عقدة الاشكالات (الشبهات)....

[محروم.كوم]

بسم الله الرحمن الرحيمالاشكالات والجذور التاريخية:
لا تنتهي تلك الاشكالات التي تُوجه من هنا أو هناك على المُوحدين والتيارات الرافضة للظلم والطغيان والشرك...هذه الاشكالات التي لا تصدر فقط من الجبهات الخارجية بل تصدر كثيرا من الجبهات الداخلية من المنافقين والمشككين وضعاف النفوس والارادة.هذه الاشكالات ليست وليدة اليوم بل هي قديمة قدم الصراع بين الحق والباطل....
وها هو القرآن الكريم ينقل لنا شيئا من هذه الاشكالات –تسلية للمؤمنين المجاهدين وبيانا للجذور التاريخية لهذه الاشكالات- من قبيل:- قوله تعالى: "لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده"
- وقوله تعالى: "الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم..."
- وقوله تعالى: "يا موسى ان فيها قوما جبارينوإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون.... قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون"
- وقوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا..."
- وقوله تعالى: "قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم..."
- وقوله تعالى: "قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا"
- و قوله تعالى: "وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما"
- وقوله تعالى: "فَتَرَى الَّذينَ في‏ قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى‏ أَنْ تُصيبَنا دائِرَةٌ.."
- وقوله تعالى: "إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَليلُون.."
- وقوله تعالى: "ما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ وَ ما نَرى‏ لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبين‏.."وغيرها من الآيات الكثيرساحتنا وتتالي الاشكاليات:
وساحتنا المحلية في معركة الصراع بين الحق والباطل ليست بمعزل عن هذه السنة التاريخية، وليست بمعزل عن هؤلاء المشككين، فلا بد من وجود هذه الفئة في كل ساحة صراع بين الحق والباطل، ولا بد من وجود هذه الاشكالات أيضا -ابتلاء وتمحيصا للمؤمنين المجاهدين- وذلك قول الله تعالى: "أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبينَ"ولكن بطبيعة الحال تكون هذه الاشكالات بثوب جديد، وحُلة جديدة، ومن هذه الاشكالات –نسرد بعضها سردا-:· في فترة ما –قبل حركة حق وتيار الوفاء الاسلامي-: "لا قيادة للشباب المتحرك على الأرض، ولا بد لكل حركة من قيادة، وهؤلاء لا قيادة لهم ولا برنامج، وهم مجرد فئة قليلة من غير المتدينين"· بعد ظهور حركة حق: "حركة حق غير شرعية، وليس فيها علماء يرشدون حركتهم السياسية، ولا ترجع الحركة للفقهاء"· بعد تأسيس تيار الوفاء الاسلامي –بما فيه من علماء وفضلاء-: " لا يجوز تعدد القيادة، فحركة التيار تزاحم (القائد) فهي غير شرعية"· بعد أن أبرز التيار حجته الشرعية ورد على الاشكالات: "التيار حتى لو كان شرعيا جدلا فعمله ليس منسجما مع ولاية الفقيه"· بعد زيارة رموز التيار للجمهورية وزيارة مكتب القائد وبيان الحجة: "البيان مُحرف، وليس صحيح"!!· بعد أن فرض تيار الوفاء الاسلامي وباقي التيارات الثورية حركتها على الأرض، وشارك في التأسيس لثورة 14 فبراير، ودخلت رموزه "العلنية" للمعتقل مُضحية صابرة، يأتي الاشكال الجديد في (حُلته الجديدة): "تيار الوفاء الاسلامي بلا رموز، وغير معروف القيادات، ولا يستند للعلماء المعتقلين الصابرين المجاهدين الأوفياء الواعين الثابتين المتشرعين الرموز الأُباة الحماة ...- الى غيرها من صفات المدح والثناء لهم ما داموا في المعتقل ولا يهددون فكرنا وأجندتنا-"الى غيرها من الاشكالات الكثير الكثير الكثير....أسباب الاشكالات:

ولو أردنا أن نقف على هذه الظاهرة المرضية وهي (ظاهرة الاشكالات) أو ما أسميته في العنوان بـ (عقدة الاشكالات)، لو أردنا أن نقف على ذلك فسنحتاج لموضوع مستقل ولتظافر جهود (نفسية) و (اجتماعية) و (دينية) لتحليل هذه الظاهرة تحليلا متكاملا....

لكن أحب أن أشير هنا فقط الى أهم الأسباب الواضحة لهذه الظاهرة وهي تتالي الاشكالات وعدم توقفها في ساحتنا المحلية على الفصائل الثورية المتحركة على الأرض....وأهم الأسباب هو: ( تضخم الأنا، والغاء الآخر)هذا التضخم، وهذا الأنا ينعكس تارة بصورة ارادية في هذه الاشكالات التي تحاول أن تُلغي وجود الآخر عمدا، مما يدل على خبث نفس، وقذارة روح....
وينعكس هذا التضخم وهذا الأنا تارة أخرى بصورة لا إرادية من خلال تسويلات الشيطان الرجيم فيحاول أن يلبس هذا "التضخم" وهذا "الإلغاء" لباسا دينيا، مما يدل على وجود منافذ ومداخل في النفس والمجتمع ليدخل منها الشيطان اللعين...
وقد ورد عن أمير المؤمنين (ع): "احذروا عدواً نفد في الصدور خفيا، ونفث في الآذان نجيا" في إشارة للشيطان الرجيم أعاذنا الله من نفثاته وتسويلاته...وأشير هنا: ان هذه الاشكالات هي في الواقع شبهات وليست اشكالات تنطلق من منطلقات علمية، لذا لا ينفع مع كثير منها الردود العلمية، بل تحتاج الى معالجات اخلاقية فلادية ومجتمعية....
وأخيرا نسأل: هل ستنتهي هذه الاشكالات؟!
ننتهي كما بدأنا: لن تنتهي هذه الاشكالات على الفئة الثورية المؤمنة المجاهدة، وسوف تبقى تُلاحقهم ما داموا في ساحة الصراع بين الحق والباطل، وسوف تبقى هذه الإشكالات شاهدة على الظلم الواقع على هذه الفئة المجاهدة المظلومة....
وعلى المؤمنين المجاهدين أن يُدركوا أن هذه الابتلاءات تزكية لنفوسهم الطاهرة...
وعلى الذين يقفون أمام المجاهدين المؤمنين أن يُدركوا أن أي موقف أو اشكال أو قول سوف يتجلى أمام أعينهم يوم يكون البصر فيه (حديد)...والحمد لله رب العالمين __DEFINE_LIKE_SHARE__