أقلام حرّة - لؤلؤة أوال بقلم:جلال آل حسن لكلّ شيء حدّ، إلا الوقاحة التي تصدرُ من عبيد الأنظمة. أثار كلام محمد حسنين هيكل حول البحرين وجزر الإمارات أؤلئك الذين ليس لهم إلا ترديد التفاهات، ورمي الآخرين بالجهل ،الخرَف، ليس لشيء غير أن كلام هيكل حرّك جهلهم، وهزّ ما في داخلهم من عمى. والكلام هنا ليس لوزير خارجية البحرين، الذي لا يوخذ بكلامه أو تغريداته لأن ما يكتبه هو رهين لحظة التخمة الذهنية التي يُعانيها، وهو ما عاد يستحقّ الكثير من التعليق. ولكن يستوقفك بعض الكتّاب الذين يظنون أنفسهم على علمٍ، وهم ليسوا سوى برميلٍ من الفجاجة والخواء. مثل ذلك ما كتبه سالم حميد في صحيفة العرب الصادرة في لندن.لا يهمّ هنا ما كاله في مقاله من قدْح لهيكل، ولا محاولة كاتبه إبراز علوّ كعبه في التخبيط وخلط الحابل بالنابل، ولكن اللافت فيه ذلك الكمّ الهائل من المغالطات التي تُساق بقصدٍ تام، رغبةً في إرضاء موروث العبودية التي يركبُ هؤلاء الذين لا يرون إلا ما يرى حكّامهم. فالتاريخ هو فقط ما ينطق به الحاكم، والحقيقة الكاملة لا توجد إلا عنده. وأي أمر أو كلام يُعارض ما يقرّه الحاكم، ولو في أمور التاريخ والجغرافيا؛ فإنها كذب وصادرة من ذاكرة متهالكة. سالم حميد - ولكي يُظهر جهله - يقول بأن دعوى هيكل لنسبة البحرين تاريخياً إلى إيران؛ هو محاولة تستهدف سلب العروبة عن المواطن البحريني، وعزله عن محيطه واغتيال شخصيته. وكأن هناك مواطنا بحرينيا له كرامة في ظل القمع الخليفي! وكأن العروبة تسري في البحرين من الشمال إلى الجنوب! وكأن جنود الدفاع ورجال الأمن ينطقون بالعربية! لم يسلب البحرين عروبتها غير النظام الخليفي الذي ملأها بالمرتزقة، وأعطاهم الضوء الأخضر لقتل مواطنيها العرب، واغتيال شخصيتهم الاجتماعية والثقافية. منْ يريد أن يتحدث عن عروبة البحرين فعليه أن يقف في وجه النظام الذي يعمل، ليل نهار، إلى ملجأ لكلّ أقوام الأرض الباحثين عن الرّزق عبر قتل الناس وهتك كراماتهم. المقال يُكرّر بطريقة طفولية اتهام الحراك المطلبي بالبحرين بأنه من صُنع إيران. ولكن صاحب المقال يجهلُ تماماً ماذا قال بسيوني في تقريره، ويعجز عن الإتيان بدليل قاطع على ذلك. وليس أدل على غباء المقال من حديثه عن المطامع الإيرانية وتحالفاتها مع الإخوان المسلمين تارة، ومع هيكل تارة أخرى!
01-15-2014, 01:21 PM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه 
