هل نحن مقبلون على إضراب الكرامة 3....؟!

[محروم.كوم]

باسمه تعالى

هل نحن مقبلون على إضراب الكرامة 3....؟!

لقد اثبت شعب البحرين في تجاوبه مع دعوات الإضراب التي أعلن عنها الائتلاف في يومي 14 فبراير و14 مارس، بأنه قادر على المزيد من توجيه الضربة الموجعة تلو الضربة للعصابة الخليفية المجرمة، وانه على أتم الاستعداد لخوض المزيد من جولات الإضراب والعصيان المدني، إلا أن بعض ( المحبطين / المعارضين دوما ) لزموا مسار بث ثقافة إفشال أي دعوة للإضراب وتحبيط الناس وتحذيرهم من التجاوب معها، بل البحث عن بعض الثغرات والسلبيات التي لا يخلو منها أي إضراب في العالم، وجعلها المعضلة الكبرى في طريق الثورة.
أردت هنا أن أفتح النقاش الجدي حول أبرز النتائج الإيجابية والسلبية التي تمخض عنهم الإضرابين السابقين، وكيف لنا نقوي الإيجابيات ونعالج السلبيات وذلك لمواجهة تحدي إفشال سباق الفورملا 1 المقبل:

أولا: النتائج الإيجابية:

1. لا يختلف أحد سواء من شارك في الإضراب او من لم يشارك، بان الاضرابين شكلا رسالة موجعة ومرعبة للعصابة الخليفية ومن يقف خلفها، دفع الاضراب الاول العجوز خليفة ان يتدارك الإعلام السياسي بجولة سريعة لمجمع السيتي سنتر، أعقبه بعد أيام بكاء ونحيب وزير الأرهاب والمرتزقة عبر إطلالته الإعلامية، بينما الإضراب الثاني إرادت العصابة الحاكمة إستباقه بتهميشه إعلاميا عبر توقيت تعيين سارق الشواطئ سلمان نائبا للعجوز خليفة، وتضخيم الحدث إعلاميا، ومع ذلك لم يتوقف الهجوم الشرس على الإضراب الثاني من قبل صحافة العصابة الخليفية قبل الإضراب وبعده.
2. تجاهل المحتل السعودي الإضراب الأول، بينما استبق الإضراب الثاني بإصدار تعميم مفاجئ لرعاياه في البحرين يحذرهم من التجول والاقتراب من المناطق الساخنة، وهذا يعني أن رسالة الإضراب الثاني قد وصلته لإنها تعنيه مباشرة، أي تنفيذ الإضراب في اليوم الاسود الذي دخل فيه جيش الاحتلال السعودي للبحرين ( 14 مارس)، عكس الإضراب الأول كان عبارة عن تجديد روح الثورة في ذكراها الثانية.

بهذا التعميم اعترف المحتل السعودي رسمياً بان البحرين بعد سنتين من دخول جيشه الغازي ما زالت ثورة شعب البحرين تلتهب ثباتاً وصموداً، ولم تنكسر شوكته رغم القمع والقتل الذي مُورس طيلة عامين، وهذا يعني باختصار بان الاستمرار في الخيار الأمني لإخماد الثورة يعني الاستمرار في سياسة فاشلة لا تجدي ولا تنفع، لذا أبدت السياسة السعودية شيء من اللين تجاه حوار العرين وتشجيعه ولو استحيائاً.
3. في الإضراب الأول أكتفى الأمريكان بتحذير أيضا رعايهم من الاقتراب من المناطق الساخنة، بينما في الإضراب الثاني قد حضر شخصياً أحد كبار مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية، ليشهد بأم عينه حجم التفاعل الشعبي مع الإضراب وإلتزام الناس بالعصيان المدني، فما كان منه إلا أن يتأسف، ويوصف ما حصل بأنه عنف الشارع ولابد ان يتوقف.
4. أثبت الإضراب في نسخته الأول والثانية بأن ما يسمى بحوار العرين لا قيمة ولا أعتبار له أمام حركة الشارع واستمرار الثورة، وأن التعاطي معه كعدمه، وهذا من أهم نتائج الإضرابين الذين أفشلا حوار العرين الذي يراد له فقط تلميع وجه قبيلة آل خليفة امام الغرب، بانها منظومة سياسية تؤمن بلغة الحوار مع شعبها، وانها قادرة على حلّ إزماتها الداخلية بنفسها، بينما التركيبة القبلية تناقض ذلك كلياً، فثقافة القبيلة لا تعرف إلا لغة الحراب والحرب من أجل الغنائم والاستحواذ على الثروات، فكيف والحال أن كان الهدف السيطرة على الحكم والسلطة!
5. الإضراب الأول والثاني أسقط مقولة المحبطين للحراك الثوري، بأنه يستحال أن تتجاوب الناس مع أي دعوة للإضراب بعد مآسي إضراب 2011 وتبعاته التي لم تعالج لليوم، وهذا ان دل على شيء، فأنه يدل على الشعب ما زال يمتلك إرادة صلبة وقوية بان يخوض ليس جولة وجولتين من الإضراب فقط، بل مستعد ان يخوض العديد من الجولات حتى تنتصر إرادة الشعب وينتهي حكم العصابة الخليفية.

ثانيا: النتائج السلبية:

1. إثار البعض الكثير من الضجيج حول الإضرابين لجهة إغلاق الشوارع الداخلية للقرى، وانه قد شكل عبئ إضافي على الأهالي، وان تأثيره لا يضر إلا بالناس وإعاقة حركتهم، بينما الشوارع الرئيسية الأمور في مسالكها طبيعية.. قد يكون لهذا الكلام وجه من الصحة، ولكن لا يخفى بأن القرى لم تشهد فقط في الإضرابين إغلاقات داخلية، طيلة عامين منصرمين والقرى لا تخلو من الاغلاقات للطرق الفرعية والداخلية إثناء المسيرات ويتصاعد الأمر عند إندلاع المواجهات، نعم درجة إحكام الإغلاق في الإضرابين إزدادت نتيجة ضخامة الفعالية وقوتها وزخمها الثوري وهذا أمر طبيعي.

2. إفراط العصابة الخليفية في القمع وإخناق القرى بالغازات السامة كعقاب جماعي لكل القرى التي شاركت في اٌلإضراب، ومن قال طيلة عامين منصرمين ان مرتزقة العصابة الخليفية كانت مثلا تنظم الطرقات الداخلية لمرور المسيرات الشعبية وتحافظ على سلامتها، أو توزع الورود والماء والعصير على المشاركين فيها!!

طيلة عامين منصرمين لم يتوقف القمع والقتل العمدي وإغراق القرى بالغازات ولو ليوم واحد قط.
3. إجبار الناس على تنفيذ الإضراب بالقوة، وإرغامهم على إقفال محلاتهم وتعطيل مصالحهم ووو... ومن قال طيلة عامين منصرمين القرى التي تشهد مواجهات، بأن الناس لا تلتزم بيوتها وان اصحاب المحلات لا تغلق ابوابها فورا حفاظا على سلامتهم من قمع المرتزقة ، ومن قال انه لا توجد فئات من الناس أساسا ترفض أي حراك ثوري حتى لو كانت مسيرة سلمية تمر بين الإزقة الضيقة، فكيف بتنفيذ إضراب وعصيان مدني!
لنكون صريحين مع أنفسنا قليلا: الثورة.. ثورة، لا تعرف إلا لغة التضحية والعطاء بالغالي والنفيس كي تحقق الأهداف، وإلا فالقبول بالمذلة والاستسلام والخضوع للعصابة الخليفية، في الثورات لا تقاس الأمور بصغائر الأحداث هذا أغُلق امامه شارع، وذلك جُرح أصبعه، وتلك اُدمعت عيناها جراء مسيل الدموع ووو.. باختصار الأهداف الكبرى بحاجة لتضحيات كبرى، فلا قيمة لإغلاق محل تجاري 24 ساعة فقط، أو شارع داخل القرية او غيره أمام قطرة دم شهيد او دمعة ام مكسور خاطرها على ابنها الاسير أو المطارد ، فلا تنام الليل ولا تستلذ بطعام وفلذة كبدها لا تعلم بحاله.
4. عدم وجود إجماع من القوى السياسية على تنفيذ الاضرابات، صحيح في الاضراب الاول الجمعيات السياسية دعمت بشكل غير مباشر، والحركات السياسية كحق وامل والوفاء دعمت بشكل مباشر وصريح، بينما في الاضراب الثاني تراجع الدعم واختصر فقط وفقط على التيار الرسالي باعلان دعمه الواضح للاضراب، وهذا محل استغراب واقعاً !
الجمعيات السياسية قد نبرر لها بانها مشغولة بحوار العرين، ولكن قوى الممانعة لماذا لم تدعم وتحرض على الاضراب كحق والوفاء ؟! سؤال للتاريخ فقط.

طيب، قد يقول البعض ان الائتلاف انفرد بقرار الاضراب ولم يشاور القوى السياسية، السؤال هذا القوى السياسة لا تتابع بيانات الائتلاف التي توعد فيها بالتصعيد ايام حصار العكر وهدد بتنفيذ العصيان المدني ؟ أليس كان من المفترض ان تلتقط الإشارة وتستوعب الأمر وتستعد للايام القادمة؟

الخلاصة: أرجو أن يناقش ما ذكر إعلاه بعقل هادئ وفكر حرّ، فنحن مقبولون على ما يسمى بسباق فورملا 1، فعلى الجميع ان يتكاتف ويوحد الجهود لإفشال هذا السباق مهم كان الثمن، ولا اعتقد يوجد خيار حالي غير الاضراب والعصيان المدني بمقدورهما ان لم يفشلا السباق، قد يعرقلا تنظيمه بدرجة كبيرة.. نأمل في يوم الجمعة في الزحف للمنامة تحت شعار ( حيّ على المنامة ) ان يعلن الائتلاف عن خطوة هامة في هذا السياق تهدف لضرب سباق الفورملا.. فهل سنشهد اعلان اضراب الكرامة 3 ايام الفورملا ؟
__DEFINE_LIKE_SHARE__