|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
حول المال السياسي وحركة النفاق السياسي بقلم: الدكتور راشد الراشد ![]() هكذا لعب "المال السياسي" في تزييف إرادة الأمة اللبنانية في الإنتخابات الأخيرة ، والتي بالرغم من قبول الطرف الخاسر بنتائجها لكنها لا تنفي حقيقة توظيف المال السياسي في لعبة الإنتخابات وبطريقة عيني عينك على أبواب ومداخل أماكن التصويت حتى وصلت قيمة الصوت الواحد إلى مبلغ 1000 دولار ، وهي قيمة عالية للكثيرين الذين أهتموا للحصول على هذه الكمية من البانكنوت الأخضر لمواجهة متطلبات معيشتهم الصعبة وذلك أكثر من إهتمامهم بمن يخسر او يفوز في تلك الإنتخابات فضلا عن عدم إهتمامهم بأية قيمة أخرى متصلة بطبيعة وماهية النظام السياسي والإجتماعي الذي سيكون على رأس نظامهم السياسي . وفي وطننا العربي العريض يتم توظيف المال السياسي بشكل مشين عندما يجري تصوير أبشع أنظمة الحكم عندنا ديكتاتورية واستبدادا واستئثارا بالأنظمة السياسية المثالية والديمقراطية ويجري وصمها بأفضل الأنظمة السياسية ديمقراطية في العالم ، وتصل إلى حد تمجيد بعض المنتفعين بالمال السياسي بها على أنها تجارب رائدة هي محط عنـاية ودراسة المهتمين في العالم . وهكذا يقوم طابور عريض من المنتفعين والمتخمين بالمال السياسي للتطبيل وتمجيد خطوات المستبد والديكتاتور حتى لو قام بالعمل ونقيضه في نفس الوقت . وهنا يكون منشأ حركة النفاق السياسي في ساحة الأمة عندما يبدأ مفعول المال السياسي في صناعة المطبلين والممجدين والذين لا يغيرون من إسطوانة المديح والإطراء لمن هم في السلطة سواء عندما تذهب السلطة للإعتقالات الكيفية والقمعية ، أو سواء عندما تغير مواقفها من الحريات . فالإستراتيجية عند أمثال هؤلاء ممن أعمى بصيرتهم المال السياسي هي واحدة تتمثل في الإستعداد الدائم والمستمر لمسايرة أهل السلطة والنفوذ إلى حد الإسفاف في التبجيل والتمجيد على ما لم يفعلوا . وكم خلق المال السياسي من منافقين من الطراز الأول ، حينما يسايرون وضعا غير مقتنعين به البتة إلا لمجرد قدر المصلحة المتحققة من المال السياسي المتاح . فهم على أهبة الإستعداد دائما للتصفيق والتمجيد لمن هم يسيطرون على السلطة ومخانق الموارد المالية وتبرير ممارساتهم حتى لو كانت بشعة وغير إنسانية ولا أخلاقية وبما لايمكن قبولها بأي مقياس او مستوى أخلاقي تتعارف عليه أي أمة من البشر . وتوظيف المال السياسي ليس بدعة جديدة يستخدمها اللاعبون في ساحات السياسية في عصرنا الراهن بل كانت أداة جرى توظيفها منذ البدايات المتقدمة للتاريخ الإنساني . فعلى مر العصور ومع تطور النظام الإجتماعي كان غالبا ما تكون هناك قوة مسيطرة على موارد ومقدرات وخيرات مجتمعاتها فتوظفها فيما يضمن ويحفظ لها الإستحواذ والسيطرة والتحكم وكامل الثبات على مخانق القوة والسلطة وما يعزز بسط سيطرتها ونفوذها التام . فيجري توظيف المال السياسي للإغراء وكسب مزيد من الخشب المسندة لمن هم في السلطة والذي عادة ما يكونوا الرصيد الأهم والأخطر الذي يوفر الحماية والضمانة لإستمرار التربع على عرش السيطرة والمال العام . وهناك فئة من المستفيدين والطامحين لإستغلال ما يمكن لهم استغلاله من اجل تحقيق المكاسب الشخصية ، مما لا تشكل أية قيمة أخلاقية أخرى ترتبط بالنظام السياسي والإجتماعية العام . وهم على استعداد دائم لإسناد من هم في السلطة طالما البانكنوت لن يضل طريقه إلى جيوبهم الخاصة . وتقوم السلطات المحتكرة عادة بتشخيص من يمكن شراء ذممهم وضمائرهم بحنفة من الدراهم والدنانير لكي يقوموا بدور المنافق السياسي وعادة ما تكون لديها الخبرة لتحديد الأشخاص والجهات التي يمكن شراؤها . بينما يتم الدفع بمقدار كل واحد ومستوى ما يمكن أن يقدمه من غطاء وحماية للصوص الحكم وسراق الأوطان . ولا يخلو نظام سياسي من منافقين . إذ لا يستغني أي نظام فاقد للشرعية عن أمثال هؤلاء المنافقين لتمرير أهدافهم ومشاريعهم الخاصة من خلال جعلهم أبواق وأصوات جاهزة للإستعمال كلما كانت الحاجة لتمرير مشاريع النصب والنهب والإحتيال او لتبرير ممارساتهم القمعية كلما لجأوا إلى سيف القمع والتنكيل . وهكذا تقوم السلطات المستبدة والمستأثرة بمقدرات شعوبها بتوظيف المال السياسي من خلال خلق جيل عريض من المنافقين لتلك الغايات والأغراض ولكي تسهل أية مهمة غير أخلاقية أو غير مشروعة ينون القيام بها أو تمريرها ، بينما يجري المنافقون لاهثين وراء المال السياسي لتحقيق الأغراض والمصالحة الخاصة وذلك على حساب الأمة ومصالحها . وقراءة للتجارب الإنسانية عادة ما يسهم المنافقون السياسيون الدور الأبشع في إطالة عمر الطغاة من خلال وقوفهم الأعمى معهم بإستراتيجية ثابتة وواضحة بأن كل ما يقوم به هو ما يمثل المصلحة الوطنية والإجتماعية بذاته ، وإن كل ما يخالف ذلك هو الخطر الداهم الذي يهدد النسيج الوطني والإجتماعي بالإنهيار ، وذلك سواء أمر بالتعذيب وفتح السجون أو أمر بتبييض السجون ، أو سواء قام بتكميم الأفواه أو عمل على إطلاق حرية التعبير والرأي . ولكي نتعرف على المنافق السياسي نقول .. بأن المنافق السياسي هو من يقوم بمجاملة سلطة سياسية مستبدة قائمة وهو على عكس قناعته الحقيقية الخاصة بعدم شرعية ومشروعية وجودهم ليس على رأس السلطة فحسب وإنما مشروعية تواجدهم في أي من مفاصلها ، لإعتبارات متصلة بجرائمهم في السيطرة على السلطة دون أية شرعية ومشروعية ، وليس من شك في أن سرقة الأوطان جريمة لاتفوقفها في البشاعة جريمة أخرى ، بالإضافة إلى الجرائم الأخرى المتصلة بإنتهاكات حقوق الإنسان والنهب العام . إلا أن أخطر أنواع النفاق السياسي يكمن في محاولة إعطاء واسباغ الشرعية والمشروعية لسلطة مستبدة ومستأثرة بصورة غير شرعية أو غير مشروعة على كيان الحكم . من خلال الإعتراف بمؤسساته والدخول فيها واعتبارها القدر المحتوم . إن حركة النفاق السياسي المبتذلة تقوم بمساندة ومؤزارة وتثبيت السلطة في يد فئة أو فرد واحد من المجتمع بأي شكل من أشكال الدعم والمساندة وإعطاء المشروعية لقرارته وبرامجه وسلوكياته ، رغم قناعتها التامة بغير ذلك فتقوم بالمجاملات المنافقة ، وذلك بغير ما تؤمن به حقيقة مما يتعبره علماء الإجتماع والسياسة بحركة النفاق السياسي . ومن علامات المنافق بأنه لايهمه مواقف الآخرين حتى لو كان هذا الآخر يمثل جزء منه ، وأنه لايراعي في بناء مواقفه سوى مصالحه الذاتية أو الفئوية أو الحزبية الضيقة . وهناك مستو خطير من النفاق السياسي عندما يذهب المنافقون سياسيا ليس لقبول المستبد والديكتاتور الحاكم بإرادة القوة لا بإرادة الناس وإنما لفرض رؤيتهم على الآخرين من باب الأمر الواقع ، وعلى خلفية خطاب مؤسس لحركة النفاق السياسي في المجتمع وهو الخطاب الذي يتمثل في أن لا طاقة لنا بتحمل تبعات المطالبة بالإستحقاقات الوطنية ، وليس لنا إلا سلوك درب المجاملات والنفاق السياسي والتعايش مع الجلاد كخيار وحيد ، وذلك بدل المواجهة وتحمل تبعاتها . إن خطور هذا الخطاب تكمن في تأسيسه لحركة النفاق السياسي من خلال صناعة توجه في الأمة يقبل التعايش مع سلطة مستبدة يختلف معها الشعب وتختلف معه في كل شيء . مهما كان المنافق يمتلك قوة في الخطاب البراغماتي فإنه لا يستطيع الإستخفاف بعقول الناس المدركة لحقائق الأمور بما فيهم السلطان الجائر نفسه . إلا أن آفة النفاق السياسي لاتكمن في الإعتراف بشرعية السلطان الجائر وبمشاريعه وقراراته وإنما يتعدى ذلك إلى النفاق الشخصي وهو النفاق بمعنى التواضع الكاذب في التعامل مع ذوي المناصب والوجاهات ، لأنه في مثل هذه الحالة ليس تواضعا حقيقيا وإنما عبارة عن سلوكيات منافقة لكسب الود والتعاطف . إن حركة النفاق السياسي تحاول من خلال خطابها البراغماتي الضحك على عقول الناس بدرجة بائسة ومثيرة للشفقة ، بالذات عندما تقوم بتبرير بعض السلوكيات الشديدة الوضوح في درجة النفاق السياسي والموغلة في النفاق إلى حد شديد . إن اللغة البراغماتية وتوازن الخطاب بطريقة دبلوماسية بعيدا عن المواقف الحقيقية يصل إلى مرحلة يكون ضررها أكثر من نفعها خاصة مع تنامي أصوات المطالبة بالإستحقاقات الوطنية في ساحة المجتمع ، لأن الإصرار على الخطاب الباراغماتي ولغة النفاق السياسي هو صورة نمطية لما يعرف بمنهج "خداع الذات وخداع الشعب" . إن تمادي حركة النفاق السياسي في الخطاب البراغماتي لسلطة تمارس التمييز والإضطهاد والقهر والعسف والجور السياسي ، وفي ظل تنامي خطاب متصاعد يطالب بالإستحقاقات الوطنية والعدالة والإنصاف والمساواة وتكافوء الفرص من شأنه يؤدي إلى إشغال ساحة الوطن بالفتن الداخلية والمواجهات البينية بما يستنزف القيم الأخلاقية ويضعها على المحك ، ويضيع عن الجميع نيل الإستحقاقات الوطنية ، ويطيل بذلك عمر السلطان الجائر الحاكم ويدفع بذلك الوطن برمته الثمن . http://www.amal-islami.net/news-news_read-2252-0.html __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الدكتور خالد عليوي ينال شهادة الدكتوراه في الفكر السياسي عند الامام الشيرازي | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 05-30-2009 08:10 PM |
( تغطية مصورة ) التحالف ( السداسي ) يدشن العريضة النخبوية لمناهضة التجنيس السياسي | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 05-10-2009 04:30 PM |
صور زيارة الدكتور عبد الجليل السنكيس الى الناشط السياسي جعفر كاظم في السلمانية | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 05-09-2009 05:30 PM |
الوفاق أقوى تنظيم في الفعل السياسي | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 05-07-2009 09:30 PM |
الوفاق أقوى تنظيم في الفعل السياسي | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 05-07-2009 09:20 PM |