آية الله قاسم : رواية الداخلية لحادثة ضرب "جعفر" هزيلة جداً لا تصمد أمام الرأي

[محروم.كوم]

قال ان رواية الداخلية في حادثة ضرب جعفر كاظم "كلام لا يصدقه الأطفال"… وتكفير المسلمين جاهلية وفتنة
آية الله قاسم يحث على المشاركة في"حملة التجنيس" ويؤكد: الإصلاح أصبح ضرورة سياسية

محرر المحليات - أوال | 15/05/2009م - 11:15 م



أكد سماحة آية الله الشيخ عيسى احمد قاسم على أن على أن "مصلحة البلد وأمنه وتقدمه في انتظار الاصلاح لا أي نوع كان من الحوار ولو كان استهلاكيا واستغلاليا واستغفاليا ولمسألة الاعلام والتهدئة الوقتية للخواطر وتمرير الخطط".

وقال قاسم في خطبة الجمعة اليوم بجامع الإمام الصادق "ع" بالدراز ان"الحملة الوطنية المناهضة للتجنيس جهد يبذل على طريق حل ملف التجنيس"، مشدداً على أن الشعب عليه "أن يعطي لهذه الحملة بمشاركته الفاعلة فيها ودوره المؤثر أقصى ما يمكن أن يكون لها من زخم وحضور في الساحة وضغط في صالح التخلص من هذه الأزمة".



وعن الحوار الاصلاح، شدد قاسم على أن "الاصلاح أصبح ضرورة سياسية وليس مطلباً شعبياً فقط، ضرورة سياسية لا بد منها وكل يوم يتأخر فيه الاصلاح يترك انعتكاسات خطيرة غير محسوبة على واقع الساحة".
وعن حادثة ضرب الشاب جعفر كاظم، قال قاسم إن الحادث يأتي بلغة مجازية عملية عدوانية بلغة إياك أعني واسمعي ياجارة، وهي لغة لشعب بكامله.
وعن تكفير المسلمين، شدد قاسم على أن الحكم على اي واحد بالكفر هو جاهلية وفتنة كبرى إذا تجاوز الحكم مقياس كتاب الله وسنة رسوله "ص".
واستنكر قاسم التعاطي مع الشتم والسب واللعن بين المسلمين صحابة كانوا أو غير صحابة، مشدداً على أن "التكفير للمسلم جريمة أكبر وأخطر".




وتنشر "أوال" نص خطبة سماحته:


تكفير المسلمين:
الحكم بالإسلام أو بالكفر من أخطر أحكام الدين، وهما حكمان موضوعهما واضح في الكتاب والسنة، والحكم على أي واحد بالكفر من أكبر العدوان اذا تجاوز مقياس كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه آله، وهو جاهلية وفتنة كبرى.
أما أن يحكم أحد الناس من موقع ديني رسمي كبير على ملايين المسلمين بالكفر على مسمع من العالم كله فضلاً عن جميع المسلمين، فهو فتح باب شر عظيم على الأمة بكاملها، واعلان حرب داخلية بين أبناءها وقى الله المسلمين ذلك، وإباحة للدماء والأعراض والأموال التي حرم الله، وصانتها شريعته، وفي ذلك أكبر خدمة للكفر المتربص بالإسلام والمسلمين.
وفي الوقت الذي ننكر بأشد درجات الإنكار على التعاطي مع الشتم والسب واللعن بين المسلمين صحابة كانوا أو غير صحابة، فإن التكفير للمسلم لجريمة أكبر وأخطر.
ولو كان التكفير من السهولة بحيث من سب مسلما أو لعنه ظلماً حكم بكفره، لخرج من الإسلام خلق كثير من كل المذاهب وفي كل العصور، ولخرج عدد كبير من الصحابة أنفسهم عن الإسلام.
وعجباً أن يحكم ذوو المناصب الدينية الرسمية الكبيرة بقضية الكفر على ملايين المسلمين المصلين الصائمين الملتزمين بأصول الإسلام وفروعه ببرودة أعصاب حكماً فاسداً في كلا من كبراه وصغراه.
فكبراه -وهي أن من سب مسلماً كفر- مخالفة لقواعد الإسلام وأحكامه الواضحة الضرورية، وأما من حيث صغراه فهو أن علماء الشيعة يسبون يشتمون يلعنون ويتعبدون بلعن الصحابة. وأما من حيث صغراه فأن –على الأقل- لصاحب الفتوى أن يتيقن بأن كل عالم شيعي شغله وتعبده باللعن والسب والشتم لهذا وذاك من الصحابة الذين تولو أمر الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.
أليس هذا من الرجم بالغيب؟ هذا العالم الشيعي في بيته ما أدرى هذا المفتي والمتفوه بالباطل أنه يتعبد بشتم هذا الخليفة أو ذاك حتى يعطي حكماً كلياً لكفر كل عالم شيعي؟ أهذا علم؟
ولو تواجهت مساجد المسلمين وجوامعهم في قضية التكفير لصارت، ولو كل طائفة تكفر الأخرى من خلال مساجدها ومحاريبها لأحترقت هذه الأمة في أيام، ولم يمهلها عصف الفتن عن الهلاك أكثر من ذلك.

إنذار عام:
الضرب المبرح المدمي لجعفر بن كاظم بن ابراهيم وبالطريقة التي حدثت له واختطافه وحوادث مشابهة قبل ذلك، يعني تدشيناً لمرحلة مخيفة من الفوضى الأمنية التي تهدد المواطنين في هذا البلد.

فاليوم خطف وضرب ورمي في الشارع، وغداً يرى الناس جثث مبعثرة في الطرقات على حد ما في بغداد وغيرها من مدن العراق الجريح المظلوم وإن اختلف نوع الفاعل.
رواية الداخلية للحادث هزيلة جداً لا تصمد أمام الرأي، فرجل في الأربعين تعترضه سيارتان ويضرب ضرباً مبرحاً أولاً في منطقة مأهولة، ويقاد إلى مكان مجهول بعد عصب عينيه، ثم ينهال عليه المختطفون ثانية بالضرب حتى الاغماء –هذه رواية الداخلية- ثم يعاد ليلقى في المنطقة التي أخذ منها، وكل ذلك من أجل سرقة هاتف! أيكون؟ سرقة هاتف تحتاج لهذه المصيبة بكاملها؟ كلام لا يصدقه الأطفال فضلاً عن البالغين الرشد.
هذا والرجل لا يعرف له عدواً خاصاً ولا يتهم أحداً من الناس العاديين كما هو تصريح الوزارة عنه.
الحادث كلام من إبن عم الكلام –يعني لغة غير مباشرة- ولغة مجازية عملية عدوانية من جنس لغة إياك أعني واسمعي ياجارة، وهي لغة لشعب بكامله، والداخلية التي تجيز أن تضع يدها على كل من تدعي أنه الفاعل في القضايا الأمنية التي تمس جانبها، عودتنا أنها لا تجيد هذا الصنع في الحوادث التي تمس أمن المواطن العادي والتي قد تكررت. منقول من أوال نت
فهل تعمل هذه المرة على كشف النقاب عن واقع ماجرى للرجل الأربعيني؟ والجهة المسؤولة عن الحادث الذي استهدفه؟ هل من لجنة تحقيق محايدة أو مشتركة من الجانب الحكومي والحقوقي الحر والمؤسسات السياسية الأهلية لتقصي الحقيقة؟
إذا كان ذلك… فله دلالة، وإذا لم يكن فلعدم كونه دلالة، وهما دلالتان متباعدتان كثيراً ومن جنسين مختلفين، ولنرى ماذا ستفعله الداخلية.

المناهضة للتجنيس:
ملف التجنيس واحد من ملفات الأزمة التي تؤرق هذا الشعب وتسحق مصالحه، والحملة الوطنية المناهضة للتجنيس جهد يبذل على طريق حل هذا الملف، فبمقدار اهتمام الشعب بقضية التجنيس وإدراكه لخطرها واحتراقه بنارها فإن عليه أن يعطي لهذه الحملة بمشاركته الفاعلة فيها ودوره المؤثر أقصى ما يمكن أن يكون لها من زخم وحضور في الساحة وضغط في صالح التخلص من هذه الأزمة.

الاصلاح والحوار:
أصبح الاصلاح ضرورة سياسية وليس مطلباً شعبياً فقط، ضرورة سياسية لا بد منها وكل يوم يتأخر فيه الاصلاح يترك انتكاسات خطيرة غير محسوبة على واقع الساحة.
وقد يكون الحوار مقدمة منتجة للاصلاح لكن قد يكون حوار ولا ينتج، فالحوار ليس مقدمة منتجة حتماً، وكل المشكلة في غياب الاصلاح المتوقف على الارادة السياسية ممن يملكون القرار، وهذه الارادة السياسية لا تتوقف على الحوار، وقدد تتخلف عن الحوار المفعّل –أعني لو فعل- وهذه قضية لها أكثر من شاهد عملي صارخ وأن الحوار قد يكون والنتيجة تأتي على مستوى الصفر.
ومصلحة البلد وأمن البلد وتقدم البلد، في انتظار الاصلاح لا أي نوع كان من الحوار ولو كان استهلاكيا واستغلاليا واستغفاليا ولمسألة الاعلام والتهدئة الوقتية للخواطر وتمرير الخطط.
ومهما كان فإن كل المناورات السياسية بلا اصلاح عملي صادق لن تجدي شيئاً في حل الأزمات القائمة بين الحكومات والشعوب، واذا كانت هذه المناورات من أجل تأجيل الاصلاح إلى اطول مدى ممكن فإن هذا قد أصبح مكشوفاً لعيون الشعوب مفضوحاً أمام فهمها.

http://awaal.org/index.php?show=news...rticle&id=3483 __DEFINE_LIKE_SHARE__