رسالة إلى جمعية الوفاق وعلى رأسها الأمين العام سماحة الشيخ علي سلمان

[محروم.كوم]

(@Peace_1962)

http://www.twitlonger.com/show/jpr63e

رسالة إلى جمعية الوفاق وعلى رأسها الأمين العام سماحة الشيخ علي سلمان حفظه الله

لست وفاقية ولا وعدية ولا وحدوية ولا سياسية أساسا
بل أنتمي إلى حزب كل المظلومين والمتضررين في هذا الوطن وعلى هذه الأرض الغالية على قلوبنا

مثلي مثل الكثيرين الذين (كان ) لا هم لديهم غير العيش الكريم والحال المستور بحمد الله.
مواطنة لها فكرها المستقل جداً، وظيفة ومسكن خاص وسيارة وزوج وأولاد والحمد لله على نعمه.

ولكن بعد ١٤ فبراير تفتحت مداركي كما الكثيرين على أمور كثيرة وكثيرة جداً لم تكن تخطر على بالنا أبداً ولا مجال لذكرها هنا. فلم أعد أفكر إلا في الجميع ومصلحة الجميع .

لاأعتقد بأن هناك داعي لكي أسرد المعاناة والألم الذي عشناه وما زلنا نعيشه حتى الآن وبما هو معلوم لديكم جيداً، فاللغة العربية وبالرغم من ثرائها في المفردات والتعبير لا تستطيع وصف الحال.

بإختصار، بعد كل ماحصل أصبحتم كجمعية الوفاق بالأخص في فوهة المدفع.
ما واجهتموه وما زلتم تواجهونه ليس بالحمل الخفيف، فأنتم مشكورون، بل ونعجز كلنا عن شكركم على ما قدمتموه وما زلتم تقدمونه من أجل القضية.

نعلم جميعا بالضغوطات التي تمارس عليكم سواء من الداخل وحتى الخارج.

ولكن:

بما أنكم تتحملون الجزء الأكبر من المسئولية عن مستقبل الأوضاع وما ستئول إليه، أود أن أشير لبعض الأمور من أجلكم ومن أجل الصالح العام وكلي أمل أن تأخذوها بعين الإعتبار.

١- أتركوا للناس حرية الخيار ودعكم من طلب التبعية العمياء من البشر بإسم الدين. فلا برنامجكم السياسي يقع تحت مظلة الشريعة ولا أنتم بمن يبدي قناعاته على الملأ . كم كان بيدكم أن تسجلوا موقفاً يزيد من حب وإحترام جماهيركم لو صرّحتم بإيمانكم بولاية الفقيه ولكنكم لا ترونها مناسبة للتطبيق في البحرين. ولكنكم تهربتم من الإجابة وبطرق ملتوية. أذكر جيداً حينما سئل سماحة الأمين العام في إحدى المقابلات التلفزيونية : هل تؤمنون بولاية الفقيه؟ فكان جوابه غامضاً جدً .. ليته جاوب بما قاله سماحة السيد حسن نصرالله في إحدى المرات ، ولربما أكثر من مرة وبصريح العبارة، أنهم في حزب الله يؤمنون إيماناً تاماً ليس فيه مجال للشك بولاية الفقيه ولكنهم يرونها غير مناسبة للتطبيق بسبب طبيعة تكوين الطوائف والتعددية في لبنان. قالها وعلى الهواء مباشرة فليس هناك أسمى من البوح بما يؤمن به الإنسان وبقناعة دون خوف. ولذلك أقول لا تلعبوا على وتر الدين .


٢- لا تلعبوا على وتر العواطف . طبيعة أهل البحرين عاطفية ومشاعرهم شفافة ولهذا فهم يصدقون ما يقال دون تشكيك . فلو لا هذه الأحاسيس والنقاء بالفطرة، لما حملوا سيارة الحاكم في تلك السنة وهم يرقصون فرحاً بأنه المنقذ بعد سنوات وعقود من الظلم والإضطهاد. نفس المشاعر وردات الفعل صدرت من الناس حين تبنيتم المشهد السياسي فكان التلاحم في قمته والإصطفاف على أوجّه ولكن، وعودكم بأن ما قبل رمضان ليس بمثل ما بعده، وأن الحكومة هي من ستستجدي منكم الحوار والرجوع إلى الميدان حتمي، و و و و كلها لاقت صدى قوياً ومتفاعلاً ولكن، أدركت الناس بأن هذا كله (كلام فقط) لا مجال لتحقيقه، على الأقل حتى الآن.

٣- لا تستهينوا بالوعي الذي أفرزته ثورة ١٤ فبراير ، فمن خلال تواصلي شخصيا مع مختلف الشرائح في مجتمعنا أدرك الأغلبية أن المطالب لا تراجع عنها خصوصاً بعد كل التضحيات وعلى جميع الأصعدة ومثلكم لا يخفى عليه. لم تعد الناس تردد (علي وياك علي) أو ( سيري يا وفاق ونحن ورائك) ، وبالمناسبة أقدم جزيل الشكر لسماحته عندما طلب التوقف عن ترديد مثل هذه الشعارات. ولكن أجزم بأنها كانت ستتوقف تلقائياً حتى لو لم يطلب إيقافها. هناك خوف وتوجس من أن الوفاق تسعى لنيل مكاسبها السياسية متناسية تضحيات هذا الشعب الصابر الصامد وعليه، فإن أدنى مستوى للمطالب هي مبادرة ولي العهد و وثيقة المنامة. فقد تم تجاوزكم وتجاوز ١٤ فبراير أيضاً .


٤- الكل يعلم بأن للسياسة أهلها وناسها ولكن الشفافية مطلوبة لتريحوا الناس وتطمئنوهم . مسألة اللقاءات الغير معلنة بينكم وبين المسئولين في الداخل وحتى الخارج باتت معروفة وهي من حقكم طبعاً ، ولكن ما ليس معروف هو ما يحاك وما يجعل الناس تردد في مجالسها ونقاشاتها ب (الله يستر مما تطبخه الوفاق) وبأنهم غيرمطمئنين بتاتاً عما يجري في الخفاء. وهذا ما جعل الناس تبتعد عنكم تدريجياً بدليل ضعف الحضور في آخر مسيرة أعلنتم عنها. أصبحت الفكرة السائدة لدى شريحة كبيرة من الشعب أنكم ضعفاء ومغلوب على أمركم .. وبأنكم ستتنازلون عن مطالب الشعب بإسكاتكم بأقل القليل .. أسمع بمثل هذه الأمور وأنزعج جداً لأن الجميع يعلم بتاريخ الوفاق وخبرتها وكوادرها وتنظيمها مما يمكن أن يضعها في أقوى وضع وأن يحسب لها ألف حساب بحسن إستخدام هذه الطاقات المتوفرة لديها.

٥- بكل صدقة وصراحة، أنتم المسئولون عن أي تداعيات وإنتكاسات تحدث في المستقبل ونتيجتها لن تكون الإنقلاب على الحكم فقط ، بل عليكم أولا وهنا الطامّة الكبرى.

مواطنة موجوعة __DEFINE_LIKE_SHARE__