حركة الأحرار: التغيير لن يحدث بطرح المشاكل على رموز العصابة الخليفية

[محروم.كوم]

الذكرى الثالثة للثورة ستفجر الغضب الشعبي وتمحق المستبدين والمحتلين

استمرارا لسياسة التشويش وحرف مسار الثورة ومطالبها، جاءت خطوة ولي العهد الخليفي بمقابلة وفد جمعية الوفاق، لتكشف مدى يأس الخليفيين من القدرة على كسر ارادة شعب البحرين او انهاء ثورته المظفرة. فسلمان آل خليفة فقد وزنه السياسي خلال الاعوام الثلاثة الماضية بوقوفه مع عصابته في اجرامها وعدوانها واستمرار التعذيب الذي يمارسه جلادوها.

فحتى الجمعيات السياسية التي أزعجت الشعب بتكرار دعوتها لاحياء ما تسميه "مبادرة ولي العهد" اصبحت تعتبره غير ذي شأن، وانه ضعيف الشخصية، لا يستطيع اتخاذ قرار حقيقي، ولا يؤمن بالديمقراطية اطلاقا، وليس مستعدا للمساومة على امتيازات العصابة الخليفية التي ينتمي اليها. كما ان تصريحاته المتكررة بدعم فرق الموت التي تدار من قصر ابيه وكذلك للمعذبين الذين تديرهم وزارة الداخلية لم يسقطه في عيون الشعب فحسب، بل اصبح واحدا من المتهمين بالضلوع في قمع الشعب بابشع الوسائل والممارسات القمعية. يضاف الى ذلك غيابه شبه الدائم عن المسرح السياسي، وعدم ظهوره الا لتأدية مهمة محددة في الاوقات الحرجة لانقاذ سمعة العصابة الخليفية وتحييد الموقف الدولي الذي يزداد سلبية تجاهها.


وقد اتضحت هشاشة موقفه وانعدام وزنه السياسي حين أرغمه والده على اصطحاب أسوأ عنصرين من عناصر الطغمة الخليفية، وهما وزير ديوان الطاغية ووزير داخليته. فالاول متهم بتأسيس خلية البندر الطائفية، واصدار الاوامر بهدم المساجد، وتنفيذ مشروع الإبادة ضد السكان الاصليين واستبدالهم بشعب مستورد ضمن مشروع التجنيس السياسي.اما وزير الداخلية الذي حضر لقاء الطاغية مع وفد جمعية الوفاق فقد ارتكب معذبوه بحق البحرانيين ما لا يحصى من الجرائم، وكذلك قوات الشغب والشرطة التي يديرها. ان حضور هذين العنصرين يؤكد بوضوح عدة امور: اولها عدم جدية ولي العهد الخليفي في اتخاذ اية خطوات لا ترضي العصابة، ثانيها: استخفافه بمشاعر البحرانيين وعواطفهم الى الدرجة التي يقدم فيها جلادوه كمصلحين او متحاورين، ثالثها: ان سلمان آل خليفة واجهة للعصابة الحاكمة، يستخدمونه امام العالم كوجه اصلاحي ولكن بدون صلاحيات حقيقية، وان حضور الجلادين كان من اجل مراقبة ما يقول وإفهام الطرف الآخر بان اية اجراءات او "اصلاحات" لن تتجاوزها ولن تؤدي الى مقاضاتهما بتهم تتعلق بالجرائم ضد الانسانية.


الامر الايجابي الذي يعمق الثقة بالانتصار المطلق ان شعب البحرين تجاوز مقولة الحوار مع جلادي ا لشعب وهادمي المساجد ومعذبي الشباب ومغتصبي النساء، فما كان من الثوار الا ان خرجوا في اغلب المناطق هاتفين ضد ولي العهد الخليفي ومشمرين ايدي العزم للامساك بزمام المبادرة وافشال المخطط الخليفي للتشويش على فعاليات الذكرى الثالثة للثورة، غير عابئين باحاييل الخليفيين ومكرهم واجرامهم. لقد لاحظ هؤلاء الثوار ان الوضع بعد اللقاء بين الطرفين لم يتغير عما كان عليه قبله، بل تصاعد القمع وسيق شباب البحرين الى المحاكم الخليفية لتصدر قراراتها الجائرة بسجنهم مددا طويلة. فالثوار يعلمون حقائق عديدة منها:اولا: ان التغيير لن يحدث بطرح المشاكل على رموز العصابة الخليفية، ولا يؤمنون بتكرار هذا الطرح لان ذلك لم يجد في الماضي ولن يكون له أثر مستقبلا. فحين تطرج جريمة التمييز على ولي العهد الخليفي فان ذلك يقويه، فكأن ذلك استجداء منه، وكذلك التجنيس السياسي وفرص العمل وغير ذلك. لقد تجاوزت الثورة كل ذلك، وطرحت السؤال الجوهري: من الذي يحق له حكم البلاد؟ وكيف؟ فالقضية لم تعد متعلقة ببعض السياسات الخليفية والسعي لاصلاحها، بل بجوهر الحكم وشرعيته.

الشعب لن يقبل يوما بالاستسلام للامر الواقع، ولا يتفق مع مقولة "ان الحكومة لا تستطيع اسقاط الشعب، والشعب لا يستطيع اسقاط الحكومة". الثورة تجاوزت هذا المنطق واصبح الثوار، ومعهم العالم، يعتقد ان الشعوب قادرة على تغيير حكوماتها، وذلك حقها، ولكن ليس من حق النظام السياسي هزيمة الشعب او الغاءه. ان معنويات شباب البحرين اليوم تناطح الجوزاء علوا وشموخا، وقد مرغت انف العدو الخليفي مرارا.

اللقاء المذكور يعبر عن هزيمة كبيرة للعدو الخليفي، فقد ارغم جلادوه على الجلوس مع وفد من بين افراده شخصان استهدفهما الخليفيون مباشرة بالسجن والتحقيق والمنع من السفر. فاذا كان هؤلاء المواطنان "مجرمين" فكيف جلس وزير ديوان الطاغية ووزير داخليته معهما؟ انها ارادة الشعب وصموده،والدعم الالهي ودماء الشهداء ودعوات امهاتهم، هي التي أرغمت العصابة الخليفية على التظاهر بالحوار والجلوس على قدم المساواة مع من تعتبرهم ظلما وعدوانا "مجرمين". فلولا صمود الشعب لما اقدم العدو الخليفي على مثل هذه الخطوة معتقدا انها ستحميه من غضب الشعب والسقوط المحتوم. فبعد ان الغى الطاغية الحوار هرع للتحاور مع هؤلاء علىامل تخدير الشعب اكثر. هذا يعني ان الصمود الشعبي بوجه الاستبداد الخليفي والاحتلال السعودي كفيل بتحقيق النصر الكامل على هؤلاء الاعداء الذين خسروا المعركة وفشلوا في مسعاهم، بينما بقيت الثورة متواصلة ثلاثة اعوام بدون انقطاع.

وهاهم السعوديون اليوم يتحولون الى رمز لكراهية الشعب التي ثارت وادركت الدور السعودي في التآمر ضد الثورة والتغيير. وهاهم حلفاء السعوديين يفصحون اخيرا عن دور النظام السعودي في دعم الارهاب وبث الطائفية واراقة الدماء. وليس من المبالغة في شيء القول بان شباب الثورة في كافة مناطق البحرين قد صنعوا المعجزات وارغموا الخليفيين على التراجع مرات ومرات، والتضحية بعملائهم وبلطجيتهم، وسيأتي اليوم الذي يقف فيه هؤلاء امام العدالة لما ارتكبوه من جرائم. يحق لشعب البحرين الفخر بما انجزه، فهو صاحب اطول ثورة في الربيع العربي، واكثرها نقاء، واوضحها هوية واقواها صمودا، فهي تواجه الاحتلال السعودي والخليفي واجهزة الامن الغربية التي تدعم الخليفيين وتستهدف البحرانيين بشكل ممنهج ومنظم.

فالشعب الذي لديه 3000 سجين سياسي (مقارنة بـ 5000 سجين فلسطين في السجون الصهيونية) تجاوز الخوف والرهبة، واصبح اكثر اقداما وثباتا، واعمق ايمانا بحتمية النصر، معتمدا على نفسه وليس على الدغم الخارجي كما يفعل الخليفيون. والامل ان يكون تجديد دماء الثورة في الذكرى الثالثة لانطلاقها المسمار الاخير في نعش نظام تجاوز فترة بقائه بثلاثة اعوام، فقد سقط في اول حملة شعبية خلال شهر واحد بعد 14 فبراير 2011 ولكن الاحتلال السعودي اعاده الحكم. عاشت تلك السواعد والقبضات التي تهتز في الفضاء هاتفة ضد الاستبداد والاحتلال، وهنيئا لشهداء الثورة الابطال، والصبر الصبر ايها المجاهدون المؤمنون الذين هزمتم العدو بدمائكم، بينما فشل ارهابه وعنفه في حمايته. ان الله ناصركم ومعينكم فهو المولى ونعم النصير.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
24 يناير 2014

__DEFINE_LIKE_SHARE__