكر ان «التحرك الجديد» انطلق بعد اعتقال الناشط السياسي حسن مشيمع والشيخ محمد حبيب المقداد مطلع العام الجاري، وذلك بعد ان دعا كل من الناشط السياسي عبدالوهاب حسين والشيخ عبدالجليل المقداد الى اعتصام في النويدرات تخللته خطابات وتبادل آراء نتج عنها تشكيل هذا التحرك. غير ان التحرك الجديد لازال منفصلا عن حركة «حق» التي يتزعمها الناشط السياسي حسن مشيمع، ورغم ان هناك محاولات لدمج الحركتين الا ان تصريحات حسين ومشيمع تشير الى ان الاتجاهين بقيا منفصلين.
وقد أشار حسين في مقابلة مع احد المواقع الالكترونية حول علاقته بحركة «حق» قائلا: «حركة حق كيان منفصل عن التحرك الجديد، لها هويتها وأنشطتها ودورها في الساحة الوطنية، ولها مع التحرك الجديد تحالف استراتيجي وتعاون وثيق» .
وفي تصريح لـ «الوسط»، قال مشيمع عن علاقة حركته (حق)، بـ «التحرك الجديد» الذي يقوده حسين قائلا: «هم حركة مستقلة، والتحرك الجديد عبارة عن مؤسسة وليدة وتأسيسها وإدارتها سيكون مستقلا، التحرك الجديد وحركة حق يجمعهما توافق في المنهج والمبادئ والأهداف الاستراتيجية». __DEFINE_LIKE_SHARE__