إنه لشيء مخزٍ و مبكٍ ما يحدث في مصر و سوريا، و العراق و فلسطين، سأتحدث على وجه العموم فأنا و بكل صراحة لا أفقه في السياسة شيئا و لا يغريني هذا المجال البتة. إذا نظرنا إلى حالنا بالنسبة لأوروبا و أمريكا و دول الغرب عامة.. لمسحنا الجبين تعرقاً، لا شك بأن زمن الهيبة و النخوة قد ول و اندثر، و لو تمعنا قليلاً في أسباب ذلك لوجدنا بأن السبب هو نحن لا غير! عارٌ علينا ثم عارٌ علينا ثم عارٌ علينا كمسلمين أولاً ثم كعرب!!
لا شك بأن الأغلبية قد سمع بما حدث في مصر قبل يومين من الآن، و هو أبسط مثالٍ للدلالة على السبب، و إن دل ذلك على شيء فإنه دليل على التخلف المطلق و الجهل المطبق. لطالما سُميت مصر بأم الدنيا، مصر هي الأم، هي الحنان، هي الدفء الذي يلوذ إليه سائر الوطن العربي، فإذا ما مسّها مكروه تفز بقية الدول و لا يهدأ لها بال، و لكن .. ما يرعب في هذا الأمر هو أنها تنوي الخلاص على نفسها بنفسها!!
اعفوني عن ذكر ما يتعلق بالبحرين الحبيبة، فلا أعتقد بأن موضوعها قد ينتهي يوماً، مع الأسف. ما نحن بحاجة إليه الآن هو صرخة تدعو إلى النهضة، إلى التوحد، إلى الإسلام.. ربما! نحن بحاجة إلى احترام ذواتنا.. احترام عقيدتنا، فانظروا إلى حجم الكارثة الهائل التي أودى بها أسامة بن لادن، ما كان يفعله أسامة بن لادن و ما فعله في حادثة الحادي عشر من سبتمبر ليس لنا الحق بتاتاً لاستباحته بحجة القتلى نساءً و أطفالاً في العراق و فلسطين. أسامة بن لادن.. لم يحترمني، لم يحترمك أنت، لم يحترم كافة المسلمين، لم يحترم النبي –صلى الله عليه و سلم-، لم يحترم الإسلام! سياسته المغلوطة كانت سبباً من أسباب الهاوية العُظمى، و لعلني جديرة بذكر موقفٍ ذكرته لي صديقة يوماً ما من شأنه أن يوضح المقصد.. كانت هي و عائلتها في سفر لدولة ما في أوربا، و كعادتهم في أي سفرة يلبسون النقاب بغض النظر مسلمة كانت الدولة أم لاء.. فذات يوم و هم ذاهبون إلى السوق.. أشار إليهم فجأة أحد الأجانب هناك و أخذ بالصراخ و هو يستعد للهرب: أسامة بن لادن !!.. أسامة بن لادن!!، و ما يُظحك في هذا الأمر هو أن صديقتي و عائلتها ظنوا بأن أسامة بن لادن قد كان بينهم، فولّوا هاربين مع من كانوا يهربون صارخين من الأجانب........نعم...... هي حقيقة نأسفُ عليها.... و نبكي عليها .... و نرثي حالنا عليها .....
أنا لا أؤمنُ حقيقة بأن ملامح الإسلام المشوهة قد تعود كما كانت، و لا صورته الملطخة قد تعود مشرفة بأمجادها كما كانت، قد يظن البعض بأنّي إنسانٌ متشائم.. على العكس تماما.. فانا أشد ما أكون متفائلاً و مؤمناً بالخير.. و لكنها ماهية الواقع.. فلنتقبلها على مضض. مصْرَ تنزف، سوريا تنزف، العراق و فلسطين ينزفان، عار علينا ثم عار علينا ثم عار علينا! فصدقاً.. أين نحن في القائمة ؟!