معالم التسوية الامريكية في البحرين-نظرة تصورية تحليلية

محروم.كوم · #1 11-23-2011, 04:11 AM

الكاتب باحث مستقل شبكة هجر

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد

المتتبع لمجريات الاحداث المتسارعة في البحرين (على المستوى الداخلي والخارجي) بدأ يدرك معالم المشروع الامريكي الجديد المراد العمل به خلال الفترة المقبلة. هذا المشروع ابتدأ من تشكيل لجنة بسيوني (والتي -للاسف الشديد- رحبت بها قوى سياسية ودينية لها ثقلها في الساحة منذ الايام الاولى من تشكيلها).ما يمكن قوله هنا, هو ان تقريربسيوني كان جاهزا قبل شهر اكتوبر (الموعد الاصلي لتسليم التقرير) ولكن عندما عُرض هذا التقرير على الادارة الامريكية رفضته لانه يتستر على انتهاكات صارخة في مجال حقوق الانسان رُصدت ووثقت من منظمات حقوق الانسان العالمية, وهذا ليس حبا من امريكا بحقوق الانسان ولا رعاية لها فهي راعية الارهاب والقتل وسفك الدماء في العالم ولكن سبب ذلك هو انها (اي الادارة الامريكية) تخشى من اعطاء هذه المنظمات العالمية الذريعة للطعن في تقرير بسيوني واضعافه من جهة وخوفا من تزايد الاصوات المعترضة على السياسة الامريكية من جهة اخرى خصوصا وان بعض انتهاكات حقوق الانسان في البحرين وُثقت ورُصدت من قِبل كبار العاملين في منظمات حقوق الانسان العالمية مباشرة لدرجة ان بعضهم عاين بنفسه اثار التعذيب على اجساد الشهداء الابرار وهم في المغتسل وبالتالي فهؤلاء هم شهود اثبات فيما لو تمت محاكمة هذا النظام المجرم في المستقبل وبلا ادنى شك فان شهادتهم يُعتد بها اكثر من غيرهم. ومن هنا نفهم اعلان تاخير تسليم تقرير بسيوني الى شهر توفمبر بدلا من اكتوبر وذلك من اجل اجراء بعض التعديلات عليه بما يتوافق مع المصلحة الامريكية. ومن يلاحظ تصريحات بسيوني قبل صدور الاوامر الامريكية بتاخيرموعد تسليم التقرير وكيف كان ينفي وجود حالات تعذيب ممنهجة وتصريحاته بعد صدور اوامر تاخير التقرير والتي تراجع فيها عن تصريحاته السابقة و اقّر بوجود حالات تعذيب ممنهجة ولكنها محدودة-حسب قوله- يدرك جيدا ما سيحمله ويتضمنه هذا التقرير المشبوه اذ لا غرابة من هذا التاجيل المفاجئ الذي افسد على السلطة والنظام البحريني احتفالاته التي كان ينوي القيام بها في يوم تسليم التقرير في موعده الاصلي في شهر اكتوبر.

والمثير للدهشة و الشبهة بان هذا المدعو بسيوني, الغالب على تصريحاته الاعلامية هو الجانب السياسي (من قبيل تصريحاته فيما يخص قيام دولة اسلامية وانتقادته لممارسة القادة السياسيين في عملهم السياسي) في حين ان دوره يجب ان يقتصر على الجانب الحقوقي اذ ان لجنته يجب ان يقتصر دورها على انتهاكات حقوق الانسان

واكاد اجزم بان امريكا وبريطانيا سوف تدعم تقرير بسيوني وتروج له بشكل ملفت بعد صدوره ولكن املنا في الله الواحد الاحد القاهر الصمد في افشال كل المخططات الرامية لاسكات صوت الحق.بعد هذه المقدمة اقول:هناك ثلاثة اطراف رئيسية في اي حل (تسوية) قادمة:
الطرف الاول: النظام المدعوم امريكيا واوروبيا وسعوديا.

الطرف الثاني: الجمعيات (الاحزاب) السياسية. البحرينية.
الطرف الثالث: شباب الثورة والقادة في السجون.

الطرف الاول: النظام المدعوم امريكيا واوروبيا وسعوديا:اتصور ان النظام سيقوم بالخطوات الاتية:

اولا: المصالحة الوطنية:
اعتقد بان اول خطوة سيعتمدها النظام هو طرح مشروع المصالحة الوطنية وذلك من اجل اظهار الصبغة الطائفية لثورة البحرين من جهة وحفظ موقع الاسرة الحاكمة وخصوصا اركان النظام الفاسد باعتبارهم خارج دائرة الصراع وانهم الحريصون على استقرار البلد والحفاظ عليها من الفتنة الطائفية من جهة اخرى. وهنا لا بد لي من بيان نقطة مهمة وهي ان الجمعيات السياسية (وخصوصا الوفاق وعلى راسها الشيخ علي سلمان حفظه الله) هم من قعّدوا وتناغموا مع فكرة النظام هذه في ضرورة المصالحة للاسف الشديد, حتى قال الشيخ علي سلمان في احد المهرجانات اننا في البحرين بحاجة الى مصالحة وطنية كما حصل في افريقيا او السودان وهذا في الواقع اشتباه كبير, فلا داعي للمصالحة بين ابناء الشعب لان الحالة الموجودة في البحرين ليست حالة طائفية كما يريد ان يصورها النظام بترديده للمصالحة وانما ما يحدث في البحرين هو ثورة اساسها طرفان الاول هو الشعب (سنة وشيعة) وهم الاغلبية الساحقة وبين النظام باجنحته الثلاثة: العائلة الحاكمة والاجهزة الامنية من مرتزقة النظام والنواصب. فاي مصالحة هذه التي تتحدث بها الجمعيات؟ّ هل يريدون من الشعب ان يتصالح مع هذه الاطراف والاجنحة الثلاثة والحال انها صورة لوجه واحد؟!! ثم اليس الاقرار والتحدث بلسان النظام حول المصالحة اعتراف بطائفية الثورة بالبحرين؟!!على كل حال سوف يعمد النظام للمصالحة الوطنية في مشروعة الامريكي القادم واتصور بانه اذا اضطُر لمناقشة بعض الملفات التي تصر عليها المعارضة كمطلب انتخاب الحكومة فانها قد تجعل من تحقق المصالحة الوطنية على ارض الواقع شرطا لمناقشة هذه المواضيع وبالتالي سوف تكسب مزيدا من الوقت من جهة وسوف يتسنى لها التعرف على نتائج مشروعها من جهة ثانية.

ثانيا: حلحلة بعض الملفات التي خلفتها الاحداث:
فعلى سبيل المثال قد يقوم النظام بارجاع المفصولين وهنا تجدر الاشارة الى نقطة مهمة وهي عدم التزام الحكومة بامر سيدها وراس نظامها عندما اصدر قرارا ملكيا بارجاع المفصولين خلال اسبوعين وهذه سابقة لم تحصل من قبل ولكن عندما نقرا هذا الحدث من ناحية سياسية فان الغرابة تنتفي وتتلاشى فمن ناحية يريد الملك ان يحفف الضغط الخارجي (ولو بصورة محدودة مؤقتة) ويظلل منظمات العمل والنقابات العمالية الدولية ومن ناحية ثانية يريد النظام ان يستفيد من هذه الملف الثمين في اي تسوية قادمة ومن هنا نفهم تصريح بسيوني في بداية عمله عندما قال بان الملك وعده بارجاع جميع المفصولين قريبا ولكنه لم يتحقق شي على ارض الواقع.
ثالثا: تعويض بعض المتضررين وخصوصا اسر الشهداء والمفصولين.
رابعا: وقف المحاكمات لعدد محدود من المتهمين كالاطباء والنساء واستغلال ذلك اعلاميا.
خامسا: اطلاق سراح مجموعة من المعتقلين وخصوصا المعتقلين من الصف الثالث وما فوق ذلك مع الابقاء على المعتقلين من الصف الاول والثاني للاستفادة منهم في اي مساومة قد يحتاجها النظام في قادم الايام.
سادسا: اجراء بعض التعديلات الدستورية بما يحفظ مصالح النظام.
سابعا: قد يعمد النظام لفتح باب التوظيف للشيعة في وزارة الداخلية ويستفيد من ذلك اعلاميا.
ثامناا: قد يلجا النظام لطرح وعود تتعلق بتحسين الوضع المعيشي
تاسعا: قد يلجأ النظام بتقديم بعض المرتزقة للمحاسبة على ان يتم تهريبهم خارج البلاد من دون انزال اي عقوبة عليهم.
عاشرا: توسيع محدود لصلاحيات مجلس النواب مع ضمان عدم وصول الاكثرية المعارضة للبرلمان وقد يعمد النظام لاعطاء رئاسة البرلمان للمعارضة ولكن ليس الان وانما بعدما يتحقق مشروعة المزعوم بالمصالحة الوطنية.
حادي عشر: قد يقوم النظام باعطاء بعض الوزارات لشخصيات شيعية على ان تكون هذه الوزارات وزارات خدمية.

الطرف الثاني: الجمعيات (الاحزاب) السياسية البحرينية:

وهذا الطرف هو ما يقلني كثيرا, واعتقد جازما بان النظام سوف يعمد لشق وتشطير راي الجمعيات المعارضة بل سوف يسعى لاكثر من ذلك اذ انه سوف يعمد لالزام الجمعيات السياسية لادانة اعمال شباب الثورة وهذا ما جاء على لسان ولي العهد في احد المقابلات عندما قال بصريح العبارة: اذا لم تستطع الجمعيات السياسية ان تقف ضد المخربين (كما يصفهم) فانها قادرة على ادانتهم والتبري من اعمالهم.عن نفسي فانني لست متفائلا بدور ايجابي للجمعيات المعارضة في قادم الايام.

الطرف الثالث: شباب الثورة والقادة في السجون:

اما شباب الثورة فانهم هم من يستطيع ان يفشل كثير من المخططات وذلك بتكثيفهم للعمل والنزول في الميادين واتصور انه مع قليل من الانفراج الامني (والذي يعتبر ضرورة لاي تقدم سياسي واقتصادي مستقبلي) سوف تتاح لهم فرصة الاعتصام المركزي مجددا ولكنني اجزم بان نجاحهم هذه المرة مرهون بعدم سماحهم للاحزاب بان تركب فوق ظهورهم وتستغل وتحرف اهدافهم فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين اما اذا لم يلتفتوا لهذا الامر فان الثورة لن تحقق نجاحها بمجهود داخلي وانما نحتاج لان ننتظر ما قد يحصل من متغيرات خارجية سواء كانت اقليمية او دولية, والله يعلم كم سنة نحتاج لاستغلال الفرصة القادمة.اما القادة الرموز في السجون فرج الله عنهم اجمعين فانهم اجمعوا على ان لا يصدر منهم اي توجيه من داخل السجن وحسب تقديري اتصور بانه اذا نجح النظام في التوافق مع الحمعيات السياسية على صيغة معينة لاي تسوية قادمة فانه سوف يجعل من ذلك قاعدة للتفاوض مع القادة الرموز في السجن.مع كل ما تقدم واختصارا للوقت اقول بانني لست متفائلا بقادم الايام خصوصا وان الخناق سيضيق على النظام اكثر وبالتالي قد يلجا الى اوراقه الاخيرة والتي اتمنى ان لا تحصل.اسال الله تعالى لهذا الشعب المظلوم النصر والظفر بحق محمد واله الطاهرين. اللهم انتقم لنا ممن قتلنا وظلمنا وهتك اعراضنا وروع اطفالنا, ربي اخذهم اخذ عزيز مقتدر. __DEFINE_LIKE_SHARE__

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
عاجل :: الرجاء التصويت في برنامج الإتجاه المعاكس عن انتفاضة البحرين	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	10-22-2011 01:20 PM
نسيج \| البحرين:السفارة الامريكية في البحرين تحذر رعاياها من يوم سبت سا	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	10-20-2011 02:40 PM
البحرين اول منفذ للخطة الامريكية لابادة الشيعة	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	09-28-2010 03:30 PM
رؤية تحليلية للعملات والاسواق الامريكية والذهب والبترول	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	03-03-2010 04:00 AM
::.. جوله في معالم البحرين ..::	@غرشوبة قطر@	سفر وسياحة	17	08-20-2008 03:07 PM