هيكل: ما يحدث في سوريا تمهيد لمعركة إيران.. و«الربيع» خطط له في الناتو

[محروم.كوم]

هيكل: ما يحدث في سوريا تمهيد لمعركة إيران.. و«الربيع» خطط له في الناتو
Sat, 12 يناير 2013 /
في الحلقة الأخيرة من حواره مع لميس الحديدي -
تابع الحوار ـ عاصم الشيدي -
جريدة عمان

قال الكاتب والصحفي الكبير محمد حسنين هيكل أن ما يحدث في سوريا هو عملية تمهيدية للحرب على إيران، مشيرا أن صمود النظام السوري فاجأ الغرب باعتبار أنهم قاسوا الأمر على ما حدث في تونس ومصر.


وقال الأستاذ هيكل في الحلقة الأخيرة من حواره مع قناة "سي بي سي" والإعلامية لميس الحديدي ما حدث من ثورات في العالم العربي كان مخططا له داخل حلف شمال الأطلسي وإن لم يكن بالصورة التي حدثت حيث كانت خططهم تتصور حدوث انقلابات عسكرية أو ما يشبهها، وقد تم تقرير كل التفاصيل في مؤتمر لشبونه وأطلق على الخطة اسم "الباب المفتوح".

وقال هيكل أن الغرب وقعوا في خطا استراتيجي في سوريا عندما اعتقدوا أن الأمر في سوريا لن يحتاج أكثر من أسبوعين على حد تعبير الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي، ولم يتوقع الغرب حسب هيكل أن المعادلة الثورية لم تنضج بعد وأن قوى الثورة أضعف من أن تقاوم الأمر الواقع في سوريا، وكذلك في ليبيا قبل ذلك.

وقال هيكل إن ما حدث في ليبيا كان مخططا له عسكريا خاصة ما حدث منه على الأرض، مشيرا أن الغرب كانوا يتوقعون أن تنتقل الثورة مباشرة من تونس إلى ليبيا، نظرا للوضع الذي وصل إليه النظام في ليبيا من إهدار لشرعيته.

وقال هيكل معتمدا على وثائق على حد تعبيره أنه بعد سقوط نظام ابن علي في تونس وضع حلف شمال الأطلسي خطة خاصة بليبيا اسمها "الحماة المتحدون" جاء فيها أنهم "قد" يضطروا لتقديم مساعدات عسكرية في ليبيا. ودرست الخطة في بلجيكا بمشاركة كل دول حلف شمال الأطلسي وعين للقوة جنرال كندي، وقائد جوي.


وقدم الجنرال الكندي تقريرا للأمين العام لحلف شمال الناتو يوضح الكثير من تفاصيل العملية العسكرية في ليبيا. وتحدث فيه عن 8 آلاف عسكري شاركوا في العملية نزلوا على الأرض. ونفذت القوات عمليات على 260 موقعا استراتيجيا في ليبيا. ونفذت الطائرات حسب التقرير الذي كان هيكل يقرأ تفاصيله أكثر من 25 ألف طلعة جوية على مواقع في ليبيا. وقال هيكل أن أمريكا أخذت على عاتقها في هذه المعركة تدمير كافة الدفاعات الجوية في ليبيا، مشيرا أن هناك تسهيلات قدمت من دول عربية لدخول "تسلل" قوات غربية إلى داخل ليبيا بعضهم من دول عربية.

وحول عدم استخدام الغرب لنفس الأسلوب الذي تم في سوريا قال هيكل ما المعارضة الروسية التي تعلمت من درس ليبيا أدركوا أنهم لن يستطيعوا فعل ما فعلوه في ليبيا، مع الأخذ في الاعتبار أن العمق السوري يختلف عن ليبيا. مؤكدا أن سوريا بلد يضم خليط إنساني وجغرافي وهو منطقة اختلاط حضاري، وسوريا فكرة أكثر منها أرض.

وقال هيكل أن الهدف من عملية سوريا الوصول إلى إيران، معتبرا أن المعركة الحقيقية القادمة هي معركة إيران.

وفي الشأن المصري قال الأستاذ هيكل: إن السلفيين والإخوان لديهم رغبة في العودة الي الماضي، معتبرا أن الرئيس مرسي ليس لديه خبرة، وأن ما يحدث الآن هو ليس ثورة بقدر ما هو امتداد للماضي.

وأضاف هيكل: أن النظام الحالي يخلط بين الدولة والسلطة، مؤكدا أن على النظام أن يتمسك بمفاتيح السلطة وليس مفاتيح الدولة، معتبرا أن الدستور الحالي هو لصالح السلطة وليس الدولة.

قال محمد حسنين هيكل إنه "لا يمكن فصل الرئيس عن الجماعة، ولكن مطلوب تحديد مهامه، وأقول له أنت جئت رئيس دولة وأصبحت ملكا لها وجزءا منها، ولديك 3 ملفات خطيرة في مسئوليتك هي الأمن القومي والوحدة الوطنية ومياه النيل، فالنيل هو المصدر الوحيد للحياة".

وأضاف هيكل: "كنت من أنصار منح الإخوان فرصة ليعرفوا ويفهموا، وعليهم أن يتوقفوا عن الشك ونظرية التسليم والتسلم والرأي الواحد"، أما عن التيار السلفي، فقال هيكل: "تسييس التيار السلفي ظاهرة جديدة، وما يخيفني إعادة مصر إلى ما قبل عهد محمد علي ونابليون".

وتابع هيكل "هناك جزء كبير من القضاء لا يستطيع الفصل بين الدولة والسلطة، وهو سبب الصدام مع القضاء، فالقضاء في الدولة، وليس في سلطة حزب يتولى الحكم".

وأضاف: "الشباب محبط والكتلة الأكبر من الشعب محبطة، والإخوان وجبهة الإنقاذ ليست لديهم رؤية ولا أحد يضع أمام عينيه الوطن، وحسين سالم خرج من مصر بحقائب بها 450 مليون يورو دون أن يحاسبه أحد، ومصر تواجه أزمة سيولة حقيقية، وليس لديها جدول أعمال لتعلم من أين تبدأ، وأكاد أرى الأضواء في مصر تنطفئ ضوءًا بعد آخر، وعلينا قراءة ملفاتنا وتحديد هدفنا".

وخاطب هيكل الرئيس مرسي بالقول: "نفسي أن توفق"، فهذا الرجل يستطيع أن يجد مكانه، والبلد وصل إلى حالة إنهاك، وعليك إدراك أنك ملك الدولة، وأنا أعرف هويتك وتاريخك والناس قبلت بذلك، ولكن الدولة مختلفة، ولديك مهام عليك القيام بها".

وعن الخلافات بين مصر والدول العربية، قال هيكل إن "العالم العربي الآن يعيش على طريقة مطعم" كانو" في تل أبيب، وهو مطعم للتخسيس وزواره يتخيلون أنهم يأكلون ولا يقدم لهم طعاما، فتوضع أمامهم الأطباق الفارغة ويأكلون "وهم" بدون طعام، حتى يتولد لديهم إحساس نفسي بالشبع، والعرب الآن يعيشون بنفس النهج حيث يتوهمون أشياء".

مضيفا: "خلافاتنا مع حافظ الأسد وسوريا بدأت بسبب اعتقاد الأسد أن مصر غدرت به في حرب أكتوبر، أما خلافاتنا مع قطر فكانت شخصية بسبب غيرة سوزان مبارك من الشيخة موزة، ولا يمكن أن ننكر أن هناك خلافات بيننا وبين السعودية، ولكن للأسف هناك أعضاء في النظام السابق كانت تدخل إلى مكاتبهم حقائب محملة بالأموال، ويقال لهم "الشيخ بيسلم عليك"، وبالتالي لا يمكن أن يتحدث هؤلاء عن موقف مصر بقوة، والبعض اعتقدوا أنهم حينما يدفعوا لمسئول فهم يساندون مصر".

واعتبر هيكل أن الشيخ حسن نصر الله "كان يمثل مقاومة أمام إسرائيل وهذه لم تعد موجودة، وهو شخص قومي عربي حقيقي". معتبرا أنه "إذا سقط النظام السوري سيواجه حزب الله العديد من المشاكل"، مؤكدا أن بقاء النظام السوري سنتين في ظل الثورة يعد معجزة.

وأضاف: "أتوقع سقوط النظام السوري خلال ستة أشهر، فقد جرحت شرعيته ويستحيل عليه البقاء، والنظام سيتغير ببطء ولابد من تسهيل خروجه"، مؤكدا أن شكل المستقبل في سوريا لن يعتمد على الجيش الحر.

وأضاف هيكل أن "استمرار الأزمة السورية بسبب ضعف المعارضة التي تتزعمها جماعات دينية غير معروفة، وبسبب أن تركيا تخشى التحرك أكثر بسبب نسبة العلويين، وعدم القدرة على عمل عسكري دولي".

وتابع أن "المعارضة في سوريا "هشة" وأن ذلك يشير إلى نظام قوى"، لافتا إلى أن "سوريا تشهد عمليات تسلل كبيرة بجميع المناطق، علاوة على تسليح عدد من الشباب وحثهم على تنفيذ عمليات مسلحة فردية، ولكن دون جدوى مع النظام السوري الحالي".

وقال هيكل إنه "في عهد حافظ الأسد حدث تحريك اقتصادي لكن دون رخاء"، مشيرا إلى أن "الأسد كان له موقف متشدد في التفاوضات بشأن الجولان"، مؤكدا أن "إسرائيل سعيدة جدا بالوضع في سوريا، وتتدخل استخباراتيا في محاولة لاستمرار الفوضى بالدول المجاورة من أجل المحافظة على أمنها القومي"، مشيرا إلى أن "أسهل عمليات تتم هي بيع فكرة الحرب الأهلية".

وقال: "أقلقني ما قاله الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، في السعودية عن ضرورة رحيل الأسد متبنيا الموقف الخليجي، وكنت أتمنى أن يطلب الرئيس الحوار مع الأسد والمعارضة قبل أن يدلى بتلك التصريحات"، مشيرا إلى أن "مرسى تبنى موقفا خارجيا ولم يعط فرصة لدراسة موقفه تجاه سوريا". __DEFINE_LIKE_SHARE__