*((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته))* *(بسم الله الرحمن الرحيم)* *" يقول الله سبحانه وتعالى : "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ".....وبعد قول الله سبحانه وتعالى ,وفي وسط ساحة من الغموض يقف البشر كلهم في صف واحد,ويخرج الطفل من رحم أمه حتى يجد مكان وفراغ مهيأ له ليقف بينهم وينتظر دوره ولحظته التي يودع فيها هذه الدار التي عاش فيها لحظات عمره بأجله المعدود والمحسوب حسابا دقيقا "وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلاً" ...* *نعم نحن كلنا نقف ونشكل طابور مستقيم ولن يتمكن أحد أن ينحرف عن هذا الخط المستقيم أبدا مهما حاول أو فعل " قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً"** وفي كل فترة وحين يخرج آلالاف من البشر ويتركون مكانهم الذي خصص لهم وهكذا هم دواليك حتى يأتي الذين هم من بعدهم.* *إذا هناك ثلاثة أمور أساسية لا يمكن لأي بشر أن يصرفها عنه:* *1**-ساعة موته.**2-سبب موته.**3-مكان موته* *فساعة الموت تتلخص في قوله تعالى :" فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"**ومكان الموت يتلخص في قوله تعالى:" إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" * *وسبب الموت طبعا لا أحد يدري ماذ سيكون سبب موته..ربما مرض أو جلطة أوحادث مروري أو موت فجأة.* *وإن ذهبنا بكم لموضوع آخر...فأن الإنسان بطبيعته يهاب الموت ويرى ان في الموت تجربة لا يمكن تخيلها ويكثر من التفكير في حقيقة هذا السر الذي لا يعرفه إلا من ذاق حقيقته وكتبت له الوفاة...وهناك أناس أقتربوا من إكتشاف حقيقة الموت ولكنهم نجوا منه لأن ساعتهم لم تكن هي تلك الساعة.* *ويعرفّ الدكتور فان بيم لوميل Pim van Lommel هذه التجارب في مقاله الآتي:* *"لقد أفاد بعض الناس الذين نجوا من أزمة هددت حياتهم, عن تجربة استثنائية وهي تجربة الاقتراب من الموت ويزداد عدد هذه التجارب للتقدم الحاصل في التقنية المتطورة للإنعاش.* *إن ما تضمنته هذه التجارب وتأثيرها على المرضى يبدو متشابها في جميع أنحاء العالم, وفي جميع الثقافات والأزمنة.* *إن الطبيعة الموضوعية وغياب الصورة التي تشير إلى حالة من الثقافة الفردية والعناصر العوامل الدينية يحدد المفردات اللغوية المستخدمة لوصف وترجمة هذه التجربة.* *ويمكن تعريفها على أنها تقرير للذاكرة عن انطباعات كاملة أثناء حالة من الوعي, تتضمن عددا من العناصر الخاصة كتجربة الخروج من الجسد, مشاعر البهجة, رؤية النفق والنور ولقاء الموتى من الأقارب, أو استعراضا للحياة.* *لقد وُصفت العديد من الحالات أثناء الحالات التي حدثت فيها هذه التجارب,كالسكتة القلبية (الموت ألسريري),السكتة بعد فقان كمية كبيرة من الدماء أو الأذى الحاصل أثناء الجراحة الدماغية والنزيف الدماغي وفي حالات الغرق والاختناق وكذلك في عدد من الأمراض الخطرة والتي لا تسبب تهديدا مباشرا على الحياة. (أنتهى كلامه)* *وهنا نجد الكثير من الناس رغم نجاتهم من الموت وإقتراب الموت منهم فأنهم لا يأخذون العبرة من ذلك، بل يرجعون لسابق عهدهم لكفرهم وإلحادهم،وعندما تقترب ساعة الموت يطلبون العفو من الله ويؤمنون حينها ولكن هيهات أن ينفعهم شعورهم هذا لقوله تعالى:**"وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً"* *وهذه التجارب تعطي للبشر معرفة تامة عن حقيقة الموت،وتثبت لهم أن الإنسان في الحقيقة يتكون من ثنائية خاصة به (الروح والجسد)،وهذا أمر لا شك فيه،لأن قوى الأنسان الداخلية ووظائف الأعضاء كلها تتحد لتكون هذه الثنائية.* *وقد تحدث عنها الكثير من الفلاسفة والعرفاء الذين أيقنوا أنهم غير ذلك البدن الظاهري ,كمقولة الفيلسوف اليوناني (أفلوطين), في كتابه( التاسوعات)* *لقد قال هذا الفيلسوف المتأله:* *" أني ربما خلوت بنفسي وخلعت بدني جانبا وصرت كأني جوهر مجرد بلا بدن فأكون داخلا في ذاتي خارجا من ساير الأشياء فأرى في ذاتي من البهاء والحسن ما أبقى له متعجبا بهتا فأعلم أني جزء من أجزاء العالم الشريف الإلهي ذو حياة فعالة" ..* *فإذا حقيقة الموت هو مفارقة الروح للجسد وانفصال هذه الثنائية..* *لا أريد أن أخوض في هذا كثيرا..ولكن دعونا نقتبس لكم كلام بعض الصحابة والعلماء عن الموت:**قال الإمام الغزالي : (( عش ما شئت فأنك ميت * واحبب من شئت فأنك مفارق * واعمل ما شئت فأنك مجزى به )) . * ** وقال ابو بكر الصديق : (( احرص على الموت توهب لك الحياة )) . * ** وقال الإمام علي : (( نسيان الموت صدأ القلب )) . * ** وقيل : (( ما دخل ذكّر الموت بيتا إلا رضي اهلة بما قسم الله لهم وجدوا في أمر آآخرتهم )) . * ** وقال أحد المفكرين : (( هناك أسباب مختلفة لإحتقار الحياة * ولكن ليس ثمة مبرر لإحتقار الموت )) **________________________**فإذا يا أخواني دعونا نكن في الأمر الواقع ونتفكر جيدا في حقيقة هذا الأمر الغيبي الذي سنخوض مجرياته جميعا،فنحن جميعا مقبلون على امر لا نعلم خباياه وما سيجري في جنباته،ونسرح في هذا العالم المكشوف وتشغلنا هذه الدنيا بمحتوياتها ومكنوناتها،ونغفل عن أمر يطاردنا كل يوم ويقترب منا كل ساعة.* *فإذا يا أخواني إستعدوا للموت، فالله تعالى يقول: **" كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ"* *هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.* م.ن.ق.و.ل