شكلت عمليات الإنذار الثلاثية التي نفذها ثوار الائتلاف بكل إتقان ودقة، سواء من حيث المكان والزمان، زلزلا غير مسبوق لعصابة آل خليفة، بل كانت العملية الثالثة المدوية تضرب أكثر مناطق البحرين حساسية، حيث يدار أكبر رأسمالية خليفية، ومناقصات بترول دولار، وصفقات سماسرة البورصة، وسيولة البنوك والمصارف، وحيث تتكدس أشهر وأضخم فنادق البحرين، وهي باختصار المرفأ المالي – التجاري الواقع في قلب العاصمة المنامة، وهذا ما يستوقفنا على بعض الدلالات الهامة:
مجرد حصول عملية نوعية على الشارع المؤدي لحلبة الفورمولا – شارع الزلاق، والتي تمثلت في عملية " الإنذار "، هي فضيحة من الوزن الكبير لإجهزة استخبارات عصابة آل خليفة، وهو أن الشارع الرئيسي لحلبة الفورمولا غير آمن، حيث أتت العملية قبل أقل من شهر من بدء سباقات فورمولا الدم، الذي من المفترض تزداد فيه الإجراءات الأمنية المشددة في الشوارع المؤدية للحلبة، وزاد الفضيحة فضائح وتعري للاستخبارات الخليفية، بأنها غير قادرة على منع تكرار تنفيذ العملية على الشارع ذاته المؤدي للحلبة، بل نقطة التنفيذ الثانية كانت أقرب بأمتار معددوة من موقع الحلبة، والتي تجلت في عملية " الإنذار 2 ".
الفضيحة الكبرى للاستخبارات الخليفية، والعار الكبير الذي لحق بها، هو فشلها من منع تنفيذ عملية " الإنذار 3 "، والتي لم تكن هذه المرة قرب الحلبة، حيث صحراء الصخير القاحلة، بل في قلب ضجيج العاصمة المنامة، وفي أكثر المناطق تشدداً أمنياً ورقابياً وحراكاً مرورياً، لحماية حركة المال في المرفأ المالي من التعطل والتوقف، وأمام بوابة الرأسمالية الخليفية وأبراج البترودولار والبورصة ومكاتب ادارة الانتاج والاقتصاد، كانت عملية الإنذار الثالثة.
النتيجة: إن استخبارات آل خليفة فشلت فشلا ذريعا، في التصدي لمنع وقوع العمليات النوعية الثورية، وتعرت تماما أمام اسيادها وميرديها، واتضح بأنها غير قادرة على حماية اتباعها وتوفير الأمن والأمان لهم، وهذا ما يقرأه جيدا دوائر الاستخبارات في السفارات الأجنبية في البحرين، بأن استخبارات آل خليفة باتت عبأ لا يضاق ولا يمكن التعويل عليها لإخفات صوت الثورة، والأهم بأن الرسالة وصلت ساخنة لفرق الفورمولا، والذي وان لم يلغى من اقامته في البحرين، ولكن ربّ ضارةً نافعة بمقدم الفرق للبحرين للمشاركة في السباق، ولعل الخير فيما الوقع، بان يستلموا الرسالة مباشرة معنونة بعنوان " براكين اللهب ".
__DEFINE_LIKE_SHARE__