كسرَ إبراهيم شريف الصّور النمطية، واحدة تلو الأخرى. كان يُقال بأنّ النخبة لا تُجيد الميدان. قيل بأنها لا تعرف غير التّنظير وإطلاق الكلام داخل الغرف المكيّفة. قيل بأن الليبراليين؛ لا يشغلهم النّاس، ولا يتواجدون إلا حين تجتمع الطاولاتُ، وتعلو في الأفق روائحُ الكعك. خرقَ أبو شريف هذه الحكاية السّوداء. لم يشأ أن يُسجّل الحضور في منتصف الطّريق، أو يقف على التّل بانتظار انجلاء الغبار. دفعَ، بكلّ قوة، لكي تكون الثّورة حاضرةً في اجتماعات الرّفاق. سمعَ أحدهم: ننتظر قليلاً حتّى تتضح الصّورة. لكنه، كان أكثرهم بصيرةً. كان يريد أن تكون مصداقيته هي الفيصل، والدّليل إلى الثّورة.