Normal0falsefalsefalseEN-USX-NONEAR-SAMicrosoftInternetExplorer4/* Style Definitions */table.MsoNormalTable{mso-style-name:"Table Normal";mso-tstyle-rowband-size:0;mso-tstyle-colband-size:0;mso-style-noshow:yes;mso-style-priority:99;mso-style-qformat:yes;mso-style-parent:"";mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt;mso-para-margin-top:0in;mso-para-margin-right:0in;mso-para-margin-bottom:10.0pt;mso-para-margin-left:0in;line-height:115%;mso-pagination:widow-orphan;font-size:11.0pt;font-family:"Calibri","sans-serif";mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin;mso-hansi-font-family:Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin;mso-bidi-font-family:Arial;mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}وجوه الثورة - لؤلؤة أوالالحريةُ لا تُعطى على دفعات ولا تقبل التجزئة، فالمرء إما أن يكون عبداً أو يكون حراً، لذا نجد من الناس من يقاوم العبودية وآخرون خاضعون ومستسلمون لها .عندما نتكلم عن الحريّات فنحن ننشد حرية السياسة والمعتقد والتعبير و... إلخ، فحينما نأتي لحرية السياسة في البحرين فإننا ملزمون أن نقول بأن من حق الناس أن تبدي آراءها بكل حرية وأن تسعى لتحقيق هذا الرأي وتغيير الأمور بالطرق الشرعية وغياب كلّ ذلك يعدّ استعبادٌ وظلمٌ للناس .هنا في البحرين- يُعاني من يقاوم تلك العبودية وذلك الظلم والاستبداد أنه يُقمع ويُعذّب ويُعتقل وربما يُغتال، كما في الضفة الأخرى يعاني من يستسلم للاستبداد ضياع حقّه والمذلّة في العيش وسرقة ثروات وطنه التي هي من حقّه وحقّ كل مواطن.ونموذجٌ على حالة (مقاومة العبودية) تلك العائلة المضحية الصابرة والتي أُبليت بلاءً حسناً في ظل نظام العصابة الخليفية هي عائلة عبدالهادي الخواجة، فالنظام استهدف هذه العائلة من زوج وزوجة وبنات وأحفاد وأصهار، وشرع بالتنكيل بهم واحداً تلو الآخر وعلى مختلف الأصعدة.فرب هذه الأسرة الحقوقي الكبير عبدالهادي الخواجة عندما كان عمره في مطلع العشرينات اضطر للهجرة، وفي بداية الثمانينات كان عرضة للاعتقال ففرّ مع عدد من المواطنين حفاظاً على سلامتهم، وبعد فترةٍ وجيزة تبيّن أنه غير مطلوب، ولكن عندما قرّر العودة وجد نفسه ممنوعاً من دخول وطنه.في عام 2001م وبعد إقرار حاكم البلاد الطاغية حمد عودة المهجَّرين والمُبعدين قرّر الخواجة العودة للبحرين والعمل في مجال حقوق الإنسان، فأسّس مع الحقوقي نبيل رجب وغيره من المواطنين (مركز البحرين لحقوق الإنسان)، وبطبيعة عمل عبدالهادي في المجال الحقوقي والعمل السياسي والاحتكاك بالسلطة ومجابهتها والاعتراض على انتهاكاتها أثناء اعتقال المواطنين، تعرّض الخواجة للعديد من الاعتقالات والمضايقات منها حل اعتقاله وتعذيبه وحلّ المؤسسة التي أسّسها (مركز البحرين لحقوق الإنسان) .وبسبب قيام الثورة في 14 فبراير 2011 تعرّض عبدالهادي الخواجة بعدها بشهرين للاعتقال والتعذيب في منزله، وانتزعت منه اعترافات وضُمّ لمجموعة الرموز الـ 13، بما فيهم أخيه الدكتور صلاح الخواجة، وتعرّض للمحاكمات الصورية وكان نصيبه حكم المؤبّد.كما شاركت كريمة الأستاذ عبدالهادي الخواجة معاناة زوجها، حيث تعرّضت الأستاذة خديجة الموسوي هي الأخرى للفصل التعسفي في مارس 2011 فترة الأحكام العرفية من عملها، حيث كانت تعمل في إحدى المدارس الخاصة.وأيضاً للخواجة أربع بنات وأكبرهن زينب، وقد تعرّضت زينب للاعتقال عدّة مرات وقضت فترة طويلة في السجن، كما تعرّضت للتعذيب خلال فترة اعتقالها، وهي مازالت تُحاكَم بعد تلفيق عدد من القضايا الكيدية في حقّها. ولم يسلم زوجها وافي الماجد من الاستهداف، فقد تعرّض للاعتقال في 2011.مريم هي الابنة الأخرى لعبدالهادي، فضّلت عدم العودة للبحرين وممارسة العمل الحقوقي في الخارج، لكنها اضطرت للعودة بعد إعلان والدها دخوله في إضرابٍ مفتوح عن الطعام، وهي الآن في المعتقل وقد أُدينت جوراً بتهمة إهانة شرطيّة في المطار، كما أنها قد تواجه تهماً كيدية لتنظيمها حملة مطلوب من أجل العدالة في البحرين التي كشفت حينها عن أسماء رسمية في نظام العصابة الخليفية، إضافة إلى تهم تتعلق بإهانة الطاغية حمد بحسب ما أكّده محاميها.عائلة الخواجة هي نموذجٌ لآلاف الأسر في البحرين بما تتعرض له من اعتقال وتهجير واستبداد ومصادرة للآراء، وهي نموذج لصبر آلاف الأُسر التي فقدت عزيزاً صار تحت التراب أو خلف القضبان أو مشرداً تُطارده عصبة الإجرام الخليفية، والأهم من ذلك كله هو أنهم: صمود!