عندما بدأ علماء الغرب باكتشاف الكون أطلقوا عليه كلمة space أي (فضاء)، وذلك لظنهم بأن الكون مليء بالفراغ، واستمر ذلك زمنا طويلا، وبعدما تطورت معرفتهم بعد أبحاث كثيرة هائلة، واستخدام أجهزة عالية الدقة والتطور، كأجهزة السوبر كومبيوتر العملاقة وجدوا أن السماء بناء محكم ، دقيق التماسك والترابط، وليست فراغاً كما كان يعتقد إلى عهد قريب، فبدءوا بإطلاق مصطلح جديد هو building أي (بناء)، لذلك فهؤلاء العلماء في أبحاثهم يتحدثون ويتساءلون عن كيفية هذا البناء ويتحدثون عن زينته، فالمجرات وتجمعاتها تشكل لبنات هذا البناء، وهي تماماً كالخرز المصفوفة على العقد أو الخيط ، ثم يقررون ويؤكدون أن الكون لا وجود للفراغ أو الشقوق أو الفروج فيه، والجدير بالذكر أن كلمة (الفضاء أو الفضاء الكوني) لم تأت في كلام الله عز وجل، ولا في كلام رسوله عليه الصلاة والسلام، ولا في كلام أئمة العلم، وإنما الذي ورد في كتاب الله عز وجل أن السماء قد بنيت بناءاً محكماً وبقوة، كما في قوله تعالى: (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون) ، وأن هذا البناء المحكم لا وجود للفراغ أو الشقوق أو الفروج فيه، كما في قوله تعالى: (أفلمْ ينظروا إلى السماء فوْقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج)، وقال عز وجل: (والسماء ذات الحبك) قال ابن عباس: ذات البهاء والجمال والحسن والاستواء. وتبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير، الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا الذي سبق هؤلاء وغيرهم، وأخبر في كتابه العزيز عن تلك الحقائق العلمية وصدق الله العظيم (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق).
__DEFINE_LIKE_SHARE__
|