بيت المكون من غرفتين ينحشر فيه 30 عاملاً5000 آسيوي يحيطون بـ 1500 مواطن في البدية الصورة: http://www.alkhaleej.ae/uploads/gall...6/13/50282.jpg يعيش سكان منطقة البدية بإمارة الفجيرة حالة من الحصار المستمر بسبب الكثافة العددية للعمالة الآسيوية الموجودة في المنطقة التي تعمل في المزارع والمصانع المنتشرة في دبا وخورفكان وتتخذ من البدية مكانا للسكن بسبب رخص أسعار مساكنها في ظل وجود أزمة طاحنة في السكن داخل الفجيرة بشكل عام .يعاني سكان البدية من النساء والأطفال بشكل خاص من عدم وجود الحرية لممارسة حياتهم بشكل طبيعي بسبب حالة الحصار المفروض عليهم قسرا منذ سنوات طويلة مما يجعلهم لا يستطيعون الخروج بحرية إلى مدارسهم وأعمالهم خوفا على بناتهم وأطفالهم من تلك العمالة المتكدسة في البدية بشكل مبالغ فيه ناهيك عن كافة الممارسات الأخرى التي تسببها هذه العمالة غير المنظمة من إلقاء القاذورات في الشوارع، لاسيما مادة ألبان ذات الرائحة الكريهة والمنفرة .يقول احمد عبيد الحمودي لا يمكن الحكم على هذه الظاهرة سوى في أوقات ما بعد الغروب، حيث يتجمع هؤلاء العمال بشكل مخيف أمام البيوت السكنية وفي الدوارات الرئيسية وغيرهما من الأماكن التي يمر عليها جميع أهالي البدية، ومنهم أطفالنا ونساؤنا وبناتنا وهو الأمر الذي يعد بالغ الخطورة عليهم لاسيما أننا نشعر أننا مع هذا الكم من العمالة أصبحنا قلة وغرباء عن بلادنا مع احترامنا الكامل لهذه العمالة، كما انه من الناحية الأمنية لا ينبغي أن يعيش هذا الكم الكبير في منطقة واحدة وهم جميعا من أصحاب المهن البسيطة، وليسوا على قدر من الثقافة والوعي، بحيث يستطيعون التمييز بين ما هو صحيح وما هو غير صحيح من ناحية القوانين وغيرها من الأمور التي تضمن لنا الأمن والاستقرار، وتجعلنا لا نخاف على أسرنا .وأضاف احمد الحمودي قائلا: هناك بعض المشكلات الأخلاقية التي تقع بسبب تواجد هذا الكم من العمالة في البدية، ولكن هذا الجانب ليس الوحيد، وإنما هناك جوانب أخرى كثيرة مثل إلقاء القاذورات في الشوارع مثل مادة ألبان التي يستخدمونها علي مدار الساعة على الرغم من صدور القوانين بتحريمها ومنها قوانين البلدية .من جانبه قال المواطن حسن علي محمد حمدان من سكان البدية، نعم هذه المشكلة قائمة وموجودة ونطالب المسؤولين في الإدارة العامة لشرطة الفجيرة وبلدية الفجيرة ووزارة العمل بإيجاد حل سريع لها خاصة ان هناك تزايداً ملحوظاً في سكان البيت الواحد، ومن الغريب أن العدد في هذه المساحة التي تعد ضيقة يزيد على 25 عاملا فالبيت مكون من غرفتين ويصل العدد في بعض الأحيان إلى 30 عاملا، وهذا خطر جدا من الناحية الأمنية والصحية على المواطنين في البدية، إذ كيف سيكون السكن صحيا في ظل وجود هذا العدد داخل مبنى متهالك ولا يضم سوى حمام واحد، وهنا أطالب أصحاب المزارع التي يعمل بها هؤلاء العمال بتوفير سكن آخر لهم في أماكن أخرى غير البدية، وتقليل العدد بقدر الامكان لصالح المواطنين ولصالح هذه العمالة التي بلا شك سوف تتضرر صحيا على المدى البعيد، ومن ثم سيتضرر المواطنون معها .وأطالب وزارة العمل بتكثيف حملاتها على العمالة الآسيوية وتنظيم محاضرات توعية لهم وكذلك البلدية حول المواد الممنوعة وخطورتها على متعاطيها صحيا وقانونيا ويجب عمل حملات من إدارة الجنسية والإقامة للتأكد من أن هؤلاء العمال جميعا موجودون في الدولة بشكل قانوني، فربما يكون من بينهم عمال جاءوا متسللين، وعاشوا هنا وسط الزحام، وهذا الأمر أيضا مسؤولية قسم التفتيش العمالي بوزارة العمل، ويجب أن يكون هناك تنسيق بهذا الشأن .وأضاف إننا لا نستطيع الذهاب إلى المسجد بسبب الروائح الكريهة الصادرة من بعض هذه العمالة الناتجة بالطبع عن تعاطيهم مادة ألبان الممنوعة قانونا .من جانبه قال سالم المزروعي نائب مدير إدارة التفتيش العمالي بوزارة العمل بالفجيرة والمنطقة الشرقية نحن كوزارة دورنا فقط البحث في الاشتراطات الصحية للسكن والسلامة المهنية والأمور الأخرى مسؤولية جهات أخرى وتم تحديد أكثر من 44 شرطا لكي يكون السكن صحيا وسليما ومناسبا للعمال، مثل الحالة العامة للسكن ومدى صلاحيته وموقعه ونظافته والعدد الذي يسكنه وكافة الأمور الخاصة بالأمان في السكن ومياه الشرب، والبنود التي تندرج تحت ذلك كلها، ونقوم بلا شك بجولات شبه يومية علي سكن العمال في البدية، ونتتبع أحوالهم من خلال المندوب الموجود في هذه المنطقة بشكل مستمر .