تبقى نظرتنا إلى كتاب الله تعالى ناقصة جزئيًا حتى تشمل كافة جوانب حياتنا، وحتى يدخل توجيه القرآن في كل جزئية، وفي كل ميدان، وفي كل فن.
ذلك التوجيه الذي أعنيه هو توجيه هداية وتنوير، نعرف من خلاله حكم ذلك الفن، وموقفنا منه وأخلاقنا فيه وكيف نتعامل معه، ومن خلاله، ويرسم لنا قواعد عامة، وضوابط وكليات جامعة شاملة، وأسس هامة ومبادئ رفيعة عالية في ذلك الميدان.
ولك أن تتصور إلى أي المستويات سنرتفع، وأي درجة سنبلغ، إذا توقفنا عند كل خطوة هامة مصيرية في حياتنا، لا نتجاوزها حتى نستهدي بهدي القرآن، ونستضيء بنوره، ليس في معرفة الحكم فحسب -كما هو غاية مطلب الكثير منا- بل إلى تلمس أسرار أخرى في المقدار الذي يحل ويحرم علينا، وإلى توجيه نفسي، وإيحاء شعوري، وما هو موقف الأفضلية؟، وما هو الأكمل والأرقى؟ لو فعلنا ذلك لبلغنا في العبودية ومراتب الكمال والتوفيق شأنًا عاليًا.