كربلاء البحرين .. وسهام حرملة المسمومة

[محروم.كوم]

كربلاء البحرين .. وسهام حرملة المسمومة

مرت العشرة المحرم هذا العام مرمرورا سريعا كمرور سحابة وحيدة في سماء صافية
ولكنه كان ثقيلا ومؤلما على القلوب ومحملا بالالام ,وكانه خلص هاربا من السهام
المسمومة , من سهام التشويه والتشكيك في الشعائر وتفريغ كربلاء من روح الثورة و
وتحريف اهدافها ورسالتها .


كانت العشرة هذا العام تختلف و كانت تنزف كما ينزف شعب البحرين من طعنات
السهام الناعمة المسمومة التي جائت بلباس الدين , والمتجلببة بمسوح الايمان والخوف
على العقيدة من التشويه , انها طعنات مسمومة متوشحة بشعار الرؤية الفقهية , ولكنها
لاتختلف عن سهام ابن كاهل التي اصابت عين العباس ونحر الرضيع وقلب الحسين عليهم السلام

ان حرملة ابن كاهل سدد في يوم عاشوراء ثلاثة اسهم مسمومة , اما حرملة هذا
الزمان فلايزال مستمر يسدد سهامه المسمومة الى جسد الحسين (ع) فسهام اليوم
لاتختلف عن سهام الامس , بل هي اكثر ايلاما وادماء .

كان يراد لعاشوراء هذا العام ان يكون مختلفا , وكان يراد اغتياله , ويسقط كما سقط
الحسين على بوغاء كربلاء , يسقط مرة اخرى على ارض اوال (كربلاء الثانية ) ..
وبين كربلاء الحسين (ع) وكربلاء البحرين يعود المشهد من جديد ويعود حرملة ابن كاهل
ويسدد السهام الثلاثة المثلثة المسمومة من جديد في عين العباس (ع) , ونحر الرضيع (ع)
, وقلب الحسين (ع) .

ان العين مركز البصر, والقلب مركز البصيرة , والنحر هو الرابط بين البصر والبصيرة ,
فماذا يفعل الانسان اذا كان بصره معطل واحساسه مقطوع من النحر , وبصيرته ممزقة
وفصل بين بصره وبصيرته ,فسهام حرملة التي وجهها اليوم الى عاشوراء كانت تستهدف
اغتيال البصر والاحساس والبصيرة , ليعيد مجزرة كربلاء من جديد بسهامه الناعمة المسمومة .

ان السهام الثلاثة المثلثة المسمومة التي سددها حرملة هذا العام , كان السهم الاول
يستهدف اغتيال شعائرالامام الحسين(ع) لتشويش الرؤية على رسالة كربلاء , والسهم
الثاني كان يستهدف تفريغ الشعائر وتفريغ كربلاء من روح الثورة , وفصل البصر عن
البصيرة بفصل السياسة عن عاشوراء .. اما السهم المثلث الثالث الذي سدده حرملة
ليسدل الستار على اكبر فاجعة في التاريخ الى قلب الحسين (ع) كان توظيف ليلة العاشر
لبيعة يزيد من اجل مكاسب دنيوية .. لذالك كان هذا السهم موجها الى قلب البصيرة
الحسينية ليطمسها ويسدل الستار عليها مقابل حكومة منتخبة .. فتتحول ليلة من ليالي
الخروج ورفض البيعة ليزيد شارب الخمور وراكب الفجور وقاتل النفس المحترمة ,
الى ليلة اخرى مختلفة تجدد البعة ليزيد .

انها جريمة كبرى حين يسعى السياسيون لطمس البصر وقتل الاحساس عند الناس ,
والاجهاز على بصيرتهم , لتمرير صفقاتهم ,وتبرير انبطاحهم وتجديد بيعتهم ليزيد ,
فيعمى البصر ويفقد الناس الاحساس وتموت عندهم الغيرة والحمية والانسانية , بل
كل قيم السماء ويصبح الضمير مخدرا او ميتا كضمير حرملة .

انها سهام السياسة المسمومة حين توجه الى عين العباس (ع) ونحر الرضيع ,
وقلب امامنا الحسين (ع) . فاذا كان سهم حرملة الاول اصاب عين العباس (ع)
فان سهم السياسة اصاب عين الامة وعين القيم وعين الرؤية الفقهية الشرعية الصحيحة .

واذا كان سهم حرملة الثاني اصاب نحر الرضيع , فان سهم السياسة المسموم
اصاب احساسنا وردة فعلنا , فحين يموت الاحساس وتفقد ردة الفعل يتحول
الانسان حينها الى حرملة , فتفقد العين قيمتها ويفقد القلب وظيفته .

واذا كان سهم حرملة الثالث اصاب قلب الحسين , فان سهم السياسة اصاب قلب
عاشوراء واهدافها ورسالتها .. واذاكان قتل الحسين (ع) جريمة كبرى , فان
تحريف رسالته واهدافه والقيم التى ضحى من اجلها لاتقل جريمة وبشاعة ..
بل يعادل رمي عين العباس (ع) , وتمزيق نحر الرضيع (ع) وقلب الحسين(ع)
بالاف السهام , وقتلهم في اليوم الف مرة .

الفرق بين حرملة ابن كاهل , وحرملة السياسي .. ان حرملة اصاب عين العباس ,
و اصاب حرملة السياسي عين الرؤية الفقهية الصحيحة ,ان حرملة في كربلاء قطع
نحر الرضيع , وحرملة السياسي قطع الشعور بالاحساس لفاجعة الطفل الرضيع ,
فقطع الشعور والاحساس من الامة. ان حرملة قد صفى الحسين جسديا , بينما صفى
حرملة السياسي الامام الحسين (ع) روحيا ومعنويا .

ستبقى كربلاء خالدة مهما تكاثرت عليها سهام البغي والتشويه .. وكما بقيت الى اليوم
ستبقى الى الابد , اما من حارب الحسين (ع) فليس له الا الذل والصغار , ولعنات
المؤمنين تزفه الى مزابل التاريخ ..ذل في الدنيا وعذاب في الاخرة .

ان عاشوراء اليوم في البحرين يجب ان تكون منطلقا لموقفنا السياسي .. ونحن امام

مفترق طرق , وفي قلب معركة كربلاء , وامام معسكرين , فاما ان نصافح الحسين
ونقاتل يزيد حتى يكتب الله لنا النصر, او نقر البعة ليزيد اليوم ونقاتل الحسين (ع) ومبادئه

يبقى ان من يريد ان تفقد كربلاء البحرين , بصرها وشعورها وبصيرتها , بتشويه
كربلاء الحسين (ع) من اجل دنيا فانية , فهو اكثر اجراما من حرملة .. بل اكثر
اجراما ووحشية من كل القتلة في في يوم عاشوراء من امثال شبث ابن ربعي وشمر
بن ذي الجوشن .

ان بين عاشوراء الواقعة وعاشوراء الواقع علاقة مستمرة لاتنتهي , فكل يوم عاشوراء
وكل ارض كربلاء .. والسهام نفسها تعود من جديد ولكن في كربلاء البحرين .

كانت هذه ايام عاشوراء في كربلاء البحرين , وسهام حرملة المسمومة .

ودمتم بخير __DEFINE_LIKE_SHARE__