عن الوفاق والحملة الاخيرة ضدها

[محروم.كوم]

لم اشعر يوما بان الوفاق خدعتني، ولم اشعر بانها ضربتني في الظهر كما يشعر الكثير من ابناء بلدي، فانا لم اتوقع يوما شيء خلاف ما تفعل الوفاق لكي اصدم اليوم او ادعي باني مصدوم من حراكها ومما تفعل.
منذ ايام الدوار كانت الوفاق تتحرك تجاه الحكم، الجميع يعرف ذلك، فلا جديد في الامر، الوفاق كانت تتصل بالامريكان وتجتمع معهم، والجميع يعرف ذاك، الوفاق كانت لها اتصالات بدول الخليج، الجميع يعرف ذلك، فلم الانصدام اليوم ؟؟

لم الانصدام يا سادة وتصوير الامر وكأنه تطور (جديد) وخطير بينما الجميع يعرف علاقة الوفاق بالسفارة الامريكية؟؟ لماذا هذه الحملة وكأن سر اسرار الوفاق قد كشف للتو ؟؟!! فجميعنا يعرف ان الحراك التفاوضي لحل الازمة لابد وان يمر عبر امريكا والرياض ( البلدين المؤثرين في البلد) ؟؟؟


انا معكم اختلف مع الوفاق كثيرا سواء في طريقة تعاطيها مع الثورة او حتى على مستوى الايديلوجيا كوني لا اؤمن بشىء اسمه اسلام سياسي او دولة اسلامية، لكني اعرف عدة امور وهي حقائق ولا اخادع نفسي بها، منها مثلا :
- ان الوفاق تعلن انها تؤمن بعدم جدوى اسقاط النظام وتعمل على اصلاحه.
- ان الوفاق تتحرك في الميدان وفق ما تؤمن به هي.
- ان الوفاق تمتلك جمهور عريض يؤمن معها بما تؤمن به وتسانده في ذلك.
- ان الوفاق لديها جمهور عريض آخر ورغم اقتناعه ان اهداف الوفاق لا تلبي طموحه الا انه يناصرها لانه لا يوجد لديه خيار اخر.
- ان هناك عجز كبير في تقديم مشروع منطقي وعملي لاسقاط النظام يمكن ان يضرب جماهيرية الوفاق.


اعرف هذه الحقائق جيدا، لذلك انا كنت ولا ازال اتمنى من الجهات التي تقف على النقيض من مشاريع الوفاق ان تقدم البديل الفعلي للوفاق، ولا تكتفي بمجرد الصراخ والنقد والتسقيط، فالناس شبعت شعارات وشبعت صراخ (يا منتقم يا منتقم ) وهي اما ان ترى مشروع مقاوم فعلي على الارض يعطيها الامل في امكانية النصر على النظام اوانها ستتجه للوفاق.

يا جماعة
تفكروا قليلا، فالناس تريد حقوق وتريد حرية، وهي ليست معنية ان كانت الوفاق على حق ام على باطل قدر ما هي معنية بحقوقها المهدورة، وكل يوم يمر سنرى الوفاق اكبر حجما من سابقه واكثر قوة، والشعارات لن تجلب هذه الحقوق مهما كانت قوية، ونقد علي سلمان لن يضرب في جماهيرية الوفاق طالما كان البديل معدوم. __DEFINE_LIKE_SHARE__