حركة أحرار البحرين: الثورة مشروع جاد لا يعرف التراجع او المساومة

[محروم.كوم]

الثورة مشروع جاد لا يعرف التراجع او المساومة او الاسترخاء، لا يملكها احد

المارد الى قمقمه، ويجهلون ان الظلم لا يؤدي الا الى المقاومة والرفض والتحدي. وبموازاة ذلك يواصل الخليفيون سياسة الابادة التي بدأها الطاغية قبل عشرة اعوام، بهدف تغيير التركيبة السكانية التاريخية للبحرين. وهنا يبدو الثوار اكثر وعيا وادراكا لسنن الحياة والقوانين الالهية التي لا يستطيع الخليفيون الافلات منها. انه سباق بين المطالبين بحقوقهم ومغتصبي تلك الحقوق، بين اصحاب الضمائر الانسانية واعداء الحرية والبشر. هذا السباق لن يتوقف حتى يتغير الوضع السياسي في البلاد بشكل جوهري، ويسقط حكم الارهاب والاستبداد. وفي ما هو آت من الأيام يتوقع تصاعد القمع بوتيرة اخطر، لان العدو قد ألمح لذلك باستخدام الرصاص الحي بحق المتظاهرين السلميين، واثبت للمرة الالف عدم قدرته للتعايش وفق قيم الحرية ومستلزمات المجتمع الحديث الذي يحكمه القانون ضمن اطر ديمقراطية تمنع الاستعباد والاستغلال والاستبداد. فما جرى لشباب الثورة في الايام القليلة الماضية من استهداف بالرصاص الحي خصوصا في منطقة المرخ، والاعتداء على مسجد الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان وتخريبه والعبث بمحتوياته، والاحكام الجائرة بحق شباب الوطن، كل ذلك يؤكد استمرار الصراع بين الطرفين، بانتظار ساعة الحسم. والواضح ان الخليفيين يعتمدون في وجودهم اساسا على الحكم السعودي الذي فشل في اغلب مفاصل سياسته الخارجية، معتقدين ان ذلك الدعم دائم بدون حدود. بينما تؤكد الدلائل ان مملكة النفط مقبلة على تغييرات جوهرية لن توفر شكل الحكم المتخلف الذي فقد مبررات وجوده وفشل في اصلاح هيكليته وايديولوجيته. وقد كشفت قضية الارهابي ماجد الماجد الدور السعودي في هذا الجانب
الخليفيون لا يعرفون لغة الحوار او التفاهم، ويعتقدون ان الاستبداد يضمن لهم البقاء، ويقطع الطريق على من يسعى للتغيير. وعندما اتضح لهم ان شعب البحرين قد قفز بوعيه ومواقفه الى ما هو عليه اليوم، هرعوا لبدائل اخرى اعتقدوا انها ستعينهم على البقاء على رأس الحكم فترة اطول. وفي الاسابيع الاخيرة كثفوا جرائمهم ضد الشعب. ومن ذلك ما يلي: اولا: سعوا لادخال الرعب واليأس في نفوس الشباب باصدار احكام قاسية بالسجن يتراوح اغلبها ما بين خمس وخمس عشرة عاما لمن يشارك في التظاهرات والاحتجاجات. ثانيها: انهم سلطوا وحوشهم مجددا على ابناء البحرين، فاختطف الشباب وعذب ومورست بحقهم ابشع اساليب التنكيل، واجساد هؤلاء تكشف وحشية الطغمة الخليفية المجرمة. ثالثها: انهم عمدوا لحملات اعتقال جماعية طالت النشطاء بهدف منع المظاهرات العملاقة بالذكرى الثالثة للثورة المظفرة. وما الاعتداء على بؤر الثورة في سترة وبني جمرة والدراز واطلاق النار على المحتجين كما حدث في منطقة المرخ الا مؤشر لشعور الخليفيين باليأس من التصالح مع اهل البحرين، خصوصا بعد ان فشل مشروع حوارهم الذي ولد ميتا. رابعها: حين لم ينجحوا في كسر شوكة الثوار عمدوا لاسلوب الخداع والتضليل فاجتمع ولي عهدهم الذي يعتبر شريكا في جرائمهم، مع ممثلين عن جمعية الوفاق، على امل اقناعهم بالتوقف عن الحراك الميداني. ولكن الرسالة التي استلمها الشعب من ذلك اللقاء المشؤوم الذي تم يوم الاربعاء الماضي (15 يناير) صبت لصالح قوى الشعب الثائرة. فكان حضور مدير ديوان ابيه، خالد بن احمد، رمز الظلم والقمع والارهاب والطائفية، ومعه وزير الداخلية الذي تلطخت يداه بدماء ابنائنا، رسالة واضحة للشعب، بان ولي العهد ليس سوى "طرطور" بايدي اولئك الاشرار، وانه شريك معهم في مشروع ابادة السكان الاصليين البحرانيين.ورب ضارة نافعة. فاذا كان عقل الاحتلال الخليفي قد تفتق عن قرار بعقد الاجتماع المذكور، فان نتائجه كانت سلبية بشكل كامل، ودفعت المواطنين لتأكيد الموقف الوطني الذي اصبح شعاره " الشعب يريد اسقاط النظام".

كيف ستكون اجواء الذكرى الثالثة لثورة 14 فبراير في ظل تصاعد القمع والضربات الاستباقية؟ وما الارضية التي يقف عليها المتفائلون بحتمية انتصار الشعب؟ قد يكون من الصعب طرح اجابات واضحة على هذه التساؤلات ولكن الامر المؤكد ان حالة من الطلاق الدائم قد حصلت، وان البحرانيين قرروا قطع كافة خيوط التواصل مع الطغمة الخليفية التي لا تملك اي مبرر للبقاء في الحكم، شرعي او شعبي او اخلاقي. ومع استمرار حربها ضد المساجد التي هدمتها قبل ثلاثة اعوام، فان اية محاولة لاعادة خيوط التواصل ستفشل تماما، وستؤدي الى عكس نتائجها. فكما هي الممالك السالفة، فان المملكة الخليفية قد وصلت الى نهاية طريقها، ولن تستطيع فتح مسار الحكم الذي اغلق بوجهها الى الابد. فان اعتمدت على السعودية فهي خاسرة، وان اعتقدت انها جزء من منظومة مجلس التعاون فما عليها الا ان تعيد قراءة واقع هذا الكيان الخائر الذي يكاد يسقط على رؤوس اهله كل يوم، وآخر مشهد لهذا السقوط تجسد في ما سمي "حوار المنامة" الذي هددت سلطنة عمان فيه بالانسحاب من ذلك المجلس اذا ما فرضت السعودية مشروع "الاتحاد الخليجي". فالدول الخليجية تخشى كثيرا من الهيمنة السعودية التي تتمدد بشكل مستمر ولا ترعوي عن ارتكاب الجرائم لتحقيق ما تريد، حتى مع اصدقائها. لقد اعاد العمانيون قراءة التاريخ المعاصر للنظام السعودي وادركوا ضرورة ترك مسافة معه لكي لا ينقلب عليهم ويحتوش اراضيهم. وعليه فليس هناك من مصدر دعم حقيقي لحكم العصابة الخليفية التي حان وقت سقوطها الا من بعض الدول الغربية التي ربطت مصالحها ببقاء الاستبداد القبلي في مشيخات الجزيرة العربية.

الثورة مشروع جاد لا يعرف التراجع او المساومة او الاسترخاء، لا يملكها احد، ولا يستطيع شخص او جهة التأثير على مسارها الذي رسم بدماء الشهداء وآهات المعذبين في طوامير التعذيب الخليفية. الثورة عنوان لنهضة شعب قرر ان يتحرر ويحرر ارضه من الاستبداد والاحتلال، ولا شيء أقل من ذلك سيوقف مسارها. ان شباب الثورة لا يسعون لـ "تسجيل المواقف" او "امتلاك اوراق ضغط" بل اعلنوا هدفهم منذ الايام الاولى للثورة: الشعب يريد اسقاط النظام. الثورة هذه المرة استهدفت رأس الطغمة الحاكمة لانه أسس أسوأ حقبة من الفساد والتخريب والتجنيس السياسي والتمييز والطائفية والقمع والتعذيب، ولن تقبل بأقل من استعادة السيادة على البلاد من المحتل السعودي والطغيان الخليفي. وبرغم مكابرة الطاغية وعصابته، فان سقوطه محتوم لانه استكبر واستعلى وعاث في الارض فسادا وتخريبا، فحقت عليه كلمة العذاب. اما لقاء نجله الذي سقط في عيون الشعب بدعمه اجهزة التعذيب والقتل وصمته على جرائم عائلته، مع بعض رموز المعارضة فلن يكون له أثر يذكر على مسار الثورة التي ستستمر حتى يحدث التغيير الجوهري في النظام السياسي الذي يحكم البحرين. وستكون الذكرى الثالثة لانطلاق الثورة المظفرة بداية النهاية لنظام رجعي متخلف ينتمي عصر القبيلة وثقافتها، وهذا هو عهد الشهداء والابطال ورموز الشعب وسجناء الرأي، وذلك وعد الله، وهو وعد غير مكذوب.



اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
17 يناير 2014 __DEFINE_LIKE_SHARE__