إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-13-2009, 10:30 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,670
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2140

بسم الله الرحمن الرحيم


الإعلام المضلـِل يتمكن أن يصوّر رجلاً بمواصفات الإمام علي عليه السلام تاركاً للصلاة مفروض اللعن ، ورجلاً بمواصفات (معاوية) متهجداً آناء الليل باكياً من خشية الله .. مفروض الطاعة!

فمن أنا ومن أنت ؟! ومن هو المظلوم فلان بن فلان بالنسبة للإمام علي عليه السلام إذا قرّرت وسائل الإعلام الرسمية الاستخباراتية أو الشعبية الهمجية أو الدينية المزيّفة تشويه سمعتي وسمعتك وتسقيط من لا يلتقي معهم في الإنحراف الواضح أو المبطّن ؟! أو كانوا لا يلتقون في التباينات الذوقية أو الأمزجة الباطنية ؟!

ولكن هذا التضليل لن يدوم ، فقد يستطيع الغاشم أن يحجب الحقّ بعض الوقت ولكنـّه يستحيل عليه أن يفعل ذلك كل الوقت. فهذا عقلاء البشر على امتداد التاريخ قد شهدوا من هو عليُّ ومن هو معاوية.

وهكذا في عصرنا ، نشاهد كيف يساق الناس نحو الحب والبغض للأشياء وللأشخاص حسبما توجّههم وسائل الإعلام العالمية والمحلـّية السمعية والمرئية والمقروءة ، أمّا الواقع فملقى على بعد مسافات نائية ، لا يراه إلا أصحاب البصائر النافذة الذين امتحن الله قلوبهم بالإيمان الحقّ وحقّ الإيمان.

فمن هو المسؤول عن جهل الناس ومَن المستفيد من إبقاءهم على التخلّف الثقافي لاستحلابهم في جوّ الاختلافات البغيضة؟
المسؤول هو:
أنا ونحن ، هو وهما وهم ، هي وهما وهنّ. أنتَ وأنتما وأنتم ، أنتِ وأنتما وأنتنّ.
نعم .. المسؤول عن مرض التخلـّف وجهل الناس هو كلّ الضمائر الحاضرة ، والغائبة ، والظاهرة ، والمستترة ، والمتكلـّمة مع النفس ومع الغير ، بما فيها المتّصلة والمنفصلة !

فكل صاحب (ضمير) أو صاحبته ، يكون مسؤولاً عند الله في مكافحة الظلام ، ومطالباً لإنارة شمعة العلم والثقافة في حياة الناس ، ولو شمعة واحدة ، فمليون ضمير ، يعني مليون شمعة ، وهي تتوالد ببركة الله وحركة الإرادة.

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ((العلم نور ، والجهل ظلام)).
وأمـّا ، من هو المستفيد من تكريس الجهل في الناس؟
بصراحة .. أولئك الخفافيش الذين ينتفعون من الظلام للوصول إلى ما يتطلـّعـون إليه من الحرام ... حرام الشهوة ، حرام السلطة ، حرام الثروة ، حرام الشهرة.

إنهم يخافون النور ، لأنّ النور يكشف عن كلّ شيء فيهم سوى الحقّ والفضيلة ، ثمّ لا يصلون إلى مآربهم الخسيسة.

وكما أن الخفّاش لا يرى شيئاً مع النور فيتخبـّط فيه ويصطدم بالجدار ويتهشّم على الأرض ، كذلك أصحاب المصالح (كلُّ حسب حجمه وموقعه وحسب بطنه وما تحت بطنه !) لا يريدون للناس أن يتنوّروا بالوعي لعلم الدين الصحيح أو علم الدنيا النافع .. ذلك لأنهم في هذه الحالة لا يمكنهم الاستفادة من مصالحهم الخاصّة والخفية والحسابات السرّية في البنوك العالمية والمحلّية ، فمعاوية بالأمس كان يخشى من نور عليّ عليه السلام أن يسطع على حياة الناس فيكسب الإمام عليه السلام الرأي العام ثم يؤدّي ذلك إلى سحب البساط من تحته فيخسر الحياة وشهوات السلطة ، لذلك أبقى الناس في ظلام الجهل والدعاية السوداء ضدّ علي عليه السلام.

لنعد أيها القارئ إلى موضوعنا ، وهو علاقة الجهل بالاختلاف .. فرغم أن العوامل الأخرى للاختلاف والتفرقة متداخلة مع عامل الجهل والتخلّف الثقافي فعقّدت الأمور على الناس ، فجعلتهم لا يعلمون من أين بدؤوا ؟! ولا إلى أين ينتهوا ؟


رغم ذلك فإنه يبقى عامل الجهل والتخلّف الثقافي هو أساس نمو العوامل الأخرى للتفرقة والفتن بين المسلمين.

لذلك نجد أوّل ما نزل من الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله قوله عز وجلّ:{بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ،ٱقۡرأ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلذي خَلَقَ ، خَلَقَ ٱلإِنسَـٰنَ مِنۡ عَلَقٍ ، ٱقرأ وربُكَ ٱلأَكۡرَمُ ، ٱلذي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ ، عَلَّمَ ٱلإِنسَـٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ}.
ثم على هذه الأرضية الصلبة بنى رسول الله حضارة الإسلام النموذجية وزرع في المسلمين الأوائل تلك القيم التوحيدية والأخلاق الإنسانية.

فمشكلة الغباء الثقافي في المسلمين قد عانى منها النبي والأئمة والعلماء الربانيون وإلى هذا اليوم وبشدّة ، حيث الخليط من الغثّ والسمين في تراث المسلمين تصعّب عملية التنقية الثقافية .. خاصّة مع وجود جهلاء يحسبون أنفسهم علماء يغذون عقول الناس بخرافات باسم الإسلام ! وقد ذهب عن بالهم أنّ الدين الذي يتصوّرونه لو كان هو الإسلام الحقّ لكانت حياتهم أفضل. أليس الله تعالى قال : {لَوۡ أَنَّ أَهۡلَ ٱلۡقُرَىٰٓ آمَنُواْ وَٱتَّقَوا لَفَتَحۡنا عَلَيۡهم بركات ٍ۬ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ والأرض وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذۡنَـٰهُم بِمَا ڪَانوا يَكۡسِبُونَ}.
ورغم هذا نقول لا يضر وجود هؤلاء المنحرفين إذا ما اجتمعت كلمة العلماء الواعين على التقوى وخططوا لتوظيف الإمكانات المتاحة في سبيل التوجيه الثقافي الصحيح والنشاط العلمي الناضج وإحياء القيم المعنوية والعبادية والأخلاقية في الناس ، ويبدو أن هذا الأمر لا يفلح إلا بفصله عن القضايا السياسية الساخنة ومداخلاتها وعن الولاءات الشخصية لهذا وذاك.

فحينما تقوم مثل هذه المؤسسات الثقافية المحايدة بواجب التعليم الديني الصحيح اعتماداً على محكمات القرآن وبيـّنات السنّة النبوية الشريفة بروح مجردة عن الولاءات الفئوية السياسية لجهة ضدّ جهة .. سوف نكون قد وضعنا أقدامنا على بداية الدرب السليم ، حتى نصل إلى درجة يصبح الإنسان المسلم قادراً بنفسه أن يميـّـز الخطأ عن الصواب ويفهم الأصوب بين الآراء ، ويكون سلوكه الأخلاقي حينئذ المتأثر بثقافته الإسلامية حافظاً له من التطرف والوقوع على خطٍ تصادميّ مع أخوته في الدين ، بل الجميع يعرف حينئذ ماذا يريد وماذا يختار ، دون نزاع وحدّية وتسقيط ومزايدات في سبيل تكريس أنانيته.

إن هذه الفكرة الإستراتيجية في الإصلاحات (لو نـُـفّـذت بحكمة) سوف تعطي ثمارها في الأجيال القادمة بشكل أبرز وأشمل.

أما اليوم فعلى القارئ أن يعلم جيداً بأن الجهل بالشيء يلزمه التعرّف عليه واكتشافه ، لا التعدّي على ما جهله وانتهاكه.

فكم من أشخاص ، كانوا يجهلون بعض الأمور .. ولم يتورّعوا في بث الخلاف والتفرقة على أساس جهلهم بها ، ثمّ بعد فترة من التخريب اكتشفوا أنّ جهلهم بتلك الأمور كان يدفعهم إلى تمزيق عقول الناس الذي أدّى إلى تضعيف الحالة الإسلامية.
وهل ينفعهم هذا الاكتشاف المتأخر بعد ما ارتكبوا أخطاءً مدمـّرة !؟
إن البشرة بعد التئام الجراح تعود إلى ما كانت عليه، ولكن ليس كما كانت عليه قبل الجراح.
وكذلك الزجاجة لن ترجع إلى حالتها الأولية بعد كسرها حتى إذا جُمعتْ أجزاؤها بدقـّة.

ولكن مع ذلك فإن الرجوع عن الخطأ فضيلة ، والاستمرار عليه رذيلة مضاعفة ، فالواجب شرعاً وعقلاً ووجداناً يقضي أن يتبيّن الإنسان المسلم في معلوماته عن شخص أو جهة قبل أن يتبنـّى موقفاً على أساسها من تأييد أو تنديد ، أو يقوم إلى حب أو بغض بضجيج إعلامي يملئ جوّ المجتمع غباراً يخدم الشيطان.
كالذي مرّ على نفر يضربون شخصاً ، فأخذ يشاركهم في ضربه بأشدّ منهم !!
وفي الأثناء مرّ شخص آخر فسأل هذا المتحمـّس .. لماذا اجتمعتم على ضرب هذا الرجل ؟ فما جرمه ؟
قال .. لا أدري القضية ، رأيت هؤلاء يضربونه ، فشاركتهم في الضرب !

والواقع المؤسف أن أكثر المسلمين الذين يشغلون أنفسم بالصراعات لا يختلفون كثيراً عن هذا الضارب إذ لا يعرفون أصل القضايا وعمق المسائل ، ولا تتعجب لو سألتهم فأجابوك : رأيت أبي يقول كذا ويفعل كذا .. أو أن جماعتي قالوا عنه كذا ... وأنا قلت وفعلت مثلهم!

وإلى آخر هذه المهازل الجاهلية التي نراها في الناس وفيمن لا يتوقع منهم ، أجارنا الله وإيّاكم منها ومن نيرانها يوم القيامة.
ثم أن عامل الجهل والتخلف الثقافي لا ينحصر فيما ذكرناه فحسب ، بل إنّ من الجهل غياب الوعي السياسي والمعرفة الحياتية والثقافة الاجتماعية أيضاً.

فالذي لا يعي الأوليات السياسية ، يقدّم التوافه السياسية على الأصول العامة للسياسة الإسلامية ، فيمزّق القوى الناشطة في المجتمع ويدخل مع كلّ الأطراف في حرب الاستنزاف ، بينما هو في أمسّ الحاجة إلى احتوائها في معركة المصير مع الأعداء ، فتراه يضعف جبهته الداخلية بإنهاك نفسه في الصراعات الهامشية فيمّهد للعدو أن يضرب ضربته القاضية أو يصل إلى مقربة منها.

وكذلك الذي يجهل المعرفة الحياتية ويفتقد الثقافة الاجتماعية الناضجة ويخفي نفسه تحت غطاء الطقوس العبادية والقشور الدينية أو الشعارات السياسية الرنــّانة .. فهو في الواقع يغري نفسه أمام أطماع المتربّصين بالإسلام والمجتمع دوائر السوء ، والمصيبة أنـّه لا يعلم واقعه هذا .. لأنه لا يعلم بأنه لا يعلم ، وإذا كان ذلك فجهله مركّب وحلــّه معقـّد !

فلولا الجهل والتخلف الثقافي العام في المسلمين ، لما كانت الاستجابة عندهم قوية للنعرات القومية والتفرقة العنصرية والطائفية البغيضة والعداوات الفئوية والخلافات بين الأشخاص والعائلات وغيرها ممّا يدمي قلوب الواعين ويحزن ذوي البصائر في الأمور.

ومن الحل أن نكثـّـف عمليات التوعية الصحيحة لإزالة كابوس الجهل من فوق صدر الأمّة وأن نقول ونكرّر للجاهلين تعلـّموا أو أسكتوا.

الشيخ عبد العظيم المهتدي البحراني - وعي التعامل مع الإختلاف
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من يوضح لي هذا الإختلاف؟ محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 01-14-2010 02:40 PM
ثقافة السلام والتسامح / الشيخ المهتدي كل يوم على قناة فورتين محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 08-27-2009 02:00 AM
من هو العلامة | عبدالعظيم المهتدي البحراني (دام ضله) محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 07-29-2009 01:50 PM
صور من اجواء وطبيعة متنزهات منطقة عسير- لا تفوتكم (جبل مشرف) محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-27-2009 12:50 PM
مكتب العلامة المهتدي : رسالة يبعثها الشيخ المهتدي للجنة العائدين (مهم جداً) محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 05-17-2009 09:50 AM


الساعة الآن 12:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML