المشيمع من السنابس: رعاية الحقوق الزوجية تؤثر ايجابا على حركة المجتمع الحقوقية

[محروم.كوم]

تغطية خطبة المشيمع في مسجد الخضر (ع) بقرية السنابس

بعد صلاة العشاءين - ليلة الثلاثاء من كل أسبوع


ليلة الثلاثاء - الموافق 13/7/2009م





قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم { ولا تتمنُّوا ما فضَّل اللهُ بهِ بعضَكُم على بعضٍ للرجالِ نصيبٌ مما اكتسبُوا وللنساءِ نصيبٌ مما اكتسبنَ واسألوا اللهَ من فضلهِ إنَّ اللهَ كانَ بكلِّ شيءٍ عليما } النساء : 32، وقال تعالى: { ... ولهنُّ مثلُ الذي عليهنَّ .. } البقرة : 228، وقال تعالى: { إنَّ المسلمينَ والمسلماتِ والمؤمنينَ والمؤمناتِ والقانتينَ والقانتاتِ والصادقينَ والصادقاتِ والصابرينَ والصابراتِ والخاشعينَ والخاشعاتِ والمتصدقينَ والمتصدقاتِ والصائمينَ والصائماتِ والحافظينَ فروجهم والحافظاتِ والذاكرينَ اللهَ كثيراً والذاكراتِ أعدَّ اللهُ لهم مغفرةً وأجراً عظيما } الأحزاب : 35، وقال تعالى: { والمؤمنونَ والمؤمناتِ بعضُهم أولياءُ بعضٍ يأمرونَ بالمعروفِ وينهونَ عنِ المنكرِ ويقيمونَ الصلاةَ ويؤتونَ الزكاةَ ويُطيعونَ اللهَ ورسولهُ أولئكَ سيرحَمُهُمُ اللهُ إنَّ اللهَ عزيزٌ حكيم } التوبة : 71.



ركز سماحة الأستاذ حسن المشيمع في حديثه لهذه الليلة بمسجد الخضر (ع) في السنابس على الحقوق المتبادلة بين الرجل والمرأة وأهميتها بالنظر إلى أن الرجل والمرأة هما مكوِّن أساسي من مكونات المجتمع، ورأى أن رعاية تلك الحقوق من شأنها أن تؤسس لحركة اجتماعية فاعلة مؤكداً أنَّ تنمية الثقافة الحقوقية تبدأ من داخل الأسرة.

وحذَّر من اختلال العلاقة الزوجية بقوله أنه كلما كان هناك شيء سلبي في الركيزة الأساسية للمجتمع وهي الأسرة فسيعود ذلك بالسلب على حركة المجتمع داعيا إلى الالتزام والعمل بالحقوق المتبادلة بين الزوجين؛ فكما تريد أن تأخذ عليك أن تعطي في المقابل.

كما شدَّد على أن الدين قد جاء لإقرار المساواة للتأسيس لحالة التماسك في المجتمع والذي ينطلق من الأسرة لانطلاق حركة الحقوق في المجتمع الأوسع. وحرص على بيان أن هذا المفهوم لم يبق كنظرية بل مارسها وطبقها الرسول الأعظم (ص) كقيادة ربَّانية وبرغم انشغالاته ومسئولياته الرسالية الكبرى. مضيفا: كان من الأمور الأساسية في حركته ودعوته هو أن يخلق ويركز على البعد الإنساني في العلاقة بين الرجل والمرأة؛ فهما سينجبون الأولاد الذين يشكلون الأجيال الجديدة وكلما تكونت الأسرة بشكل صحيح انعكس ذلك إيجاباً على الأجيال القادمة.

ولفت المشيمع إلى مشكلة التأثر بالمفاهيم الدخيلة على الإسلام والفهم الخاطئ لبعض المفاهيم من قبيل مسألة أن المرأة خلقت من ضلع أعوج وبالتالي فهي لا تستقيم إلا بالضرب ومن ذلك الفهم أيضا الفهم غير الصحيح لقوامة الرجل على المرأة باعتبار أن ذلك يعد مبررا للتحكم بالمرأة واستعبادها، يقول الله سبحانه وتعالى: { الرجالُ قوَّامونَ على النساءِ بما فضَّلَ اللهُ بعضَهُم على بعضٍ وبما أنفقُوا مِن أموَالِهم .. } النساء : 34، وكذلك فهم قوله تعالى: { يا أيُّها الذينَ آمنُوا عليكُم أنفُسَكُم لا يَضُرُّكم من ضلَّ إذا اهتديتم ... } المائدة : 105، على أن معناه عدم الاكتراث والاهتمام بالآخرين.


سبب اهتمام الإسلام بالعلاقة بين الزوجين
قال سماحة الأستاذ المشيمع إن الإسلام اهتم بتحقيق وإشباع الرغبة الجنسية بين الزوجين بالطريقة الصحيحة والتي تحقق الانسجام والراحة بينهما وأوضح أن العلاقة الجنسية الصحيحة تفرز أبناء أسوياء وأكثر استقرارا من الناحية النفسية بينما العلاقة الجنسية المتعثرة تخلف أبناء مضطربين ويحملون مشاكل وعقد في أنفسهم. ولفت إلى أن العلاقة الجنسية بين الزوجين ليست علاقة حيوانية بل إنها تحتاج إلى انسجام بين الرجل والمرأة وبالتالي لا بدَّ من الحرص على مقدماتها كما تحدثت الروايات عن ذلك بما يعرف بالمداعبة قبل الجماع.

وتابع القول أنَّ على المرأة أن تطيع زوجها وأن تعرض نفسها عليه في كل ليلة، وهذا لا يتم إلا من خلال مقدمات بتهيئة الجو الملائم كاللباس المحبب لدى الزوج والرائحة الطيبة، وفي المقابل فإن الزوج أيضا معني بذلك بأن يتزيَّن ويتجمَّل لزوجته. وأكد أن العلاقة الصحيحة بين الزوجين تخلق مجتمعا صحيا متماسكا وتخلق انسجاما بين الطرفين يؤثر على تكوين الجنين في بطن ابنه وهو ما تؤكده الدراسات العلمية المتخصصة. وبين المشيمع بأن الكثير من مشاكل الطلاق التي تحدث هي بسبب عدم مراعاة الحقوق المتبادلة بين الزوجين، وانتقد ظهور الخلاف الزوجي أمام الأطفال مما يشكل عقدة في داخلهم وتنشأ معهم.

وختم المشيمع بالتأكيد على أهمية هذه الثقافة والتي تأتي لتوسيع دائرة المطالبة بالحقوق؛ فالظلم الواقع علينا اليوم لا يتم التصدي له من الجميع بل القلة هي التي تتصدى له، الكثيرون ليسوا على استعداد لأن يقدموا شيئا من أجل نيل حقوقهم، لكن إذا أدرك الإنسان أن هذه الثقافة هي من صلب الدين فسيحرص على التحرك باعتباره ذلك واجباً وتكليفا.

__DEFINE_LIKE_SHARE__