|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم اليناقصص و روايات تهتم بالقصص المنقوله وقصص الاعضاء الطويلة والقصيرة |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |
من الواقع أم بلا مشاعر آخر تحديث:الثلاثاء ,09/06/2009 مريم راشد يا بنات أعرفكم بكلثم رفيقة الدراسة، هكذا عرفتنا أمل بالفتاة الجديدة التي انضمت إلينا، سمعت صوتها فقط عندما ألقت السلام علينا ثم جلست تسمعنا من دون أن تعلق على أي موضوع. نظرة عينيها حزينة تائهة كأنها في عالم آخر. إن وجهنا إليها سؤالا تجيب وان لم نسألها لا تشاركنا في الحديث. ترتدي قفازين لم تخلعهما مع أنها ليست منقبة ولا محجبة. أثارت اهتمامي وشعرت بأنها تخفي سراً. فاتصلت مساء بأمل أسألها، من أين تعرفها فأجابت منذ أيام الدراسة، لكنني لم أكلمها قط، فقصتها قصة تلك المسكينة، لقد ظلمناها جدا في الماضي وأنا الآن أحاول أن أعوض عن تصرفي معها وحكمي السيئ عليها، لماذا؟ هيا أخبريني، كانت في المدرسة لا تكلم أحداً، منطوية منغلقة على نفسها، وبعد وقت لم أعد أراها، فعلمت أنها طُردت لكنني لم أعرف لماذا إلى أن التقيت بها مصادفة منذ فترة وعرفتني هي فجلسنا، وسألتها أين كانت تلك الأعوام، ولماذا تم طردها؟ فأخبرتني ما حصل تفصيلياً، قالت لي إن والدها المسكين تزوج من سيدة عربية لم تنجب غيرها فكانت فرحته وسلوته، وهي تعلقت به جدا لا سيما انها لا تشعر بالحب والعاطفة إلا منه، فوالدتها لا تحب أحد إلا نفسها، كانت فقط تجلس مع بضع نساء من جيرانها تحتسي القهوة وتدخن، تثرثر وتتكلم على الهاتف ناسية زوجها العاجز وابنتها الصغيرة من دون طعام أو اهتمام. كانت تنسى أن تبدل لها ملابسها قبل النوم، وتلعب وتخرج بها، إلى أن ذهبت إلى المدرسة وأرسلن بطلبها ليقلن لها إن القمل قد ملأ شعرها ولا يستطعن أن يستقبلنها قبل علاجها منه حتى لا تنتقل العدوى إلى زميلاتها. كانت أول غلطة بالنسبة لهن فقد سمعن فرماناً طويلاً عريضاً وقاموساً جديداً من الاهانات ابتدعته هي، أما كلثم فكانت تختفي خجلاً منا وقهرا من والدتها وتصرفاتها. كانت تكرهها وتكره ظلمها لها وتحكمها بها ، فقد كانت ظالمة فعلا. كل من بالمدرسة يعرفها من كثرة مشاكلها مع الإدارة والمدرسات. كان لسانها سليطاً وكلامهاً مبتذلاً ورخيصاً. كنا نختبئ عندما نراها قادمة بكل ثقل جسدها ووجهها العابس والشرر يتطاير من عينيها. فكانت تبدأ بالإهانات من البوابة لحين دخولها إلى مكتب الناظرة، إن طلبوا منها درهم للقرطاسية أو أي شيء غير الذي دفعته في بداية العام الدراسي تثور، تهدد وتتوعد، إلى أن طفح الكيل بهم فتم طرد كلثم نهائيا من المدرسة حينها، بلغت ثورتها حدا لا يوصف وكان تصرفها غير مسبوق ومفاجئ، إذ إنه لم يقتصر على الاهانات الشخصية والتجريح بل تعداها تلك المرة إلى الضرب، فقد هجمت على الناظرة وصفعتها على وجهها، ثم أمسكتها من شعرها ووضعتها أرضا كمصارعة متمرسة، فأخذت المسكينة تصرخ وتطلب النجدة، وأسرع الجميع لنجدتها وطلبن الشرطة، فتم جرها إلى المركز بالقوة بعد أن كبلوا يديها، فزادت من شتائمها إلى أن دخلت مكتب الضابط الذي صرخ بها قائلا.. احترمي المكان الموجودة به، توقفي عن الشتائم والسباب والصراخ وإلا سأحجزك هنا ولن يستطيع أن يخرجك أحد، عندها خافت وبدأت بالبكاء وتمثيل دور الضحية، وأخذت تحلف بأغلظ الإيمان أنها مظلومة. قال لا تتكلمي قبل أن أطلب منك، لكنها تجاهلته وواصلت كلامها وهي تنوح ظنا منها أنها ستنال عطفه وتمتص غضبه، فما كان منه إلا أن طلب من الشرطية المنتظرة على بابه أن تأخذها إلى الغرفة الأخرى ريثما تهدأ، وبعد ساعة أتوا بها إليه فسألها هل هدأت أعصابك الآن لنتكلم ونعرف لماذا تصرفت هكذا؟ فأجابت إنها ثارت بسبب طرد ابنتها التعسفي، فأجابها لكن السيدة الناظرة أخبرتني بأنها ليست المرة الأولى التي تثورين بها هكذا، وأنها لا تستطيع أن تحتمل إهانتك وكلامك الجارح لها بعد الآن وقد قدمت شكوى قدح وذم بحقك، فأجابته بانفعال وصراخ، إنها كاذبة تلك المرأة وهي ليست مؤهلة لتربية الطالبات، قال لا تزيدي من تهمك فقد سألنا المدّرسات وأكدن كلامها، والطالبات شهدن معها ضدك، جميعهن كاذبات وأنت الصادقة؟ قالت نعم فالمدرسات والطالبات يخفن منها، قال وابنتك؟ صمتت ونظرت إليه قائلة ما بها ابنتي؟ قال هي أيضا أخبرتنا بأن السيدة الناظرة على حق وهنا كانت كمن رش الملح على الجرح فجنّ جنونها وهددت قائلة سأقتلها تلك الابنة العاقة، وأخذت تحلف وتتوعد بأنها ستكسر عظامها قال لن تستطيعي أن تفعلي شيئا بها لأنها هي أيضا طلبت أن نحميها ووالدها العجوز منك، وهذا ما سنفعله لأنك كما يبدو لست أهلا لأن تكوني أما لها. عندها وبردة فعل غير مسبوقة وتحصل للمرة الأولى بتاريخ الشرطة قفزت تلك السيدة من كرسيها لتمسكه من رقبته وتريد أن تخنقه، وأخذت تقول لست انت من يقرر أفهمت، لم يكن جاهزا لأي شيء من هذا النوع إطلاقا فلم يكن يتوقع للحظة إنها ستتهجم عليه وتحاول خنقه في المركز وفي مكتبه، صحيح أنه أمسك بها بطريقته التي لطالما تدرب عليها، ولم يكن يفكر انه سيستعملها يوما وخاصة مع امرأة بسن والدته، كان الغضب يعميه والصدمة تتملكه، صرخ للشرطي الذي دخل ووجده مكبلا يديها إلى الخلف واضعا رأسها على المكتب وقال له خذها من هنا، وضعها في سجن انفرادي فهي مؤذية وشرسة، ثم جلس على كرسيه وبعد دقائق بدأ يضحك وهو يقول مستحيل، لا أصدق أن هذا حصل معي، هذه المرأة مجنونة فعلا أعان الله ابنتها وزوجها، ثم طلب من أحدهم أن يذهب إلى منزلها ويطلب منهما أن يحضرا إليه، وهكذا صار فرأى رجلا نحيفا يمسك عصا يتعكز عليها، ويجر قدميه جراً، وفتاة لم تتخط الثالثة عشرة من عمرها تمسكه بيده الأخرى، طلب منهما الجلوس، وبدأ يسأل الزوج.. قل لي الوالد هل علمت بما فعلته زوجتك في المدرسة، فنظر إليه بعينيه الغائرتين وهز رأسه قائلا نعم يا ولدي علمت بالأمر من ابنتي، لكن ماذا أفعل فأنا لا أجرؤ على الكلام معها لأنها في المرة الأخيرة التي حاولت بها الدفاع عن ابنتي كان نصيبي الضرب ثم دفعتني بقوة، لأقع على الأرض حيث انكسر وركي ويدي، وأنا منذ عام ونصف العام لا أستطيع السير من دون العصا، ولولا أن الله سبحانه وتعالى تلطف بي ووهبني ابنتي المسكينة لكنت ميتا الآن فهي من كانت تأتيني بالطعام الذي تحرمه عن نفسها من أجلي، فسأله الضابط: وكم عمرك الآن؟ صمت وهز رأسه بحزن قائلاً: لن تصدق إن قلت لك، ابتسم الضابط قائلا جربني قال انا في الثامنة والستين، حدّق به الأخير وقال مستحيل لقد اعتقدت أنك قد تخطيت الثمانين قال لذا قلت لك بأنك لن تصدقني فهذه السيدة سلبت كل شيء مني، بدءا من رجولتي، مرورا بكرامتي، وصولا إلى صحتي وقوتي، حتى انا لم أعد أعرف نفسي عندما أنظر في المرآة. أجابه ولماذا تركت الأمور تصل إلى هذا الحد أجابه انا يا بني كنت أعمل فيما مضى في صيد السمك، فتعرفت إلى رجل يملك سفينة كبيرة للشحن وعرض علي مبلغا محترما من المال لأعمل عنده فقلت في نفسي لما لا، هكذا أجوب العالم، وأرى مدناً كثيرة فلا شيء يربطني باليابسة إلا شقيقي المتزوج الذي لم أكن أراه إلا في المناسبات، حتى لا أزعج زوجته أو تشعر بأنني عالة أو عبء عليها، وشقيقة تزوجت وسكنت في العين مع زوجها، وهكذا عشت حياتي متنقلا بين بلد وآخر، أعيش أشهراً في البحر وأياماً على اليابسة، والشباب يا بني يمر بسرعة غريبة فلم أشعر إلا وكنت قد أصبحت في الثانية والخمسين عندما رست السفينة في بلد عربي، وجلست مع صديق كان يعمل معي، فسألني لماذا يا صديقي لم تتزوج. قلت لأنني لا أستطيع أن أسافر وأترك زوجة وأولادا ينتظرون عودتي بالأشهر، لكنك تستطيع إن تزوجت بفتاة من هذا البلد فهناك من هن فقيرات وينتظرن الزواج من شخص ميسور يقدم لهن حياة جيدة. قلت له هل تعرف احداً؟ أجاب طبعا هناك قريبة زوجتي فتاة في السابعة والعشرين، سنها مناسبة لك، فأنت لن تتزوج بفتاة أصغر من هذا العمر فهي ستتعبك، أما هذه فقد أصبحت ناضجة، ما رأيك.. قلت له على بركة الله وهكذا صار.. رأيت أمامي امرأة طويلة متينة وجهها لا بأس به تبتسم لي بخجل فأعجبتني واتكلنا على الله وتزوجتها. بقيت معها عشرة أيام عدت بعدها إلى السفينة لأبقى ستة أشهر قبل أن أصل إلى هنا وأجهز لها أوراق السفر، وبعد مرور أشهر حملت بابنتي فطرت من الفرح لكنها طيرت الفرح والنوم والراحة من حياتي منذ اليوم الأول، كنت كلما أطلب منها شيئا تبدأ بالصراخ لدرجة أن الجيران يسمعونها ويخرجون على صوتها وهي تهينني وتقول انا لست خادمة عندك فاسكت وأطلب منها أن تخفض صوتها كي لا تفضحنا لكنها كانت تزيد صراخها وقلة أدبها، فكنت أخجل واصمت درءاً للفضيحة حتى ركبت على ظهري وأصبحت لا أجرؤ على الكلام، ثم شعرت بتعب في قلبي بعد خمسة أعوام من زواجنا فكانت تتأفف من وضعي ومرضي وأنا لا حول لي ولا قوة، فكان يضيق نفسي عندما يتكاسل قلبي وتمتلئ رئتي بالماء، فأطلب الإسعاف، وتصور أنها كانت تمنعهم من الدخول، كانت تريدني أن أموت لكنهم كانوا يصرون بناء على طلبي، فأنا كنت أعرف انها ستمنعهم، وعندما كنت أعود من المستشفى كانت تدفعني الثمن غاليا، فكانت تضربني وانا أتكور وأتمنى الموت على تلك الحالة فكرامتي هدرت، ورجولتي وّلت. كنت قد أصبحت ضعيف البنية لا استطيع أن أدافع عن نفسي، ولا استطيع أن أقوم بأي مجهود كنت بحاجة لزراعة قلب فقلبي خذلني بعد أن وضعوا لي بطارية ليعمل ريثما نجد متبرعا، لكنني كنت أعلم بأن هذا الشيء لن يحصل، فسوف أموت من ورائها وليس من القلب، لكن الذي جعلني أصبر على ويلاتي ومصائبي معها هو ابنتي التي كانت هي “فشة خلقها” كنت أخاف عليها إذا مت، فالشيء الوحيد الذي كان يردها عن أذيتها هو تهديدي بأني سأحرمها من كل شيء وسأكتب كل ما أملك لجمعية خيرية بدورها تعطيها راتباً شهرياً باسمها فقط. لكن اعذرني الوالد على سؤالي لماذا لم تطلقها بعد كل هذا؟ أمسك عصاه بيديه الاثنتين ووضع رأسه بينهما كأنه يخفي بروز وجنتيه من نحافة وجهه، وقال من أجل ابنتي، فمن كان سيربيها، ويطعمها، فانا كما قلت لا أحد عندي، حتى شقيقي لم يعد يزورني بسببها فهي كانت تطرده عند الباب ولو كنت بصحة جيدة لكنت طلقتها وتزوجت غيرها، لكن من يضمن لي بأنها ستكون أفضل منها. صمت الضابط وقال لا أعرف ماذا أقول لك، لكن زوجتك متهمة بضرب وشتم السيدة الناظرة كما أنها حاولت قتلي هنا في المركز وهذه وحدها جناية، إنها امرأة خطرة عليكم وعلى المجتمع يجب أن يتم الكشف على سلامة عقلها في البداية ومن ثم إذا وجدت سليمة سوف تحاكم بتهم عدة قال زوجها إن الشيء الوحيد الذي فعلته ولم أندم عليه كان عدم إعطائها الجواز، لذلك إن طلقتها سيعيدونها إلى بلدها أليس كذلك؟ أجابه الضابط تستطيع أن تحول إقامتها على اسم ابنتها كي تبقى فقالت كلثم: لا أنا لا أريد ذلك، نظر إليها الضابط باستغراب وقال مهما كان هي أمك. تدحرجت دمعة على خد كلثم وأجابت بقهر. انظر يا حضرة الضابط خلعت قفازيها لتريه يديها المحروقتين بكل الأماكن بعقاب السجائر، ثم رفعت أكمام عباءتها لتريه عينة من آثار الجَلد التي لا تزال واضحة جدا وقالت المستور أعظم وان رأيت جسمي المشوه لفهمت معاناتي أكثر، وضع الضابط يده على عينيه وهو يقول أستغفر الله العظيم، كيف صمتت كل هذا الوقت ولم تشتك عليها. أجابت كنت أخاف أن تنتقم من والدي المسكين. يكفيه ما عانى منها، أما أنا فأحتمل الجَلد والحرق، أتوسل إليك دعوها ترحل فلتعد من حيث أتت أريد أن نرتاح والدي وانا من الضرب والصراخ. أريد أن أعيش معه لأهتم به من دون أن تمنعني من ذلك أريد أن أنام ملء جفوني من دون أن أخاف من أن تؤذيه خلال رقادي. إنها قادرة على كل شيء. ساعدونا يا سيدي واقتربت تريد تقبيل يديه، غاص قلبه بين ضلوعه حزنا عليهما، لكن القرار ليس بيده. صحيح انه قد تم تسفيرها تلك الأم العاقة بعد أن طلقها زوجها ورفضتها ابنتها إلا أنها تركت أثرا لا تمحيه الأيام ولا الأعوام من ذاكرة تلك الشابة الكئيبة وان نست فتشوهات جسدها باقية لتذكرها بامرأة ظالمة قاسية القلب فارغة المشاعر ولقب أم أطهر وأسمى من أن يطلق عليها. قصة مؤثرة..... يا حرااااااام..... عطوني راايكم .. __DEFINE_LIKE_SHARE__
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |