|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
بتصرف من إطروحات الدكتور علي شريعتي: رباعية الاستحمار: الاستغلال ، الاستعمار ، الاستبداد ، و الاستعباد من الواضح أن كل دافع أو عامل يقف أمام الوعي و النباهة بكلا قسميها و يعطلهما، فإنه يدخل ضمن مقولة الإستحمار برباعيته سواءً كان هذا الدافع علما أو فنا أو حضارة أو أي شيء مقدس. إذن فمعنى الإستحمار، تزييف ذهن الإنسان و نباهته و شعوره و حرف مساره عن تلك النباهة الفردية و الاجتماعية. و من دونهما يفقد الإنسان قدرته على الاختيار و صناعة المصير و إدراك السبيل و يفقد معه كل موقف يتخذه قيمته و أهميته ، يقول: ( إذا لم تكن حاضر الذهن في الموقف – يعني هنا ذات الوعي – فكن أينما أردت . المهم أنك لم تحضر الموقف، فكن أينما شئت، واقفا للصلاة أم جالسا للخمرة، كلاهما واحد). إن هذا القطب الذي هو عبارة عن تحالف القوى المسيطرة في التاريخ، و الذي يقوم بالإستحمار بوجوهه الأربعة : الاستغلال ، الاستعمار ، الاستبداد و الاستعباد لا يدعو الإنسان لما يستاء منه دائما فيثر إنزجاره و انزعاجه و ينفر منه بل يمارس معه أبشع صور التمويه و الخداع حتى يظن أن ما يقدمه له في منتهى الروعة و الرقي و التقدم، فيشغلونه بحق آخر من أجل أن يقضي هو – أي هذا التحالف الغير مقدس الذي ذكرناه – على حق أولى و أهم . يقدم لنا الدكتور شريعتي مثالا توضيحيا، يقول : ( عندما يشب حريق في بيت ، و يدعوك أحدهم للصلاة و التضرع إلى الله – أنظر كم هي مقدسة هذه الدعوة ، لكن ما أبشع ما تؤدي أليه - ينبغي عليك أن تعلم أنها دعوة خائن، فكيف إلى عمل آخر... فالاهتمام بغير إطفاء الحريق، و الانصراف عنه إلى عمل آخر، ما هو إلا استحمار، سواءً كان عملا مقدسا أو لم يكن كذلك ). يتجلى بوضوح في سياة العصابة الحاكمة في البرلمان أو كالوصي على أموال طفل عندما يريد الاحتيال عليه فإنه لا يعلن له ذلك بل ربما يستخدم معه الإستحمار فيرغبه للدراسة و العلم إذا كان محبا لذلك أو يرغبه إلى أي شيء آخر يحبه من أجل أن يستولي على ممتلكاته و أمواله و هو غافل لا يدري عن شيء ... تماماً كزوبعة الخمسين دينار، الأحوال الشخصية، التجنيس، البطالة، التمييز، الطائفية إن في التاريخ الإسلامي نماذج كثيرة توضح ذلك ، فقد كان المسلمون في صدر الإسلام يتمتعون بهاتين النباهتين حتى أنهم كانوا يقاضون الخليفة على أي سلوك لا يقبلونه – مثل موقف المسلمين من سهم عمر بعد فتح فارس – فقد كانوا أهل وعي و دراية و كانوا يهتمون بمصير مجتمعهم بدقة و ولع، حيث يصعب الظلم و السيطرة عليهم فبالتالي لا يمكن استحمارهم أبدا. بخلاف المجتمع الإسلامي في العهد العباسي حيث بلغ ذروة الحضارة و العلم و الازدهار إلا أنه يفقد الوعي و يفقد الاهتمام بمصيره الاجتماعي حتى يصبح لا يبالي بأي ظلم أو جور أو تبذير تقوم به السلطات آنذاك، كما حدث بعد الوليمة التي أقامها جعفر البرمكي بمناسبة زفافه، ( حيث طبخ من الطعام ما أخذوا يخرجون الباقي منه من بغداد عدة أيام، حتى تجمع جبل من الطعام خارج المدينة. و بعد أن تغذت منه الطيور و الحيوانات أياما، تعفن فأخذ يهدد صحة الناس و سلامتهم مما اضطرهم لاستئجار جماعة لإبعاده عن المدينة فلم يظهر رجل من المسلمين ليقول لهم ، هذا الطعام الكثير إسراف في الدين) لماذا ؟ لأنهم فقدوا تلك النباهة حتى إذا جاءهم المغول تهدم كل الصرح الاجتماعي الذي كان قائما و لم يبقى له أي مدافع... هذا حالنا بل وألعن مع وزير الداخلية، بطش وإجرام دون مسائلة فبين هذا المشهد في العهد العباسي و بين ذاك المشهد في صدر الإسلام تكمن أهمية النباهة و الوعي الإنساني للفرد و للمجتمع، و تتضح جليا ضرورتها من أجل إنسان يعي ذاته و حياته و مستقبله ... الإستحمار الديني (الماهية و الأسلوب): يمثل الدين ( أحد القوى المتحالفة في السيطرة على التاريخ ) أكبر و أقوى مستحمر في العصور القديمة كما يمتد دوره للعصر الحديث، و هنا لابد من التمييز و عدم الخلط بين الدين الذي بلّغه سائر الأنبياء في ذروة الحقيقة و بين الدين الإستحماري ( دين ضد الدين ) الذي تروجه قوات استحمارية مضادة للإنسانة تتلون بألوان مختلفة و تتخذ أوجه متباينة لكنها تؤدي نفس الدور كالطبقة الروحانية أو المعنوية أو الطبقة الصوفية أو طبقة الرهبان أو طبقة القساوسة. كالعمائم المتملقة والنفعية، والتكفيرين وعلماء البلاط، من الطائفتين وهم كثر في البحرين هذا الدين الإستحماري يقف في وجه الدين الحقيقي و يحاول تعطيل قدرته و نفوذه بآلياته الإستحمارية و التي تقوم بتشويه كل مفاهيم دين الوعي و الآيديولوجيا و تقلبها رأسا على عقب و تسلب كل ما منحه دين الوعي. يقوم هذا الدين في إستحماره على مستويين: المستوى الأول : تعطيل قدرة الوعي و الشعور بالمسؤولية الفردية و الاجتماعية عند الإنسان، و يشير شريعتي لذلك من خلال عرضه للطريقة التي يقوم من خلالها هذا الدين بتحقيق هذا الهدف، حيث يقول: ( - دع عنك الدنيا فإن عاقبتها الموت! - ادخر كل هذه الحاجات و المشاعر و الأمنيات إلى الآخرة........ - إنها سنوات العمر القصير لا قيمة لها، دع الدنيا لأهلها! و يقصد " بأهلها" نفسه و شريكيه الآخرين!) وهنا إشارة يستفاد منها للذين يطالبون الشعب أن يتحمل ويصبر ويرضى بالظلم والفقر، بحجة أن لا يتعرض لمزيد من الحرمان، فالرضى بالقليل خير من الإصطدام المستوى الثاني: تبرير ما يقوم به شريكاه – المال و السيف أو السلطة السياسية و السلطة الاقتصادية كما مر سابقا- في السيطرة و الصراع على التاريخ، و توفير الصيغ الشرعية و صكوك الغفران لهما ، يقول : ( صحيح أنك خنت و بعت مصير الناس للآخرين إلا أنك لا تستطيع أن ترجع حقوقهم إليهم و ليس هذا صوابا! هناك طريق أسهل . ما هو؟ ، أن تقرأ هذه الكلمات ست مرات و أنت متجه نحو القبلة ! فلن يبقى عليك شي، و ستغفر ذنوبك... ثم يتساءل : إذن لأي شيء أتحمل ثقل المسؤولية الاجتماعية ؟ لماذا؟... فهناك طريق أسهل! هو كتاب الأدعية فإنه يفتح الأبواب من غير تعب و لا نصب و لا مشقة.. و بدون أي مسؤولية!.... هذا هو الدين المستحمر- بكسر الميم) هنا يشير لذلك الفهم للدعاء الذي يعزل الإنسان عن مسؤوليته و دوره و يوفر له مزيدا من الطمأنينة و راحة البال بحيث يغدو الأمر نسخة طبق الأصل من ظاهرة صكوك الغفران في المؤسسة الدينية المسيحية في القرون الوسطى و لكنها بامتياز،، لا ذلك الفهم للدعاء الذي يلفت الإنسان لذاته و مسؤولياته و يجعله يتطلع للتكامل و بناء الذات و المجتمع. أخشى أن يكون هذا هو الخيار الوحيد للمعارضة الدين الإستحماري : هذا الدين ( دين ضد الدين ) يستخدم في عمله الإستحماري ذات الأدوات و المفاهيم للدين الحقيقي ، دين الوعي و الآيديولوجيا، إلا أنه قام بتشويهها و إعادة صياغتها بما يلاءم دوره الإستحماري، فكل العناوين التي تملك دلالات سامقة في الوجود الإنساني تم إفراغها من محتواها و مؤداها و فاعليتها الاجتماعية لتبقى عناوين ذات أبعاد غيبية أو فلسفية، بحيث تسلب من الإنسان إرادته و قدرته في صنع مصيره و كماله و مجتمعه، أو تلهيه عن ذلك. لا يمكننا أن نصف هذا الإجراء و هذا التشويه اختلافا و حسب بل هو عين التناقض، يقول الدكتور شريعتي: ( و التعبير الأكثر دقة هو ما قاله أعرف الناس بالإسلام و أخبر علماء العلوم الاجتماعية و أدراهم بالمصير التاريخي للإسلام، و خير من تكلم و عبر و تفنن و هو ( علي ) الذي عبر بجملة واحدة عن كل ما أراد من التعبير عنه متخصصو العلوم الإسلامية و العلوم الاجتماعية و ما طرحوه من تحليل علمي لتاريخ الإسلام و ما أعدوه من كتب و مؤتمرات مطولة و ما قاموا به من مقارنات بين الحقيقة الأولى للإسلام و واقعه الفعلي و رسالته البناءة، و الدور الهدام الذي أدّي، .... و تبيان جمال الإسلام و جاذبيته، و قبيح ما مسخ منه، و محاولة إثبات أن الإسلام دين مميز غير سائر الأديان، و أنه كان مميزا في انحطاطه أيضا، أو دفعه إلى الانحطاط، و أن الإسلام الأول كان أجمل رسالة و دعوة و أنه أصبح في سيره التغييري نحو الانحطاط ليصبح أبشع رسالة. نعم لقد قلت أن أسمى رسالة فكرية و أكثر رسالة إنسانية تقدمية تحولت إلى أشد الرسالات انحطاطا، كل هذا الحديث بينه ( علي ) باستعارة بسيطة و طبيعية من حياة عامة الناس و بشكل دقيق و كامل حين قال : " لبس- ألبس - الإسلام لبس الفرو مقلوبا " فالفرو لباس لكنه مميز عن سائر الألبسة في الشكل و الاستعمال، و الفرو هو اللباس الوحيد الذي ظاهرة جميل جدا، و باطنه قبيح و أسود ، ظاهرة ذو نقش بديع، و باطنه يخيف الأطفال، أوليس أطفالنا اليوم يرهبون من الإسلام؟! فالإنسان يلبس الفرو مقلوبا و الخروف يلبسه ظاهرا) رجال دين وشخصيات لكنها كالخراف ولا ترقى للإنسان في شي |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ماذا قالوا بعد رباعية الخيام خخخخ عفواً رباعية البرغوث ميسي (تقرير كامل مدعم بالصور ) | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 04-07-2010 10:30 PM |
الأحرار ،سنهزم الظلمة عندما نرفض الاستحمار | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 04-03-2010 12:52 AM |
عبدالهادي خلف: الإفراط في السُلْطة / طبائع الاستبداد | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 05-09-2009 05:40 AM |
كلمات أغنية غرنوقة لعبيد بن سرحان | شجون الكتبي | المواضيع المكرره | 2 | 04-18-2008 08:28 PM |
ابي كلمات اغنية غرنوقة لعبيد بن سرحان....بلييييز | دلوعة العين2008 | كلمات الاغاني | 4 | 03-15-2008 07:42 PM |